عادت مجددا أعمال العنف لترخي بظلالها على فضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، بعدما اندلعت، صباح أول أمس الاثنين مواجهات دامية بين طلبة قاعديين وآخرين غير محسوبين على أي فصيل طلابي، استعملت فيها الأسلحة البيضاء والهراوات والحجارة، مما أسفر عن إصابة مجموعة من الطلبة بجروح، نقل اثنان منهما إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي «الإدريسي»، كما خلفت جوا من الرعب والخوف وسط الطلاب. وتضاربت الأنباء حول أسباب هذه المواجهات، وإن كانت مصادر طلابية، قد كشفت في تصريح ل”المساء”، أن الشرارة الأولى لهذه الأحداث، انطلقت منذ يوم الجمعة الماضي، حينما كان طلبة الاتحاد العام لطلبة المغرب، المحسوبين على حزب الاستقلال، منهمكين في تنظيم نشاط بفضاء كلية الآداب، قبل أن تقع مشادة كلامية بينهم وبين طلبة يساريين، تدخل على إثرها أحد الطلاب ‘’المستقلين’’ من أجل الحيلولة دون تطور الأحداث، لكن إصابته بجروح، ستغير أطراف الصراع الدائر، بانضمام مجموعة من أصدقائه، في مواجهة مباشرة مع طلبة قاعديين. وأعرب حسن الكاز، الكاتب العام لفرع الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي لا يعترف به سوى فصيل طلبة العدل والإحسان، عن إدانته لأحداث العنف التي تجري في الجامعة المغربية عموما، وما وقع بالقنيطرة على الخصوص، واصفا إياها ب«الأفعال المشينة» التي «تضرب» في عمق الوحدة الطلابية، و«تسيء» إلى رسالة الجامعة وطلاب العلم، مشيرا في هذا الإطار، إلى عزم الاتحاد على تنظيم مسيرة طلابية غدا الخميس، اتخذ لها شعار «لا للعنف داخل الجامعة»، الغاية منها، يقول المتحدث، نبذ الخلافات والتفرغ للمشاكل الحقيقية للطلبة. وجدد الكاز دعوته لجميع الأطراف قصد الجلوس إلى مائدة الحوار، والانخراط في جبهة موحدة لخوض المعركة الأساسية المتمثلة، حسبه، في رفع الحيف الاجتماعي والبيداغوجي عن الطلاب، عوض الدخول في ممارسات، من شأنها أن تعصف بمكتسبات الجماهير الطلابية، وتعطي الفرصة للمخزن والإدارة، للمزيد من التماطل في الاستجابة لمطالب الطلاب العادلة والمشروعة، على حد تعبيره.