جريا على عادتها كل سنة، نظمت الطريقة البودشيشية في قرية مداغ، قرب بركان، في منطقة المغرب الشرقية،"الليلة الكبرى" احتفالا بمقدم عيد المولد النبوي الشريف في مناخ روحي، سمته الأساسية التعبد، وذكر الله. وتحولت هذه المنطقة إلى محج قصده أكثر من مائة ألف مريد من أنصار الطريقة القادرية البودشيشية، ليس من داخل المغرب فقط، بل من خارجه أيضا، ومن دول افريقية وأوروبية. وتثير الزاوية القادرية البودشيشية الكثير من الجدل حول نهجها الصوفي،ماجعل منير القادري بودشيش، حفيد الشيخ حمزة، يقول "إننا أمضينا سنوات في الدفاع عن الصوفية، وعانينا الكثير جراء سوء الفهم الذي طال التصوف". وأوضح حفيد الشيخ الطريقة القادرية البودشيشية في لقاء مع الصحافة، على هامش الاحتفال ب" الليلة الكبرى"، أن التصوف من وجهة نظره،يقوم أساسا على الأخلاق والإحسان والتربية الروحية. وعن علاقة الزاوية البودشيشية بحزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي الحالي، أبرز المتحدث أنها علاقة يسودها الاحترام المتبادل، مذكرا بزيارة وفد من الزاوية لعبد الإله بنكيران، في الرباط، لتهنئته يوم تعيينه رئيسا للحكومة. مقابل ذلك،يبدو ان العلاقة مع جماعة العدل والإحسان، شبه المحضورة، يشوبها نوع من الاختلاف، ويمكن استنتاج ذلك من خلال تصريح لحفيد الطريق القادرية البودشيشية، بقوله "إن الجماعة اختارت طريقا اخر،لانملك إلا أن نحترمه، رغم أننا لانتفق مع منهجهم". ونفى منير القادري بوتشيش، كل مايروج حول الطريقة القادرية البوتشيشية من اتهامات لها بتلقيها دعما من السلطات الرسمية،والولايات المتحدةالأمريكية،كما نفى مايقال بشأن انتماء وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية للزاوية،معتبرا ذلك مجرد كلام فارغ، ولايستند على أي أساس. وإذا كانت الزاوية القادرية البودشيشية قد خرجت في مسيرة لدعم الدستور،الذي صادق عليه المغاربة يوم فاتح يوليوز الماضي، فإنها، حسب ما يبدو من تصريحات لبعض أعضائها، كانت تأمل أن يتم التنصيص على التصوف السني والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي في الدستور، لدى التطرق إلى الهوية الدينية للملكة المغربية. وتميز الموسم الديني للطريقة القادرية البودشيشية هذا العام بتنظيم الملتقى العالمي للتصوف، الذي أستقطب أسماء لعلماء من كل أنحاء العالم، وضمنهم كان لافتا للانتباه حضور محمد جمال الحسني أبو الهنود مقتي القدس،والمسؤول بالأوقاف الفلسطينية، الذي أعطى للملتقى نكهة خاصة من خلال مداخلاته وأجوبته عن العديد من التساؤلات التي طرحت بالمناسبة، رافضا " إقحام الدين في السياسة". وخلافا لكل ماراج من قبل من أخبار عن تدهور الحالة الصحية لشيخ الطريقة حمزة القادري البوتشيشي، فإن الرجل بدا، حسب شهادات كل الذين أمكن لهم أن يزوروه، رغم الزحام الشديد حوله، سجلوا أن الرجل يتمتع بصحة جيدة، محتفظا بابتسامته، وترحيبه بكل الوافدين عليه، مصرا على محاورتهم بصدر رحب،متنمنيا لهم مقاما طيبا في رحاب الطريقة البوتشيشية، لينعموا بالسعادة الروحية.