في خضم حالة التعبئة التي تعرفها مختلف أنحاء المملكة لمواجهة الظاهرة الإجرامية، عادت إشكالية الإنارة العمومية في بعض الأزقة بالعاصمة الرباط، على غرار عدد من مدن المملكة، لإثارة قلق المواطنين، الذين أصبحوا يتخوفون من اعتراض سبيلهم في بعض الأماكن المظلمة. حالة الفزع والخوف من التعرض لأدى لازالت تسكن قلوب عدد من المواطنين، الذين تضطرهم الظروف إلى المرور من أماكن مظلمة، يستغلها بعض المنحرفين للتربص بالمارة، وتنفيذ أعمال السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض. شهادات مواطنين ل"المساء" أكدت أن عددا من حالات الاعتداء والسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض تتم في أماكن مظلمة، حيث يتربص بعض المنحرفين بالمارة لسلبهم ممتلكاتهم، وهو ما يستلزم حملة شاملة تهم مختلف أنحاء مدينة الرباط لإصلاح الإنارة العمومية. وزير الداخلية محمد حصاد، نبه في اجتماع أمني رفيع المستوى عقده الأسبوع الماضي بمقر ولاية الرباطسلا زمو زعير، إلى علاقة انعدام الإنارة العمومية بالجريمة، وأكد أن وزارة الداخلية ستقدم الدعم اللازم على هذا المستوى في أقرب وقت، حتى لا يكون المشكل المادي حاجزا. عبد السلام، تاجر بحي يعقوب المنصور، يؤكد أن هناك فرقا بين وقوع الجريمة والإحساس بانعدام الأمن، وسجل في هذا السياق أن المرور من منطقة مظلمة لا يعني بالضرورة التعرض للاعتداء، لكن إحساس المواطن بالخوف في ظل انعدام الإنارة العمومية يولد بشكل مباشر الإحساس بانعدام الأمن. وأضاف قائلا في هذا السياق: "بعض الأحياء الشعبية في الرباط تعرف انتشار المخدرات واستعمال الممنوعات بمختلف أنواعها، ومن ثم فالإنسان معرض للخطر في أي وقت، في ظل استعمال الأقراص المهلوسة التي تفقد مستعملها الإحساس بمن حوله أو ما يقترفه من أفعال إجرامية". أما بالنسبة إلى محمد فمشكل الإنارة العمومية في بعض الأحياء يثير قلقا كبيرا للسكان، خاصة من له أطفال يدرسون، وهو ما يدفع الآباء للانتقال إلى المدارس لمرافقة أبنائهم مخافة تعرضهم لأدى، مما يستلزم التدخل بشكل عاجل لوضع مخطط شامل لإعادة النظر في طريقة تدبير هذا القطاع. جولة في بعض أحياء مدينة الرباط، دقائق بعد غروب الشمس، توضح بالملموس صدقية الشكايات المتعددة التي وجهها السكان إلى المسؤولين عن قطاع الإنارة العمومية، من أجل التدخل في بعض النقط السكنية كحي يعقوب المنصور، وشارع الحسن الثاني بالقرب في المقطع المحاذي لحي "ديور الجامع"، خاصة وأن بعض الأعمدة الكهربائية أصبحت تتساقط تباعا، بعدما تآكلت دعاماتها، محدثة ليس فقط خوف المارة من اعتداءات، ولكن أيضا تخوفهم من حوادث مميتة في حال سقوطها بشكل مفاجئ. حالة التعبئة التي انخرطت فيها مختلف أجهزة وزارة الداخلية، لمعالجة الظواهر الإجرامية تستلزم في الآن ذاته حملة موازية ومستمرة لتوفير الإنارة العمومية، وصيانتها بشكل مستمر، تفاديا لاستغلال انعدام الإنارة العمومية من طرف المنحرفين، وضمانا لإحساس المواطنين بالأمن.