يعتبر داء الحصبة أو "بوحمرون"، مرض شديد العدوى يسببه فيروس "ARN " من عائلة "Paramyxoviridae" ينتقل بسهولة عن طريق الهواء، يصيب الجهاز التنفسي أولاً قبل أن ينتشر إلى أعضاء الجسم الأخرى. وفق معطيات وفرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لصحيفة "القناة"، فإن داء الحصبة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بل وحتى الموت، ويمكن للشخص المريض أن يعدي ما معدله 18 إلى 20 شخصًا. وأشارت إلى أن تاريخيًا يكثر انتشار داء الحصبة عادة في أواخر فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع في المناطق المعتدلة مناخيا. طرق الانتقال وحضانة الفيروس حسب المصدر نفسه، فإن الفيروس ينتقل عبر الهواء من خلال الرذاذ المحمول جوًا أو عبر الاتصال المباشر بإفرازات أنف أو حلق الأشخاص المصابين، حيث يظل نشطًا وقابلًا للانتشار في الهواء أو على الأسطح الملوثة لمدة تصل إلى ساعتين. وتتراوح فترة حضانة الفيروس عادةً بين 7 إلى 14 يومًا، وقد تمتد إلى 21 يومًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة. وأشارت الوزارة إلى أن المدة بين التعرض للفيروس وظهور الطفح الجلدي، فهي 14 يومًا في المتوسط، مع احتمالية وصولها إلى 21 يومًا. لافتة إلى أن فترة العدوى تبدأ قبل ظهور الطفح الجلدي بأربعة أيام وتنتهي بعد أربعة أيام من ظهوره، مما يجعل الفيروس قادرًا على الانتشار خلال هذه الفترة. أعراض بوحمرون أوضحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنه بعد فترة الحضانة، تظهر الأعراض الأولى وتستمر عادة لمدة 4 إلى 7 أيام، وتشمل: ارتفاع في درجة الحرارة، السعال وسيلان الأنف بالإضافة إلى احمرار الأعين ونزول الدموع منها، بقع بيضاء صغيرة على الجانب الداخلي من الخدين، وقد تستمر لمدة يومين إلى ثلاثة أيام بعد ظهور الأعراض، وبعد هذا يبدأ الطفح الجلدي (لا يحتوي على حويصلات) في الظهور عادة في غضون اليوم الثالث إلى السابع، ويظهر أولاً على الوجه والرقبة، ويصل بسرعة إلى الذراعين والساقين. يستمر عادة لمدة 5 إلى 6 أيام. مضاعفات داء الحصبة وتؤدي الإصابة بالمرض إلى مضاعفات خطيرة وتشمل: إصابة الجهاز التنفسي بما في ذلك الالتهاب الرئوي، كما أنه يؤدي إلى العمى الكلي، بالإضافة إلى التهاب الدماغ، والإسهال الشديد والجفاف، وعند النساء الحوامل تؤدي الإصابة به إلى الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين عند الولادة. كما أن الإصابة بالداء قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد وتشمل بالأساس التهاب الدماغ الشامل المصلب شبه الحاد (مرض نادر للغاية ولكنه مميت يصيب الجهاز العصبي المركزي للشخص الذي أصيب بفيروس الحصبة قبل 7 إلى 10 سنوات، حتى لو بدا أن الشخص قد تعافى تمامًا)، ومن بين المضاعفات الشائعة للمرض يبرز التهابات الأذن: (تحدث عند حوالي واحد من كل عشرة أطفال مصابين بالحصبة). علاج المرض في هذا السياق، أكدت الوزارة أنه لحد الساعة لا يوجد علاج محدد لمرض الحصبة؛ وكل التدخلات تبقى عرضية فقط تهدف إلى التخفيف من الأعراض والحفاظ على راحة المريض ومنع المضاعفات. وفي هذا الصدد ينصح الأطباء الشخص المصاب بمراعات التغذية المتوازنة وشرب كمية كافية من الماء، والسوائل المعالجة لتعويض أي فقدان للسوائل بسبب القيء والإسهال. وينصح الأطباء باستخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي والتهابات الأذن والعين، كما أنهم يصفون لجميع الأطفال أو البالغين المصابين بالحصبة جرعتين من مكملات فيتامين" أ"، بفاصل 24 ساعة بينهما. ويعمل هذا العلاج على استعادة مستويات فيتامين "أ " المنخفضة، التي تظهر حتى لدى الأطفال الذين يتمتعون بتغذية جيدة، ويمكن أن يساعد في منع تلف العين والعمى. وتساعد مكملات فيتامين" أ" أيضًا على تقليل عدد الوفيات الناجمة عن مرض الحصبة. الوقاية من الفيروس حسب الوزارة، فإن التطعيم يعد الطريقة الأكثر فعالية والوحيدة للوقاية من مرض الحصبة؛ ويعتبر اللقاح آمن وفعال للغاية، مشيرة إلى أن الأطفال يجب أن يتلقوا جرعتين من اللقاح ليتم تحصينهم: وهما فعالتان بنسبة 97% إلى 100% في الوقاية من المرض في حالة التعرض للفيروس، في حين أن جرعة واحدة فعالة بنسبة 93%. وتظهر الأجسام المضادة الناجمة عن اللقاح عادةً بعد أيام قليلة من التطعيم، وعادةً ما يتمتع الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالحماية الكاملة بعد حوالي 2 أو 3 أسابيع. وأبرز المصدر نفسه، أنه نظراً لارتفاع معدل عدوى مرض الحصبة بشكل كبير، يجب أن تبلغ نسبة تغطية التطعيم 95% على الأقل لمنع انتشار الفيروس في المجتمع. وذكرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنه في المغرب يتم دمج لقاح الحصبة مع لقاح الحصبة الألمانية في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، إذ يتم تلقيح الأطفال بالمجان في المراكز الصحية من المستوى الأول. يتلقى الأطفال الجرعة الأولى عند عمر 9 أشهر والجرعة الثانية عند عمر 18 شهرًا.