طفل مغربي بلباس عسكري يحمل رشاش كلاشينكوف.. تلك هي الصورة المثيرة للجدل التي غزت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسم المعلقون عليها بين من يعتبر الأمر إقحاما للطفولة في صراع عسكري قاس بسوريا، وبين من يصف الطفل بأنه «بطل». الصورة انتشرت بداية عبر الشبكات الاجتماعية التي تواكب القتال الدائر في سوريا، ونشرها لأول مرة على «الفيسبوك» مهتم بأخبار الجهاديين في سوريا، معلقا بالعبارة التالية «المجاهد المغربي أسامة الصغير أحد جنود الدولة الإسلامية». وقد لقيت الصورة إعجاب متابعي هذا الحساب، وجلهم من داعمي إرسال الشباب للقتال في سوريا، لكن الأمر اختلف عندما غزت الصورة صفحات أخرى، إذ أصر الكثيرون على أن «أسامة» طفل، وأن بعثه للقتال انتهاك لطفولته، فيما تساءل آخرون عن هوية هذا الطفل. أسامة الشعرة، هو اسم الطفل الذي كان يقطن بأحد أحياء بني مكادة في طنجة، وعمره لا يتجاوز 13 سنة، ووالده من منتسبي التيار السلفي، وكان دائم الحضور رفقته في الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها السلفيون بساحة بني مكادة منذ فترة الحراك السياسي والاجتماعي الذي عرفته طنجة. مصادر مطلعة تؤكد أن أسامة انتقل إلى سوريا رفقة والده منذ بضعة أشهر، عبر تركيا، إذ إن والده انتقل رفقة أسرته إلى هناك ليتطوع في القتال الدائر بين كتائب ذات مرجعية سلفية والجيش النظامي السوري، علما أن منطقة بني مكادة التي كان يقطن بها، تعد معقلا للتيار السلفي، ويذهب العشرات من شبابها شهريا للقتال في سوريا. واشتهر أسامة في مقاطعة بني مكادة بكونه «أيقونة» احتجاجات منتسبي التيار السلفي، إذ كان يحضر في كل الأشكال الاحتجاجية تقريبا، واضعا على رأسه عصابة كتب عليها لفظ التوحيد، وكان يُحمل على أكتاف المشاركين ويُسلم مكبر صوت ليردد شعارات مطالبة بإنصاف «التيار السلفي». يتذكر مجموعة من شباب حركة 20 فبراير لقاءهم بالطفل أسامة، عندما كان يشارك رفقة والده في مجموعة من المسيرات والوقفات الاحتجاجية، ويصفه بعضهم بأنه كان ودودا وحسن الأخلاق، هؤلاء يبدون اليوم أسفهم الكبير على هجران أسامة لمقاعد الدراسة وساحات اللعب، ليقحم في دوامة صراع دام قد لا يخرج منه حيا.