أسامة طفل مغربي رمت به الأقدار في سوريا حيث يعتبر أصغر مقاتل إسلامي في سوريا. فمن يكون هذا الصبي وكيف تخلى عن المحفظة وحمل الكلاش بدلها؟ انتشر خبر وصول الطفل «أسامة الشعرة» إلى سوريا من أجل الجهاد مثل النار في الهشيم داخل حي بني مكادة بطنجة، الطفل الجميل الخلوق المحبوب من لدن الجميع، ظهر في بعض المواقع الالكترونية وهو داخل الأراضي السورية، بلباس حربي حاملا كلاشينكوف، بعد أن كان يحمل مكبر الصوت في ساحات طنجة منددا بالوضع الحقوقي الذي يعيشه السلفيون في السجون العراقية والمغربية. منذ ثلاثة أسابيع التحق أسامة رفقة أسرته كاملة بوالده، أمه وأربعة إخوة له سافروا من المغرب إلى تركيا ومنها إلى اللاذقية، حيث يسيّر والده جماعة مغربية مقاتلة، فمنذ أزيد من شهرين ظهر والد أسامة على صفحة في الفايسبوك تحمل اسم «شهداء المغرب الأقصى في بلاد الشام»، وهو يقوم بتلقين الشهادة لقتيل مغربي آخر اسمه محمد استيتو. أحمد الشعرة، والد أسامة الشعرة، الرجل الذي كان يبيع السجائر المهربة والمسروقات، والذي لا يعرف القراءة والكتابة بعدما انتقل إلى بيع الحمام والدجاج بشكل عشوائي مباشرة بعد استقطابه من طرف الحركة السلفية الناشطة في حي بني مكادة وحي «أرض الدولة» في هوامش طنجة، سافر إلى بلاد الشام في مطلع شهر ماي من هذه السنة، ولم تكد تمر على ذهابه إلى سوريا عبر هولندا ثم تركيا ثلاثة أشهر حتى صار «الأمير أحمد الشعرة».. كما انتشرت في الحي الشعبي مظاهر التقدير والاحترام لأسرة الأمير الجديد. قبل شهر كان أسامة يتجول في حي «أرض الدولة» بطنجة عندما اقترب منه أحد الحقوقيين بالمدينة للحديث معه، ففوجئ بثلاثة شبان أقوياء البنية يقومون بحراسة الطفل، فأشار لهم أسامة بأنه لا خوف من هذا الصديق، ومنذ رحيل والده وتحمله مسؤولية كتيبة مسلحة بأرض سوريا، حتى خصصت للفتى مجموعة من الحراس الشخصيين، الذين كان يتجول معهم في حي بني مكادة أثناء أيامه القليلة قبل السفر إلى أرض الجهاد. حسن الحداد الفاعل الجمعوي والإعلامي بطنجة أكد ل»اليوم24» أنه في حي بني مكادة وبالضبط في «حومة 12»، هناك عدد مهم من الأطفال، الذين توجهوا إلى سوريا بطرق مختلفة أغلبهم سافر عبر تركيا، ويضيف حسن الحداد « هناك نوع من الدعاية التحريضية التي تشتغل بكثافة داخل هذا الحي، حيث أشعل انتقال أسامة إلى سوريا حماس الكثيرين، بل إن الحديث السائد في الحي هو كيف يتمكن طفل من الذهاب إلى سوريا دون تمكن الكبار»، ويؤكد مصدر من الحي أن ماكينة الترحيل مشتغلة بحماس داخل المنطقة المهمشة من طنجة، خصوصا وأن السفر عبر تركيا أصبح سهلا، وإمكانيات الاتصال بمسهلي الولوج إلى الأراضي السورية مفتوحة. الكل في طنجة وبالخصوص في بني مكادة يتذكر الطفل أسامة صاحب الصوت العذب والجميل الذي كان يرفع على الأكتاف للتنديد بالوضع الذي يعيشه سجناء السلفية الجهادية في المغرب، الكل يتذكر أيضا كيف كان أسامة يخرج في أيام الأحد رفقة شباب العشرين من فبراير إلى جانب نشطاء الحركة السلفية. الطفل الذي يبلغ من العمر 13 سنة ويدرس في مدرسة «المهدي بن تومرت» ويشهد الجميع بخلقه وذكائه وبمهارته في التجارة كلما خلف والده في البيع والشراء، خلف دموع معلماته في المدرسة، وفي نفس الآن حسد الراغبين في التحاق بالجنة عبر الجهاد في أرض الشام. الفاعل الجمعوي حسن الحداد يعود للتساؤل، «كيف يخرج طفل في سن أسامة من الأراضي المغربية بهذه السهولة، من مهّد له وسمح له ولغيره بالخروج من المغرب والالتحاق بالمضللين في سوريا ؟ ما هو مصيره ومصير الجميع ؟ اغتصاب الطفولة مستمر كل مرة بوجه مختلف من قوارب الموت إلى الجهاد في سوريا.»