فازت نجاة الهاشمي ريفية الأصل بجائزة رامون لول للأدب الكتالاني في دورتها الثامنة والعشرين، المنظمة من طرف مجموعة بلانيتا للنشر وحكومة أندورا المستقلة سنة 2010، والتي تبلغ قيمتها المالية تسعين ألف أورو، وتعد هذه الجائزة من أرفع الجوائز الأدبية الكتالانية، وتسمى ب»رامون لول» نسبة لأحد مؤسسي الفكر الاستشراقي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وجاء تتويجها بعد إصدارها لكتابها المعنون ب»البطريرك الأخير»، وهو عمل روائي مكتوب باللغة الكتالانية تعالج من خلاله الهاشمي، إشكالية صراع الأجيال من خلال ظاهرة الهجرة التي تجعل المهاجر في حالة من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، الناتج عن تقاطع القيم الفكرية والثقافية والعادات الاجتماعية المكتسبة في المجتمعات الأصلية والمجتمع المضيف، وتتمحور أحداث الرواية حول شخصيتين محوريتين هما: ميمون بوزيان وميمون درويش، هذا الأخير مهاجر مغربي يعمل في أوراش البناء استطاع أن يتحول إلى مقاول صغير في الميدان نفسه، كان يشتغل في كتالانيا، بعيدا عن عائلته المقيمة بالريف لفترة من الزمن، إلى أن استطاع إلحاق عائلته في إطار التجمع العائلي، ليعيشوا جميعا في كتالونيا. مسار ونجاح ولدت نجاة الهاشمي، بمدينة الناظور سنة 1979 وهاجرت إلى مدينة فيك بكاتالونيا ضواحي مدينة برشلونة سنة 1987 وعمرها لا يتجاوز حينذاك ثماني سنوات، إذ كان والدها يشتغل كعامل في البناء. تابعت دراستها بالمدارس الكتالانية، حيث تعلمت اللغة الكتلانية والإسبانية واستطاعت الغوص في الثقافة المحلية. وبدأت أول خطواتها في ميدان الكتابة منذ سن الثامنة عشر، وتعتبر من بين جيل الكتاب الكتالانيين الجدد القادمين من الهجرة، وكما تعد استثناء في الحركة الإبداعية النسائية الكتالانية. إصدارات صدر لها كتاب تحت عنوان «أنا أيضا كتالانية» سنة 1994 يتمحور حول قضايا الهجرة والهوية، ثم روايتها «البطريرك الأخير» التي نالت بواسطتها جائزة «رامون يول» تحلم من خلال كلماتها بأن تنسج جسرا من الكلمات بين ثقافتين، كما أنها جعلت من الإبداع مجالا لتلاقح اللغات والثقافات والأجيال، دون أن تتخلى عن دهشتها الأولى، ودون أن تهادن مجتمعها الأول ومجتمعها الثاني. وعملت كمقدمة لبرنامج إخباري باللغة الأمازيغية (أمازيغية الريف) بإذاعة كتالونيا الثقافية. اهتمامات متعددة صدر لنجاة الهاشمي عدة كتابات صحفية وإسهامات وندوات حول المرأة والهجرة والإعلام والثقافة الأمازيغية، وتعمل حاليا كمرشدة ثقافية ببلدية (كران ؤييس).