قال منير القادري بودشيش مدير الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه الزاوية البودشيشية سنويا، بأنه "لا ينبغي ترك التصوف مهمشا أو مقصيا أو مغيبا أو مسكوتا عنه، مادام مكونا أساسيا للدين الإسلامي"، معتبرا أن التصوف هو مقام الإحسان، ومستشهدا بحديث جبريل عليه السلام، والذي جاء فيه: "الإحسان أَنْ تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وتساءل منير القادري بودشيش في الجلسة الافتتاحية للملتقى العالمي في دورته الرابعة، الذي انطلق يوم أمس الخميس، هنا بمقر الزاوية البودشيشية في مداغ: "لماذا يتم تغييب التصوف أو المرور عليه مرور الكرام أو توظيفه توظيفا لا يليق به"، على اعتبار أن التصوف من توابث المغرب الدينية. ودعا حفيد شيخ الطريقة البودشيشية، إلى وجوب استرداد التصوف لأدواره في شتى مجالات الحياة، لأنه مؤهل بامتياز، نظرا لمؤهلاته الكاملة سواء الروحية أو المعرفية لزرع قيم الإخلاص، بحسب قول منير بودشيش، فإنه "ما أحوجنا إليه اليوم في كل الأنشطة الفردية والمجنتمعية والعالمية". وقال بأن الحاجة ماسة للتصوف نظرا لهذا "الجفاف الروحي والاندحار الخلقي الذي يرافق هذه العولمة المادية الجشعة" ليضيف: "وعليه ينبغي تدارك الأمر قبل استفحاله". متسائلا عن كيفية مواجهة هذا الجفاف الروحي، وأضاف قائلا: "لابد أن يكون التصوف ممتجدرا"، ليعلق، بعد أن سكت لبرهة، بقوله: "واللبيب بالإشارة يفهم!". وذكَّر منير بأن التصوف هو الذي يبعث في النفوس الأخلاق والإخلاص، ولا تنمية، بدون إصلاح الفرد، ولا تنمية بدون إصلاح المجتمع، إذ الفرد هو الأساس. وأوضح منير بودشيش أن الملتقى العالمي الرابع حول التصوف، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار: "التصوف والمجتمع: الواقع والآفاق"، يسعى إلى إبراز الحاجة إلى التصوف سواء في حفظ التوازن بين ما هو روحي وما هو مادي، وبين الحقيقة والشريعة، الدنيا والدينأ أو على مستوى المساهمة في المشروع الأخلاقي. ولسبر العلاقات والروابط التي تجمع بين التصوف والمجتمع، واستكناهها من أجل توظيفها واستثمارها. وطالب المشاركين في الملتقى إلى بلورة عمل استراتيجي صوفي للمشاركة الفعالة في إضلاح وفي إيجاد الحلول الممكنة لأزمات الإنسان المعاصر، والعمل أيضا على تحسين صورة الإسلام خصوصا للعاملين في المهجر. ولإشارة فإن فعاليات هذا الملتقى تتزامن مع احتفلات الطريقة البوتشيشية بمداغ، بذكرى المولد النبوي الشريف، في الفترة الممتدة من الخميس 25 إلى السبت 27 فبراير 2010، وبمشاركة العديد من المفكرين والباحثين المغاربة والأجانب في قضايا التصوف.