أعطيت أول أمس الاثنين الانطلاقة الرسمية للملتقى العالمي السابع للتصوف، والذي ينظم سنويا من طرف الزاوية القادرية البودشيشية في قرية مداغ، على بعد 13 كيلومترا من مدينة بركان، وبحضور العشرات من العلماء ورجال الدين والآلاف من مريدي الزاوية، التي يترأسها الشيخ حمزة القادري بودشيش، والذين يأتون من مختلف بقاع العالم. وحضر الندوة الافتتاحية للملتقى، الذي اختير له عنوان «التصوف والأمن الروحي: الأسس، التجليات والآفاق»، علماء وباحثون من كل من الجزائر ومصر والأردن وفلسطين وفرنسا وبلجيكا، إضافة إلى مجموعة من الأساتذة الجامعيين المغاربة الباحثين والمهتمّين بالشأن الديني عموما وبالشأن الصوفيّ على وجه الخصوص، حيث حلوا بمقر الزاوية البودشيشية ليشاركوا في أشغال المؤتمر على امتداد ثلاثة أيام كاملة. وألقى منير القادري بودشيش، مدير الملتقى وحفيد الشيخ حمزة، كلمة افتتاحية أكد فيها أن «الزاوية القادرية البودشيشية أصبحت ملجأ للمعتكفين والباحثين عن النور الرّباني، ومحطة علمية سنوية من أجل إعادة الاعتبار للشأن الصوفي، باعتباره مكوّنا أساسيا من مكونات الشأن الدينيّ في المغرب». واعتبر أستاذ علم الأديان في باريس أن «اختيار تيمة التصوف والأمن الروحي كعنوان لهذه الدورة يأتي بالنظر إلى الظرفية الصعبة والحرِجة التي تمرّ منها معظم بقاع العالم حاليا، والتي كثرت معها المآسي الإنسانية جراء انتشار عمليات القتل.. في حين أن المنهج الصوفيّ يقف في وجه كل ما يدعو إلى تدمير حياة الفرد والجماعة وما من شأنه إغراق الناس في المادية المطلقة والاستزادة اللامحدودة من الثروات بطريقة غير مشروعة». وشدّد القادري على أن «التربية الروحية للإنسان تساهم في إصلاح باطن الفرد وظاهره، وترتقي به من نفس أمّارة بالسوء إلى نفس لوامة، ثم إلى نفس مطمئنة، حتى يصبح الإنسان مواطنا مطمئنا، متشبعا بقيم دينه ومنفتحا على عصره، ومفيدا لبلده ومجتمعه، وهذا الأمن الروحي هو ما نحظى به في المغرب، والذي ساهم في الحفاظ على وحدة المجتمع بمختلف مكوناته، بعيدا عن أي تهديد أو تطرف أو إرهاب». يذكر أن الملتقى العالمي السابع للتصوف والأمن الروحي سيستمر على مدى ثلاثة أيام، ليتوج في الأخير ب»الليلة الكبرى»، التي تصادف حلول ذكرى المولد النبوي، والتي تعرف توافد الآلاف من مريدي الزاوية المغاربة والأجانب إلى مقرّها في قرية مداغ، من أجلة إحياء «الليلة» والتبرّك بشيخ الطريقة حمزة القادري بودشيش.