طالما برزت صورته إبان الحراك الشعبي الذي عرفته مدينة طنجة سنة 2011، وهو يردد شعارات مطالبة بالحرية والإنصاف لمعتقلين إسلاميين في سجون الدولة، لكن صورته ستظهر فجأة على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي وهو يحمل سلاحا ناريا، في ساحة المعارك بالأراضي السورية. "أسامة الشعرة" ، طفل لم يبلغ الحلم بعد، لكن يبدو أن حداثة سنه لم تمنع بعضهم من الزج به في جحيم المعارك الدائرة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة المسلحة، بعدما تم إشراكه في ملف شائك بين الدولة المغربية والتيار السلفي الجهادي، هذا الأخير الذي كان نشطاؤه يطالبون بالإفراج عن زملائهم المعتقلين في قضايا مرتبطة بالارهاب، خلال المظاهرات الفبرايرية التي كانت تخرج كل أسبوع في شوارع مدينة طنجة. " من أجل ديني.. من أجل وطني"، هكذا كان أسامة يصرخ وهو مرفوع على أكتاف النشطاء السلفيين الذين كانوا يشاركون في الاحتجاجات. الدين والوطن، ثنائية كان أسامة يزاوج بهما في الشعارات لتي تعلمها من طرف الكبار، لكنه سرعان ما سرعان ما سيرجح كفة الدين ، أو هذه هي الفكرة التي تم إقناعه به، ليترك الوطن لحاله ويتجه نحو سوريا، حيث يوجد والده الذي سبق أن شد رحاله لأجل "نصرة المستضعفين في الدين". الطفل أسامة، الذي من المفروض أن مكانه الطبيعي هو مقاعد الدراسة، أصبح اليوم إذن من ضمن المقاتلين المغاربة في سوريا، وبالتحديد الذين ينحدرون من مدينة طنجة، التي تواصل تصدير "الجهاديين" إلى الأراضي السورية، من أجل قتال قوات الرئيس بشار الأسد. صورته وهو يحمل سلاحا ناريا، أثارت سلسلة تعليقات ساخطة على العقيدة "الجهادية" المنحرفة التي لا تتوانى في الزج بأطفال في قضايا أكبر من سنهم وأخطر على حياتهم، في حين اعتبر البعض الآخر أن تجنيد هذا الطفل البريئ أصبح مؤشرا خطيرا ينبغي على أجهزة الدولة والمنظمات الناشطة في مجال الطفولة أن تشمر عن سواعدها لوقف هذا النزيف البشري الذي يصب في أرض الشام.