قبل سنوات كانت جل وسائل الإعلام الوطنية تركز اهتمامها على الأوضاع المزرية التي تعانيها مقاطعة مولاي رشيد، باعتبارها توجد على رأس المناطق الفقيرة في الدار البيضاء وتعوزها الكثير من الإمكانات، لكن ظهرت، في الآونة الأخيرة، الكثير من المناطق في المدينة التي "تفوقت" على مقاطعة مولاي رشيد من حيث التهميش والإقصاء رغم حداثة وجودها. هناك أحياء كثيرة، ظهرت في الدار البيضاء في العقد الأخير، لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة، سواء تعلق الأمر بانعدام المساحات الخضراء والفضاءات الثقافية والرياضية أو انتشار الحفر بشكل مرعب، وتقول إحدى السيدات القاطنات في حي الزوبير في مقاطعة الحي الحسني، "في حي الألفة تكاد تنعدم المساحات الخضراء، فهناك تسابق فقط لإنجاز المشاريع السكنية بشكل أصبح مرعبا، إذ لا يتم احترام المجال الحضري، الذي يتطلب ضرورة المعادلة بين السكن وتوفير لوازمه من مساحات خضراء وقاعات رياضية والاهتمام بوضعية الطرق، فحي الزوبير، مثلا، يعاني مشاكل كثيرة ترتبط بانتشار الحفر بشكل كارثي". واعترف مصدر رفيع في ولاية الدار البيضاء بوجود خلل كبير في عملية إنجاز العديد من الأحياء السكنية في المدينة، إذ قال: "لقد توسعت الدار البيضاء بشكل كبير دون أي استراتيجية أو خطة محكمة، وهو الأمر الذي لابد من تداركه مستقبلا، حيث يجب الاهتمام بهذه الأحياء. التفاوت الصارخ بين مركز الدار البيضاء والمناطق المحيطية يجعل الكثير من الأصوات ترتفع من حين لآخر للمطالبة بضرورة الحرص على تطبيق سياسة القرب، إذ لا يعقل، حسب مصادر "المساء" تكثيف الجهود في مناطق معينة في حين توجد عدة أحياء خارج التغطية. التوسع العمراني الذي شهدته الدار البيضاء في السنوات الأخيرة كانت له عدة مظاهر سلبية، حيث إن معظم الأحياء الجديدة غير مرتبطة بشبكة النقل الحضري، مما يدفع السكان في بعض الأحيان إلى الاستعانة بالعربات المجرورة أو "الخطافة" للوصول إلى المناطق التي توجد بها حافلات النقل الحضري أو الطاكسيات من الحجم الكبير، مما يزيد من حدة أزمة النقل، وتتحول مجموعة من الحافلات إلى ما يشبه علب السردين، حيث لا يجد الراكب في أوقات الذروة مكانا يضع فيه رجليه من شدة الازدحام. من جهته، قال منعش عقاري ل"المساء" "من المفروض قبل إحداث أي منطقة سكنية جديدة التفكير في العوامل الموازية كإحداث أسواق ومساجد وحمامات وربطها بشبكة النقل الحضري، حتى تكون كل منطقة مستقلة بذاتها"، وأضاف أنه إذا اقتضى الحال لابد من إحداث الأجواء نفسها في المناطق التي رُحل منها المواطنون حتى لا يشعرون بأي غربة، خاصة بالنسبة لسكان المدينة القديمة، مثلا، الذين اعتادوا على أجواء قلما توجد في مناطق أخرى. وتمت خلال سنة 2012 دراسة21 مشروعا تتعلق بإعادة إسكان قاطني دور الصفيح منها 8 عمليات بسيدي مومن على مساحة 88 هكتارا بمنتوج يصل إلى 2575 بقعة مجهزة و 13 عملية في إطار البرنامج الجهوي لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح، منها 11 عملية تم الترخيص لها.