تعود الفنانة الكوميدية المغربية حنان الفاضلي إلى الساحة الفنية، بعد غياب دام عدة أشهر بسبب الحمل والولادة، بسلسلة جديدة بعنوان "آش خسرتي إلا ضحكتي". "" السلسلة الجديدة، التي تنتجها القناة الثانية، لإضفاء مسحة من التنويع والابتكار على عروضها البرامجية الترفيهية، ستبث في حلقات أسبوعية كل يوم سبت حوالي الساعة الثامنة مساء، وهي مناسبة للجمهور للاستمتاع بأجواء ملؤها الفرجة والفكاهة والضحك، تستقي تألقها من محاكاة حية ومرحة تستعيد أرشيف الأفلام والمسلسلات ومختلف البرامج، التي تشكل ذاكرتنا السمعية البصرية، خصوصا ما تزخر به من مشاهد ولقطات متميزة تخللت مسارات العديد من الأسماء الفنية المتميزة. ويفرد البرنامج اهتماما منه بفناني وفكاهيي المستقبل، إحدى أهم فقراته لاستكشاف وتشجيع المواهب الفنية الصاعدة، وتمكينها عبر المساهمة في أداء بعض المونولوجات والسكيتشات، من الاحتكاك وإبراز قدراتها على الخلق والإبداع. بالموازاة مع ذلك، يتميز البرنامج الذي يتسم بتنوع فقراته، بتقديم سلسلة من اللوحات الفنية التي ترمز إلى دينامية وحيوية المشهد الفني الجديد، فضلا عن باقي الألوان الفنية خصوصا الموسيقية، كالأغنية الشعبية والراي وغيرها، إذ ستتكفل حنان مرفوقة بمجموعة موسيقية، بأداء بعض العروض الغنائية والموسيقية المثيرة، سواء على الخشبة أو من خلال مجموعة من الكليبات. واحتفاء من البرنامج بمسار القناة الثانية في مجال الترفيه والفكاهة منذ تاريخ إحداثها، سيحرص على استعراض أقوى ذكريات الفكاهة والضحك، التي عاشتها ردهات واستوديوهات القناة طيلة تلك الفترة. يذكر أن حنان الفاضلي، رزقت أخيرا، بمولود ذكر اختارت له من الأسماء آدم، وهي الآن بصدد الإعداد لمجموعة من الأعمال الفنية. ولدت حنان الفاضلي في 2 ماي 1974، داخل أسرة فنية مكونة من 4 أطفال. ويرجع ولوج حنان للفن، خصوصا الكوميديا الساخرة إلى أبيها عزيز الفاضلي، الذي يعتبر أيضا فنانا كوميديا كبيرا إذ أدى عدة أدوار أشهرها "شخصية "بئيس الديس". عائلة الفاضلي تكون مجموعة فنية متميزة تتكامل مع بعضها، إذ نجد الأب عزيز الفاضلي يعمل في التمثيل والكتابة وأحيانا في التنفيذ، والأخ عادل الفاضلي في إدارة المسرح، والإخراج التلفزيوني، و رشدي الفاضلي في الصوت والإضاءة، بينما تساهم غزلان الفاضلي في أداء بعض الأدوار إلى جانب حنان. ظهرت حنان لأول مرة على القناة الأولى، وهي لم تتجاوز ربيعها الثامن، أثناء تكريم المخرج حميد بنشريف، حيث قدمت عرضا قلدت فيه الفنانة المغربية خديجة أسد، ونالت إعجاب الجميع الذين تنبأوا لها بمستقبل فني متميز، خصوصا حميد بنشريف، الذي قال لأبيها آنذاك "ابنتك ستذهب بعيدا في هذا المجال" وكان محقا فعلا . انضمت بعد ذلك حنان إلى مجموعة الطيب الصديقي، حيث أدت دورا بسيطا في مسرحية باللغة الفرنسية. وبعد ظهور القناة الثانية، شاركت ب"كاستينغ" في مجال التقليد وهي في سن السابعة عشرة، لتلقى القبول وتبدأ رحلتها الفنية ببرنامج أسبوعي حمل اسم "فكاهة" لمدة أكثر من سنتين . و بعد ذلك قدمت عرضا ساخرا، بعنوان "تيلي حنان"، قدمت من خلاله 22 شخصية في مدة 75 دقيقة، ثم عرض"حنان شو"، الذي قدمته خلال شهر رمضان وأعيد عرضه أكثر من مرة، كما قامت بعدة جولات فنية خارج المغرب، كانت الجولة الباريسية التي دامت أكثر من 3 أشهر سنة 1999 بمناسبة الاحتفال بزمن المغرب بفرنسا أنجحها. استطاعت حنان الفاضلي خلال مسيرتها الفنية المتألقة أن تضحك فئة عريضة من الجمهور، وأن تضمن لها مكانا إلى جانب رواد هذا الفن في المغرب، والسر كما تقول يكمن في أنها تقدم ما يعيشه الناس، في جميع أعمالها، إنها تقدم ببساطة الحياة اليومية للمواطن البسيط. فهي تتوجه بأعمالها إلى جميع الشرائح، أطفالا، شبابا، وشيوخا، ذكورا، وإناثا، معتمدة لغة بسيطة هادفة ومنتقاة لا تتخذ من الكلام الساقط، أسلوبا لها. إنها فنانة تنأى عن السطحية، ببساطتها وتلقائيتها وجديتها في المقاربة والاشتغال، ما يجعل من فكاهتها بصيغة المؤنث تارة، والمذكر تارة أخرى، فكاهة قرب.