دعا محمد بنمسعود، الكاتب العام للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي لا يعترف به سوى فصيل طلبة العدل والإحسان, إلى التنادي بحوار طلابي يفضي إلى تشكيل أرضية توافقية توقعها المكونات الطلابية بمختلف مشاربها السياسية، للحد من موجة العنف التي اجتاحت الجامعات المغربية في الآونة الأخيرة. وقال الكاتب العام للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في تصريح ل«المساء»: «أرجو أن يكون هناك تجاوب إيجابي مع هذه الدعوة من قبل جميع المكونات الطلابية، وأن يفضي الحوار بينها إلى إعلان مبادئ أساسه الحوار والتعاون واحترام حرية التعبير لوضع حد لموجة العنف في الجامعات المغربية». وكانت الجامعات المغربية في السنتين الأخيرتين مسرحا لأعمال عنف بين مكونات الجسم الطلابي وبينه وبين قوات الأمن، كان آخرها أحداث العنف التي عاشتها جامعة ظهر المهراز بفاس، يوم الاثنين 23 فبراير الماضي، بين قوات الأمن وطلبة التيار القاعدي، وخلفت إصابات واعتقالات في صفوف الطلبة. وطالب المسؤول الطلابي بضرورة توسيع الدولة لمجال الحرية داخل الجامعة، واحترام حق ممارسة العمل النقابي، والتخلي عن المقاربة الأمنية في التعامل مع ملف الجامعة والحركة الطلابية، مضيفا قوله: «ندعوا الدولة إلى تغيير سياستها تجاه الجامعة ومكوناتها لأن العنف الذي تعرفه حاليا أفضى إلى نتائج كارثية للدولة نفسها على المستوى الثقافي والسياسي والاستقرار الاجتماعي، وهو ما كشفت عنه الأحداث التي نشبت بين فصيل الطلبة الصحراويين وفصيل طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية». وتأتي دعوة الكاتب العام لنقابة الطلبة بعد توصله هذا الأسبوع بتقرير عن مجمل أحداث العنف التي شهدها عدد من الجامعات المغربية خلال الفترة الأخيرة، أعدته اللجنة النقابية التابعة للكتابة العامة للتنسيق الوطني ( أ.و.ط.م). وكشف التقرير، الذي يحمل عنوان«من أجل ترسيخ ثقافة الحوار داخل الجامعة»، عن ازدياد موجة العنف داخل أسوار عدد من الجامعات المغربية خلال الفترة الأخيرة، مما يسيء إلى صورتها ويشكل خروجا عن رسالتها ودورها، باعتبارها فضاء لبناء أطر مغرب الغد ومجالا للحوار وترسيخ ثقافته. وسجل التقرير الداخلي للجنة النقابية انجرار عدد من الأطراف إلى أعمال عنف ضد أطراف طلابية أخرى أو ضد عموم الطلاب، إما عن طريق العنف اللفظي أو الحملات الإعلامية المستفزة أو عن طريق قيادة معارك نقابية غير مسؤولة تجر على الطلاب ويلات العنف والعنف المضاد، فتحولت بذلك الجامعة، يقول التقرير، من ساحات نقاش فكري وسياسي ونقابي، ومجالات للحوار الجاد والبناء إلى معترك لممارسة العنف والنزال العضلي وإراقة الدماء. وإذا كان العنف في الجامعات نتاج ممارسات قديمة مرتبطة بتاريخ الحركة الطلابية المغربية الموسومة بالصراع والتنافس بين الفصائل الطلابية المختلفة، فإن للسلطات يدا في ما تشهده من أعمال عنف. ووفقا للتقرير، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، فقد «شهدت الجامعات خلال الفترة الأخيرة حملات متكررة تستهدف الطلاب ونضالاتهم، من أبرز تجلياتها بالإضافة إلى العنف الذي يشكله الإصلاح الجامعي، الزج بالعشرات منهم في السجون وتقديمهم للمحاكمات الصورية الظالمة وتلفيق قضايا وملفات على خلفية النضالات الطلابية. فضلا عن «انتهاك حرمة الجامعة باقتحام الحرم الجامعي، والتدخل العنيف بكل أدوات القمع المخزنية التي تخلف جروحا خطيرة وحدوث وفيات في صفوف الطلبة، بل لم يسلم حتى أساتذة الجامعة من هذا العنف» يقول التقرير.