خرجت الزاوية القادرية البودشيشية عن صمتها حيال ما اعتبرته «الإشاعات» التي يتم ترويجها حول الطقوس التعبدية للمريدين، وعلاقتهم بالشيخ حمزة بن العباس، إذ نفى منير القادري بودشيش، حفيد الشيخ ومدير الملتقى العالمي الثامن للتصوف، أن يكون مريدو الزاوية «يعبدون الشيخ». وأكد منير بودشيش، في افتتاح أشغال «قرية التضامن الاجتماعي»، أول أمس الخميس، بجماعة مداغ (قرب بركان)، أنه على خلاف ما يروج فإن «مريدي الطريقة لا يعبدون الشيخ، بل هو صاحب ودال على الله»، ومعتبرا في رده على من يعتقدون في وجود «قدسية» للشيخ دون أن يزوروا الزاوية، أنهم يجهلون الكثير من الأشياء، «ومن جهل شيئا عاداه»، على حد تعبيره. واعتبر حفيد الشيخ، في تصريح ل»المساء» أن «هناك أحكاما مسبقة وشعبوية لا علاقة لها بالواقع». ودعا عموم المغاربة إلى زيارة الزاوية ليتيقنوا بالملموس من صحة ما يروج حولها، ويتأكدوا «بأن ما تقوم به هو في خدمة استقرار الأمن الروحي والمساهمة في التنمية الاجتماعية»، ومشيرا إلى أن «تنمية الأخلاق الروحية في المدرسة الصوفية للزاوية تسخر لخدمة البلاد والعباد». وأضاف بودشيش أن المريدين يأتون من عدد من الدول الأجنبية كالولايات المتحدةالأمريكية وأوربا، «لأنه رغم التقدم الاقتصادي والتكنولوجي في الغرب، فإنهم يعانون من جفاف روحي، ولذلك يأتون إلى هنا للبحث عن الحقيقة والمعنى»، ومؤكدا أن الذين يأتون للزاوية ليسوا بالمغفلين، «بل يزورونها لعبادة الله وليس الشيخ». ومن جهة أخرى أوضح منير بودشيش أن تنظيم دورة تكوينية في إطار «قرية التضامن الاجتماعي» يؤكد انفتاح الزاوية على سكان إقليمبركان والمنطقة الشرقية، إذ سجل أن الزاوية تسخر مؤهلاتها وخبرتها لخدمة التنمية وتأهيل فعاليات المجتمع المدني لإقليمبركان والمنطقة الشرقية». وأبرز حفيد الشيخ حمزة أن «الزاوية كان لها دائما عمل تضامني، لكن اليوم تتم بلورته حسب الحاجيات، حتى يساهم الجميع في التنمية المستدامة، والتنمية البشرية التي يرعاها صاحب الجلالة، سيما وأن البعد الأخلاقي والروحي ثابت من ثوابت التصوف والهوية الدينية، والعقيدة الأشعرية والفقه المالكي». وعرفت «قرية التضامن الاجتماعي» تنظيم سلسلة لقاءات وتكوينات لعدد من الجمعيات بالجهة الشرقية، إذ قدمت بشرى توفيق، مديرة الاقتصاد الاجتماعي بوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مداخلة مقارنة بين أوربا بالمغرب، فيما ركزت التكوينات على التسيير الجمعوي لخدمة التنمية الترابية، وبناء موازنة تقديرية، والوساطة لمنع وإدارة الصراعات، إضافة إلى ورشات تهم كيف استفادت من التمويلات الأوربية. وتنطلق فكرة القرية التضامنية على أساس وضع عدد من البرامج لتأهيل المنطقة وفق مقاربة الاقتصاد الاجتماعي، بمرجعية مبادئ التضامن والتآزر وترسيخ روح المسؤولية، وخلق ديناميكية محلية من خلال تثمين المؤهلات المحلية، بما يضمن خلق فرص الشغل والثروة، والاستجابة للحاجيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية للسكان المحليين.