بعد ساعات على حجز المصالح التابعة للصيد البحري بأكادير ثمانية أطنان من الرخويات المهربة والمخزنة بإحدى حاويات التبريد بالحي الصناعي بمنطقة "تاسيلا"، قررت المصالح ذاتها بمعية السلطات المحلية والأمنية إتلافها بمطرح "تاملاست" الكبير. ولم تمض إلا ساعات قليلة، حتى كشفت السلطات الإقليمية عن تهريب ما يقرب من أربعة أطنان من الرخويات الفاسدة من قبل مجموعة من الأشخاص، استعدادا لتوجيهها إلى السوق المحلية، بعد غسلها وتنقيتها من الأوساخ والشوائب العالقة بها، بالسد التلي الكائن بمنطقة "تملاست"، مما فرض تحركا أمنيا سريعا، أسفر لحد الآن عن توقيف شخصين متهمين بالتورط في عملية سرقة الأخطبوط الفاسد، في الوقت الذي لايزال البحث جاريا عن اثنين آخرين لاذا بالفرار. وفي السياق ذاته، أفادت جمعية "بيزاج لحماية البيئة" بأكادير بأن السلطات الولائية والدرك الملكي بأكادير فرضا حالة استنفار قصوى وطوق أمني غير مسبوق على المطرح المراقب "لتملاست" الكبير باكادير، وذلك نتيجة إفراغ كميات كبيرة من سمك الأخطبوط الذي تم حجزه في أحد المعامل الخاصة بتبريد سمك فاسد تم حجزه وإتلافه، وتفريغه ودفنه مع النفايات المنزلية من طرف إحدى الشاحنات الكبرى التي خصصت لهذا الغرض بالمطرح الكبير لتملاست، وأضافت "بيزاج" أن الكارثة العظمى تكمن في قيام مجموعة من "الهباشة" بحفر ونبش المزبلة لاستخراج الأخطبوط ووضعه في أكياس بلاستيكية وتهريبه عبر جدران المطرح الجماعي لاكادير الكبير، ومن ثم إخراج كميات مهمة منه وتعبئتها في أكياس بلاستيكية بهدف إعادة بيعه، وذلك بعد أن انتشر خبر إفراغ كميات كبيرة من سمك الأخطبوط الفاسد وسطهم كالنار في الهشيم. واستطردت "بيزاج" قائلة إن عمال بلدية أكادير هم الذين شاهدوا حركة غير عادية على إحدى الشاحنات بجوار السد التلي لتملاست المجاور للمطرح الكبير، حيث كان الهباشة يقومون بغسل أشياء بمياه السد المخزونة، وبعد الاقتراب منهم تبين أن الأمر يتعلق بالأخطبوط ، الأمر الذي أدى إلى فرض طوق أمني على المنطقة وتمشيطها طولا وعرضا، بهدف إيقاف الجناة وكل من ثبت تورطه في هذه الجريمة الخطيرة، كما هرعت على وجه السرعة تعزيزات إلى عين المكان من الدرك الملكي والقوات العمومية والسلطات المحلية وجميع المصالح المختصة التي قامت إلى حدود فترات متأخرة من ليلة الثلاثاء/ الأربعاء بتفتيش المكان والأماكن المجاورة، كما قام كذلك الدرك الملكي بتطويق المكان والبحث عن الجناة وتفتيش أي آلية قادمة أو خارجة من المطرح.