يبدو أن رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية من أصل مغربي، مصممة على تنفيذ ما تبقى من مشاهد التشويق الذي زرعته بفنية عالية وسط الرأي العام الفرنسي والعالمي، بخصوص هوية والد طفلتها زهرة، فرشيدة التي تصر على زيارة حي سباتة الشعبي بالدار البيضاء كلما حلت في زيارات خاصة، لا تفعل ذلك لصلة الرحم فقط بل لجلب «التوابل المغربية» التي عرفت كيف تضيفها بمقادير خاصة إلى «فوازير» حملها وولادة ابنتها. الكل بفرنسا يعترف اليوم بأن رشيدة نجحت في شغل الرأي العام الفرنسي من جميع طبقاته، وتفوقت حتى على وسائل الإعلام الفرنسية بكل محققيها ومصوريها ومخبريها، الذين عجزوا حتى الآن عن ضبط وزيرة العدل الفرنسي متلبسة في جلسة خاصة مع والد طفلتها، أو الاهتداء إلى هويته الحقيقية، فكل من وردت أسماؤهم حتى الآن ليسوا سوى «كومبارس» أرادتهم رشيدة أن يكونوا حاضرين فوق خشبة مسرح «الفوازير» الذي تخرجه حتى الآن باحترافية عالية وبسرية وكتمان وتحكم لم يتكسر مع عامل الزمن. آخر ضحايا فوازير رشيدة داتي، علي بن فتيس المري، الوكيل العام القطري، الذي نفى بشدة أن يكون والد زهرة في بيان حقيقة بعثه إلى يومية «لوفيغارو» الفرنسية ونشرته بلا تردد بعد أن ورد اسمه في كتاب «صديقة جميلة» الصادر بفرنسا هذه الأيام عن الحياة الخاصة لرشيدة داتي. وزيرة العدل الفرنسية تختار بعناية تصريحاتها وتختار بعناية أكبر الجهة التي تسرب إليها توابل فوازيرها، حتى تضمن انتشارا أوسع لقصتها وتشويقا أطول لحكايتها، تماما كالمسلسلات المكسيكية التي لا تنتهي أطوارها إلا لتبدأ من جديد، فآخر ما صدر عن رشيدة داتي هو تصريح نشرته مجلة «باري ماتش»، نقلا عن إحدى النائبات البرلمانيات الفرنسيات، تقول فيه إن داتي صرحت لها بأن «والد زهرة يطالبني بمولود ثان». وأسرت رشيدة كذلك للنائبة الباريسية في البرلمان الفرنسي بقولها: «زهرة لا تهدأ إلا بين يدي والدها، وأنا مشغولة ومنزعجة حاليا بطلبه لي بأن أحمل مجددا بمولود ثان منه»، مما يفيد، حسب ما كشفته مجلة «باري ماتش»، بأن والد زهرة الحقيقي على صلة مستمرة برشيدة داتي، وأنه حاضر دوما مع ابنته، في حين نقلت أمس مجلة «غالا» الفرنسية أن رشيدة داتي صرحت في إحدى جلسات عشاء بأنها ترغب كثيرا في الاستقرار مع زهرة ووالدها بمدينة البندقية بإيطاليا. هذا، وأوردت مجلة «بير بيبول» المتخصصة في أخبار وحياة المشاهير أن بريناديت شيراك، السيدة الأولى السابقة لقصر الإيليزي وزوجة الرئيس السابق جاك شيراك، قد زارت رشيدة داتي التي تحتفظ معها بعلاقة صداقة جد قوية، وحملت لها هدية لابنتها زهرة عبارة عن فستان فاخر من تصميم دار «كريستيان ديور» للأزياء، في وقت تتناقل فيه جميع الصحف والمجلات الفرنسية تصريحا لرشيدة داتي تقول فيه إن «زهرة لها عيون زرقاء كوالدها».