تنفس جمعويون الصعداء، الأسبوع الماضي، بعد نهاية أكبر مطرح عشوائي عمر 20 سنة بمنطقة القليعة التابعة لعمالة إنزكان في أكادير. جانب من مطرح القليعة (خاص) عبرت فعاليات جمعوية من أكادير عن ارتياح سكان المنطقة من المحن التي ضاقوا بها درعا منذ سنوات، وطالبوا السلطات المحلية والجهات المعنية بالبيئة، في وقفات احتجاجية عدة، بالتدخل للحد منها. في تقرير لها حول نهاية المطرح، أكدت جمعية بيزاج للبيئة، أن الدعوة التي وجهتها إلى الجهات المسوؤلة كانت هي التعجيل بضرورة حماية المواطنين بمركز القليعة من التأثيرات السلبية على الصحة العامة والبيئة. وكان رفع الضرر عن السكان المجاورين للمطرح العشوائي، وحماية المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية المحاذية لأكوام الأزبال، وحماية البيئة، والتربية والماء، والهواء، والغابة من التدهور المستمر، يستلزم التدخل الذي قام به المسؤولون بعمالة إنزكان آيت ملول، وولاية جهة سوس ماسة درعة. وأشارت الجمعية إلى أنها سبق أن عاينت، في يونيو الماضي، تأثيرات المطرح العشوائي بالقليعة على عدد من الأسر، التي تعيش على بعد منه بحوالي 100 و 150 مترا، خاصة أحياء عريبات، وحي آيت الحاج الطيب، وحي بن عمر بمركز القليعة بغابة الأركان لادميم. وسجلت الجمعية أن خطورة المطرح تتجلى في "قتل سموم النفايات المعدنية الثقيلة والبكتريا السامة للعديد من أشجار الأركان، وتساقط جل أوراقها، وجفاف أغصانها وشحوبة ألوانها، حيث أصبحت الغابة مهددة نتيجة توسع المطرح دون مراقبة ودون تحديد للمساحة التي أصبحت تناهز 17 هكتارا من الملك الغابوي للأركان". وذكر المصدر نفسه أن أعضاء من جمعية بيزاج وجمعية الأمل بالقليعة زاروا المنطقة، في 7 فبراير الجاري، ليجدوا أن المطرح العشوائي للقليعة أصبح في "خبر كان"، إذ اختفت الأطنان من الأزبال التي كانت منتشرة، ومئات الكيلوغرامات من الأكياس البلاستيكية المتعددة الألوان والأشكال التي كانت تكسو المطرح، وتلتصق بأشجار الأركان، كما اختفت مئات القطيع التي كانت تقتات وترعى على القذارة، واختفى "الهباشة" و"المخاليون". وعملت الجرافات على قدم وساق، منذ يونيو الماضي، من اجل تطهير المكان الذي أصبح الآن أفضل حال مما كان عليه، عبر تجميع النفايات السابقة وطمرها بواسطة التربة على شكل كتلة ما تزال الأشغال سارية المفعول بها، وإحداث محطة تفريغ مجهزة لحمل نفايات القليعة بشاحنات كبرى وطرحها بالمطرح الكبير لتملاست. وجرى القضاء على المطرح العشوائي تحت إشراف ومتابعة مباشرة ومستمرة لعامل عمالة انزكان آيت ملول، وترخيص من ولاية أكادير بتحويل نفايات القليعة إلى مطرح تملاست بشكل يومي من منطقة تفريغ في شاحنات كبرى تتولى هذه العملية يوميا، في إطار التعاون للتخلص من المعضلات البيئية والأيكولوجية للمطارح العشوائية. وفي هذا الإطار، أفادت لجنة مختصة في دراسة قدمتها يوم 6 فبراير الجاري، بمقر ولاية جهة سوس ماسة درعة، أنه جرى الأخذ بعين الاعتبار جميع المتغيرات التنموية والاقتصادية مستقبليا، وأثمرت جهود المتدخلين عن "القضاء عن أكبر معضلة بيئية استمرت أزيد من عشرين سنة". ولم يفت جمعية بيزاج للبيئة الإشارة في تقريرها إلى أنها عاينت "حالة جديدة لغابة "ادمين" لشجر الأركان بالقليعة. وتشهد هذه الغابة، حسب الجمعية، انتشارا كبيرا للمطامير، وانعداما لقنوات الصرف الصحي، في منطقة تضم أكبر كثافة سكانية بالمغرب. وترتبط هذه الإشكالية، حسب الجمعية، بتنامي السكن العشوائي، وبغياب تشوير، يمنع تفريغ النفايات السائلة ونشاط الصهاريج المجرورة، التي تجوب المنطقة ليلا ونهارا، لتفريغ المياه العادمة ومياه الصرف بمواقع سطحية بغابة الأركان. وأدى إفراغ المياه العادمة، حسب المصدر نفسه، إلى "تكوين مستنقعات عائمة بروائح كريهة منتشرة على مساحة كبيرة بغابة "أدمين" غير بعيد عن مدخل "العين القليعة 2"، جهة اليسار. واعتبرت الجمعية هذه السلوكات عائقا أمام المجهودات المبذولة لحماية البيئة.