مع حلول فصل الربيع واقتراب موسم الصيف يضع مجموعة من سكان المناطق المحيطية بالدارالبيضاء أيديهم على قلوبهم، بسبب الحشرات الضارة التي تنتشر بشكل مكثف في هذه الفترة من السنة. وقال مصدر مطلع ل"المساء" إنه لحد الساعة ليست هناك أي مؤشرات تدل على أنه ستكون هناك أي خطة جديدة لمحاربة الحشرات الضارة التي يشتكي منها سكان المناطق المحيطة بالعاصمة الاقتصادية، وأضاف أن المكتب المسير للجماعة لا يهتم بسياسة القرب، علما أنها من الأشياء التي يمكن أن تصالح البيضاويين مع مدينتهم. واعتبر المصدر نفسه أن الاهتمام الحالي بما يسمى ببرنامج تغطية الأولويات، الذي خصصت له المليارات من السنتيمات، واستثناء المشاكل التي لها علاقة بالمواطنين لا معنى له، وزاد قائلا: "لابد من الانكباب على كل ما له علاقة بالقرب، كالقضية المتعلقة بضرورة تبني خطة لمحاربة الحشرات الضارة، لأنه لا يعقل أن يجد المواطن البيضاوي نفسه خلال كل سنة وجها لوجه في مواجهة هذا المشكل، وأضاف أنه حان الوقت لإعادة النظر في طريقة التعامل مع خدمات القرب في المدينة، وذلك عبر التنسيق بين الجماعة الحضرية والمقاطعات. ولم يستغرب المصدر نفسه تزايد الإشكال المتعلق بانتشار الحشرات الضارة في الأحياء الهامشية، على اعتبار أن ارتفاع درجة الحرارة يساهم في هذا الأمر، وقالت إحدى السيدات في منطقة "الهراويين" لقد أصبحنا كل سنة نعيش مع الحشرات الضارة التي تشاركنا الأكل والمشرب، وهذا الأمر يهدد حياة أبنائنا بشكل كبير. من جهة أخرى، أفاد مصدر من مصلحة حفظ الصحة، أن محاربة الحشرات الضارة في الدار الببيضاء تتم وفق الإمكانات المتوفرة، وخاصة العنصر البشري، وأوضح قائلا: "محاربة الحشرات الضارة تتم وفق الإمكانات المرصودة، خاصة في الشق المرتبط بالعنصر البشري الذي لا بد أن يكون مؤهلا لهذه العملية، لأن الأمر يحتاج إلى تكوين، فنحن في أمس الحاجة إلى موظفين مكونين في طرق محاربة الحشرات الضارة". وأضاف المصدر ذاته أن عملية مواجهة الحشرات تتم عن طريق كل مقاطعة على حدة، وأضاف: "إن المجلس يمدنا بسيارة كبيرة تتوفر فيها وسائل لمحاربة هذه الحشرات، ولكن الإشكال مرتبط بشكل كبير بضرورة تعزيز الموارد البشرية". وستكون شركتا النظافة اللتان حازتا على صفقة التدبير المفوض مؤخرا في امتحان عسير خلال الأسابيع المقبلة، على اعتبار أن النفايات تعد الفضاء المناسب لانتشار هذه الحشرات، وأي مجهود إضافي من أجل القضاء على كل النقاط السوداء من حيث النظافة يعد خطوة للتصدي لهذه الظاهرة، التي بات تقلق راحة الكثير من السكان. وما يقال عن طرق محاربة الحشرات الضارة ينطبق على الكلاب الضالة، التي تغزو بدورها العديد من المناطق المحيطة خلال هذه الأيام، الأمر الذي يستدعي ضرورة الانكباب على جميع القضايا المرتبطة بالقرب، لأن ذلك هو الذي سيشعر المواطن البيضاوي بأن الأمور تتغير نحو الأفضل.