علمت جمعية بييزاج لحماية البيئة بمنطقة تملاست مساء يوم الثلاثاء 13ماي على الساعة الرابعة والنصف زوالا أن حالة استنفار قصوى وطوق أمني غير مسبوق فرضته السلطات الولائية والدرك الملكي باكادير على عجل بالمطرح المراقب "لتملاست" الكبير باكادير نتيجة إفراغ كميات كبيرة من سمك الأخطبوط الذي تم حجزه من إحدى المعامل الخاصة بتبريد هذا النوع من السمك، وتفيد مصادر أخرى عليمة بييزاج انه سمك فاسد وتم حجزه وإتلافه، وتفريغه ودفنه مع النفايات المنزلية من طرف إحدى الشاحنات الكبرى التي خصصت لذات الغرض بالمطرح الكبير لتملاست، لكن الكارثة العظمى هي قيام مجموعة من "الهباشة" المتواجدين بعين المكان، بحفر ونبش المزبلة لاستخراج الاخطبوط ووضعه في أكياس بلاستيكية وتهريبه عبر جدران المطرح الجماعي لاكادير الكبير، ومن ثم إخراج كميات مهمة وتعبئتها في أكياس بلاستيكية في حالة هستيرية منقطعة النظير بهدف إعادة بيعه، وذلك بعد أن انتشر خبر إفراغ كميات كبيرة من سمك الاخطبوط الفاسد وسطهم كالنار في الهشيم، وتفيد مصادرنا بعين المكان أن السلطات المحلية التي تلقت خبرا على وجه السرعة من مصادر موثوقة وهم عمال بلدية اكادير الذين شاهدوا من على إحدى الشاحنات حركة غير عادية بجوار السد التلي لتملاست المجاور للمطرح الكبير، وهو نفر من الهباشة يقومون بغسل أشياء بمياه السد المخزونة (الذي سبق لجمعية بييزاج أن نبهت إلى تلوثه سابقا بعصارة النفايات)، وحسب مصدرنا فالعمال شاهدوا أشياء أشبه بجلود الاكباش يتم غسلها وهم يسابقون الزمن لملئ إحدى سيارات نقل البضائع "هوندا" وبعد الاقتراب منهم تبين انه الإخطبوط ، وأمام هذا الوضع الخطير انتشر الخبر بين المصالح المختصة بسرعة البرق، وفور علمه أعطى والي جهة سوس ماسة درعة أوامره بفرض طوق امني على المنطقة وتمشيطها طولا وعرضا والتصدي لهذه الجريمة بكل حزم لإيقاف الجناة وكل من تبث تورطه في هذه الجريمة النكراء و هرعت على وجه السرعة تعزيزات إلى عين المكان من الدرك الملكي والقوات العمومية والسلطات المحلية وجميع المصالح المختصة التي قامت إلى حدود فترات متأخرة من الليل وفي ظروف بيئية جد صعبة تقوم بتفتيش المكان والأماكن المجاورة، كما قام كذلك الدرك الملكي بتطويق المكان والبحث عن الجناة وتفتيش أية آلية قادمة أو خارجة من المطرح وقد تم إلقاء القبض على شخصين بدراجة نارية بحوزتهما كميات من الاخطبوط الفاسد، فيما لا يزال البحث ساري عن كل المتورطين في هذه الجريمة لإيقاف نزيف هذه الكارثة البيئية والصحية التي تهدد الصحة العامة وسلامة المواطنين ، وتفيد مصادر أخرى لبييزاج أن عملية الإتلاف لم تمر بالشكل المطلوب أو شابتها شوائب وهو الأمر الذي حذا بالهباشة إلى نبش الازبال لاستخراج الاخطبوط الشيء الذي ادى إلى هذه الكارثة، و التي تحاول السلطات جاهدة بكل أنواعها التصدي الحازم لها بتعبئة جماعية جد مكثفة تفاديا للاسوء، وإذ تعتبر بييزاج هذا الانفلات البيئي المهدد للصحة العامة للمواطنين غير مقبول فإنها تحمل المسؤولية إلى الجهات التي لم تعمل على التخلص من هذه النفايات في إطار مقتضيات القانون الخاص بإتلاف هذه الأنواع من الأسماك حتى لا يتم إعادة استعمالها وتضليل المواطنين لاستهلاكها أو بيعها، مما يعتبر خرقا سافرا للقانون، كما تطالب بييزاج بفتح تحقيق سريع في الكارثة التي تصدت لها السلطات الولائية والدرك الملكي باكادير بحزم كبير، وإذ تعتبر جمعية بييزاج هذا التدخل الحازم والسريع للسلطات الولائية والدرك الملكي والمصالح الخارجية نموذجا للعمل الجاد والمسؤول لحماية المواطنين من المجرمين، فهي تنوه بهذه المجهودات التي تنم عن غيرة ومسؤولية وطنية لحماية الصحة العامة والبيئة من عبث المخربين الذين لا يتوانوا عن إلحاق الأذية بالأرض والعباد كلما تحينوا الفرصة لذلك.