حالة من الخوف والفزع تنتاب المارة في بعض شوارع العاصمة الرباط بفعل غياب الإنارة العمومية، وعدم إقدام المسؤولين الجماعيين على استبدال المصابيح المعطلة منذ شهور. جولة في بعض أحياء العاصمة بعد غروب الشمس تؤكد بالملموس مضمون الشكايات المتكررة التي يوجهها السكان إلى المسؤولين، من أجل التدخل في بعض النقط السكنية كحي يعقوب المنصور، وشارع الحسن الثاني بالقرب في المقطع المحاذي لحي "ديور الجامع". التصريحات التي استقتها "المساء" من مجموعة من المواطنين تؤكد أن الوضع ليس وليد اليوم، بل يعود لشهور عدة تعيش فيها مجموعة من الأحياء في ظلام دامس، مما يشجع بعض المنحرفين على التحرش بالمواطنين واعتراض سبيلهم. أولى الشهادات استقيناها من حي "يعقوب المنصور" على لسان أمين، طالب بكلية الحقوق، الذي أكد ل"المساء" أن مواطني الحي الذي يقطن به تقدموا بمجموعة من الشكايات من أجل معالجة إشكالية الإنارة العمومية، وتم إصلاح بعض الأعمدة الكهربائية، غير أن المصابيح عادت لتنطفئ بعد بضعة أيام. ويطرح أمين إشكالية الأمن في علاقته بالإنارة العمومية، حيث سجل أن بعض المواطنين يتعرضون بين الفينة والأخرى لاعتداءات من طرف محترفي النشل، الذين يتربصون بالمارة في بعض النقط التي تغيب فيها الإنارة. ويضيف قائلا: "هذا الوضع طرحناه أكثر من مرة على المسؤولين، والإشكال ليس مرتبطا باستبدال مصابيح بأخرى بل بإصلاح شبكة الإنارة العمومية برمتها، حتى لا تؤدي أمطار فصل الشتاء إلى ما لا تحمد عقباه". الأجواء الخريفية تزيد أيضا من معاناة السكان. "التلاميذ يخرجون من المدرسة في الساعة السادسة، وأصبح من الضروري أن نذهب لنصطحبهم للبيت لأن هذا الوضع مقلق، ولا يمكن لطفل لا يتجاوز سنه ال14 سنة أن يعود للمنزل وسط أزقة مظلمة"، يقول محمد، من ساكنة حي "ديور الجامع". بالنسبة إلى محمد فمشكل الإنارة العمومية في بعض النقط السكنية داخل الحي يثير الخوف لدى الساكنة، خاصة من له أطفال يدرسون، مما يضطر الأسر إلى الانتقال بشكل يومي إلى أبواب المدارس مخافة تعرض أبنائها لأي مكروه. زوجة محمد تشتغل في إحدى المقاولات الخاصة، وسبق لها أن تعرضت قبل حوالي شهرين لمحاولة نشل، بعدما تربص بها منحرف وهي تهم بدخول الإقامة التي تقطن بها الأسرة. "كانت الساعة تشير إلى حوالي السادسة والنصف مساء، ولو لم يتدخل أحد المارة لكانت زوجتي تعرضت لاعتداء غير محمود العواقب، لأن مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية يتربصون بضحاياهم في مثل هذه الأمكنة المظلمة"، يضيف محمد. هو إذن إشكال عميق تعاني منه عدد من أحياء العاصمة، رغم إقدام الجماعة على محاولة "إطفاء" غضب السكان، باستبدال بعض المصابيح، فالشهادات التي نقلتها "المساء" على لسان مواطنين عدد من أحياء العاصمة تؤكد على ضرورة التدخل العاجل لإصلاح شبكة الإنارة العمومية، ضمانا لحق المواطنين في السلامة الجسدية والتجول في أمن وطمأنينة.