قالت رشيدة داتي، في مقابلة صحفية خاصة باليوم العالمي للمرأة، إنه بعد 22 شهرا على تعيينها وزيرة للعدل الفرنسي يبقى الحدث الأكثر تأثيرا في مسارها هو ولادة ابنتها زهرة، مضيفة أن حياتها “ليست رواية من روايات الخيال”، وأنها مجروحة كثيرا من تركيز الإعلام على حملها وهوية والد طفلتها. واعتبرت رشيدة داتي، في مقابلة مع اليومية الفرنسية “لوجورنال دو ديمونش” تناقلت مضامينها أغلب الصحف والمجلات الفرنسية، أن اهتمام الإعلام بحياتها يجرجها، وقالت بهذا الخصوص: “لم أعرض في يوم ما حياتي للعموم ولن أفعل ذلك في المستقبل”. وشددت وزيرة العدل الفرنسية في حوارها عن رغبتها في احترام والد ابنتها زهرة، وأنها تتضايق دوما من المتابعات العمومية للمصورين الصحفيين الذين يترصدون خطواتها يوميا وباستمرار، في حين اعتبرت أن فشلها الأوحد كان سيكون ألا ترزق بمولود، وأضافت قائلة: “بطبيعة الحال كان بودي أن أُكون أسرة كباقي الناس، لكن الحياة قررت ذلك بشكل مغاير”. هذا، وأوردت يومية “لوجورنال دو ديمونش”، التي أنجزت هذه المقابلة بمناسبة ذكرى يوم 8 مارس العالمي، أن رشيدة داتي، ومنذ تعيينها وزيرة للعدل الفرنسي، ظهرت في الصفحات الأولى ل30 يومية وغطت أغلفة 60 مجلة كخبر رئيسي، وهي نسبة قياسية بالنسبة إلى مسؤول سياسي فرنسي. وفي غضون ذلك، كشفت رشيدة داتي لليومية الفرنسية أنها لا تحمل سوى البغض للكتب التي تخصص لحياتها وتكون مادتها الخام شهادات مجهولة الهوية والمصدر، مضيفة أنها أول وزيرة للعدل الفرنسي تتوصل بكم هائل يوميا من الرسائل التي يكتبها مواطنون أغلبهم يخاطبونها باسمها الشخصي “العزيزة رشيدة”، وأن الناس في الشارع يقابلونها ويتكلمون معها ويسألونها عن ابنتها، فيما يتجنبون الحديث أو السؤال عن والد زهرة. وحول التعليقات التي صاحبت خروجها مبكرا من عطلة الولادة ورجوعها في ظرف خمسة أيام إلى اجتماعات المجلس الوزاري وإلى مقر وزارتها بساحة فوندوم الشهيرة بحذاء ذي كعب عال، قالت رشيدة داتي: “نعم كنت متعبة، وأعترف بأنني لا أبلغ العشرين من عمري، لكن صحتي كانت تسمح لي بذلك، فأنا حارسة الأختام الفرنسية ولدي مسؤوليات كبيرة”. وفي ما يخص مستقبلها السياسي، كشفت داتي أنها التقت بنيكولا ساركوزي مباشرة بعد ولادتها لزهرة، وأنهما تباحثا في الأمر، وأن ساركوزي أقنعها بأن الالتزام السياسي يُعاش بأشكال مختلفة، وأنها كانت مهيأة لذلك على اعتبار أن لها رغبة كبيرة في تنويع مسارها السياسي، وأن تركها للحكومة والالتحاق بالبرلمان الأوربي “ليس منفى سياسيا أجبرت عليه بالقوة”، على حد قولها.