شرطة تامسنا تُوقف مبحوثاً عنه ظهر في فيديو وهو يهدد قاصراً بسلاح أبيض    اختتام فعاليات دوريي أراغي والمرحوم إبراهيم مزياني ببني بوعياش    تحديد موعد العودة للساعة الإضافية.. توقيت "مرهق" أم ضرورة اقتصادية    إشكاليات سوق إمزورن الأسبوعي تدفع امغار إلى مساءلة وزير الداخلية    مهرجان ربيع وزان السينمائي الدولي يفتتح دورته الأولى: "شاشة كبيرة لمدينة صغيرة"    بيراميدز يهز شباك الجيش 4 مرات    احتجاج يجمع أساتذة للتعليم الأولي    "التنس المغربي" يتواضع في مراكش    تدريبات تعزز انسجام "منتخب U17"    القنصلية العامة في دوسلدورف تكرّم أئمة المساجد والمرشدين الدينيين    الولايات المتحدة ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط    ريال مدريد يتجاوز سوسييداد ويبلغ نهائي كأس إسبانيا    إعلام الكابرانات ومحاولة التشويش على المنتخب الوطني    المغرب يسرّع استكشاف 44 موقعًا معدنيًا استراتيجيًا لتعزيز مكانته في سوق المعادن النادرة    الادخار الوطني بالمغرب يستقر في أكثر من 28 في المائة على وقع ارتفاع الاستهلاك    الدورة 39 لجائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس.. المغربيان إليوت بنشيتريت ويونس العلمي لعروسي يودعان المنافسات    كرة اليد.. المغرب يستضيف النسخة الأولى من بطولة العالم لأقل من 17 سنة ذكورا من 24 أكتوبر إلى 1 نونبر 2025    "أوبك+" تبدأ اليوم في زيادة إنتاج النفط مع بدء التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية    قرار منع تسليم السيارات خارج المطارات يغضب مهنيي التأجير في المغرب    19 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية ‏خلال الأسبوع المنصرم    إسبانيا تخصص أزيد من نصف مليون أورو لدعم خدمات النظافة بمعبر بني أنصار    مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.. تلاقي وتواصل والتئام حول موائد الإفطار طيلة شهر الصيام بعدد من المؤسسات السجنية(بلاغ)    ترامب يهدد بسحب مليارات من جامعة هارفرد بسبب الاحتجاج ضد حرب غزة    الإسبان يقبلون على داسيا سانديرو المصنوعة في طنجة    بلجيكا تشدد إجراءات الوقاية بعد رصد سلالة حصبة مغربية ببروكسيل    مزور: تسقيف الأسعار سيضر بالعرض والطلب ولن يحل مشكل الغلاء    مجلس الحكومة سيصادق يوم الخميس المقبل على مشروع قانون يتعلق بالتعليم المدرسي    السلطات البلجيكية تشدد تدابير الوقاية بسبب سلالة "بوحمرون" مغربية ببروكسيل    أجواء من الفرح والسرور ببرنامج راديو الناس احتفالا بعيد الفطر رفقة مجموعتي نجوم سلا والسرور (فيديو)    وفاة أحد رواد فن المديح وإصابة 6 آخرين في حادثة سير بالرباط    5 نقابات تعليمية: الوزارة تستهتر بالتّعليم العمومي وتسوّق لإنجازات لا وجود لها في الواقع    الذهب يسجل أعلى مستوى له بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية    دراسة معمارية لإنجاز المدخل الثالث لميناء أكادير بما يقارب 20 مليون درهم    "مجموعة العمل من أجل فلسطين" تدعو لمسيرة وطنية بالرباط دعما لغزة    الذهب يسجل أعلى مستوى له بسبب المخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية    ارتفاع ضحايا غزة إلى 1042 شهيدا منذ استئناف اسرائيل عدوانها بعد الهدنة    أغنية تربط الماضي بالحاضر.. عندما يلتقي صوت الحسن الثاني بإيقاعات العصر    أكثر من 122 مليون مسلم قصدوا الحرمين الشريفين في رمضان    هذا موعد رجوع المغرب إلى الساعة الإضافية    أسعار الوقود بالمغرب تسجل انخفاضا طفيفا ابتداء من اليوم    المملكة المغربية تجدد الدعم لاستقرار إفريقيا    بعثة نهضة بركان تصل إلى الكوت ديفوار استعدادا لمواجهة أسيك ميموزا    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 2065 قتيلا    نائب في حزب الله يصف الضربة الاسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية ب"عدوان الكبير جدا"    طقس الثلاثاء: سحب كثيفة مع هبوب رياح قوية    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    القهوة في خطر.. هل نشرب مشروبًا آخر دون أن ندري؟    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    المصور محمد رضا الحوات يبدع في تصوير إحياء صلاة عيد الفطر بمدينة العرائش بلمسة جمالية وروحية ساحرة    طواسينُ الخير    لماذا نقرأ بينما يُمكِننا المشاهدة؟    ما لم تقله "ألف ليلة وليلة"    إشباع الحاجة الجمالية للإنسان؟    دراسة تؤكد أن النساء يتمتعن بحساسية سمع أعلى من الرجال    منظمة الصحة العالمية تواجه عجزا ماليا في 2025 جراء وقف المساعدات الأمريكية    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    انعقاد الدورة الحادية عشر من مهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصراع الإيديولوجي وغياب التأطير يحول الجامعات المغربية لساحات حرب

يلاحظ المتتبع للحركة الطلابية المغربية، أن الأحداث الدامية التي عرفتها الجامعات المغربية بحر الأسبوع ما قبل الماضي وكذلك أحداث القتل التي عاشتها أواخر السنة الدراسية الماضية، ليست جديدة على الحقل الطلابي المغربي، على اعتبار أنها نتاج سلوكات قديمة مرتبطة بالصراع والتنافس بين الفصائل الطلابية المختلفة، فعلى مدار ما يقارب عقدين من الزمن، كانت الساحة الجامعية مسرحا لمختلف التطاحنات ذات المنطلقات الإيديولوجية، ما بين التيارات اليسارية أو بين هذه الأخيرة والفصائل ذات المرجعيات الإسلامية التي ولجت الحرم الجامعي مع بداية الثمانينات، فما الذي حوّل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من مساره كمنظمة طلابية نقابية تعمل على الدفاع عن حقوق الطلبة إلى حلبة للصراع الإيديولوجي تستعمل فيه كل الأسلحة؟
صراع مكونات اليسار
لم يستطع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كمنظمة، يحتفظ باستقلاليته عن باقي المكونات السياسية، إذ سرعان ما انقلب الانسجام بين الأطراف المكونة للحركة الطلابية بعد أن وصلت الخلافات الإيديولوجية مداها، برغبة كل تيار في الاستحواذ على رئاسة المنظمة وبالتالي الانفراد باتخاذ القرار داخلها، فبعد المؤتمر الرابع المنعقد بأكادير سنة 1959، ونظرا للقرارات التاريخية التي خرج بها، فقد عمل النظام على تحريك المتابعة في حق العديد من المسؤولين الطلابيين، وقد أدت حملة الاعتقالات إلى التخلي عن رئاسة " أ. و. ط. م" لولي العهد آنذاك الحسن الثاني خلال المؤتمر السادس المنعقد بآزرو، وتولد عن ذلك المخاض ظهور تيارين بارزين : التيار الراديكالي ذو المرجعية الماركسية اللينينية والمؤمن بالثورة كخيار وحيد ثم تيار معتدل ينشد النضال من داخل النظام القائم، فنتج عن هذا الاختلاف في الوسائل اصطدامات دامية بين التيارين.
الطليعة والاتحاد الاشتراكي الإخوة الأعداء
ألقى الانشقاق الذي عرفه حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بظلاله على المؤتمر 17 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إذ عرف مشاركة تيارين باسم الحزب، الأول أطلق على نفسه اسم رفاق الشهداء/ وهو الذي تحول فيما بعد إلى حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، في حين يمثل الثاني الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأدى الصراع بينهما إلى إفشال المؤتمر بعد رفض تيار اليسار الجذري لتوقيت تنظيم المؤتمر الذي زامن توقيت إجراء الامتحانات وطلب تأجيله إلى دجنبر 1981، وكان من نتائج هذا الاختلاف سقوط المنظمة تحت ذريعة ما سمي الحظر العملي.
دخول الفصائل الإسلامية وبداية التطاحن الإيديولوجي
إلى حدود الثمانينيات كانت الساحة الجامعية قلعة محصنة لليسار الجذري مارس من خلالها معاركه السياسية ضد النظام، لكن ولوج الفصائل الإسلامية التي كانت تحاول وضع يدها على المنظمة، نتج عنه اقتتال طلابي وما برهن على ذلك هو الأحداث التي عرفتها جامعة مولاي عبد الله بفاس في أكتوبر 1990، بعد أن عمد فصيل الطلبة القاعديين إلى تحديد 25 أكتوبر كآخر أجل لولوج الطلبة الإسلاميين للجامعة، حيث عمدوا حسب مصادر إسلامية إلى إحضار السلاسل والسواطر وتحصنوا داخل الحي الجامعي بعد أن احتجزوا العديد من طلبة فصيل العدل والإحسان، فيما روت مصادر قاعدية أن اللجنة الانتقالية للطلبة المشكلة للقاعديين، كانت بصدد شرح مجريات الحوار الدائر بين العميد واللجنة بكلية العلوم وتفاجؤوا باقتحام عناصر منتمية للعدل والإحسان مدرج كلية العلوم التي نسفت الاجتماع؛ وفي مساء نفس اليوم قامت نفس العناصر مدججة بالأسلحة البيضاء بالهجوم على الطلبة وأصابت العديد منهم بجروح بليغة.
ومن تجليات الصراع بين الإسلاميين واليساريين كذلك ما عاشته الجامعة المغربية في مارس 1996 بعد محاولة حزب الاتحاد الاشتراكي تنظيم "الجامعة الربيعية" بكلية الحقوق بالدار البيضاء، وهو الأمر الذي اعتبره فصيل العدل والإحسان سابقة خطيرة لتجاوزه المؤسسات التمثيلية داخل الجامعة، فيما اتهم الاتحاد الاشتراكي جماعة العدل والإحسان بالوقوف وراء هذا المنع بعد أن استقدموا عناصر من العمال والحرفيين لنسف أشغال الجامعة، وهكذا تحولت الجامعات المغربية من مكان لتلقي العلوم والمعرفة إلى ميدان للاقتتال بين الفصائل الطلابية المستعملة للغة السيوف والسكاكين عوض لغة العلم.
ظهور ملامح الصراع القبلي والعرقي كمكونات للصراع
لعل الأحداث الدموية التي عرفتها الجامعات المغربية وعلى مدار السنة الماضية، وكان آخرها ما عاشته جامعة محمد بن عبد الله بفاس، بعدما نشب صراع بالسيوف بين الطلبة القاعديين والإسلاميين يوم الجمعة 26 أكتوبر 2007، حيث ذهب ضحية هذا الصراع المتبادل خمسة من الطلبة، اثنان منهم إصابتهم خطيرة، وهكذا عرفت جامعات، أكادير والدار البيضاء والرباط، مكناس والرشيدية ومراكش ظهور أحداث دموية زكاها الصراع القبلي والسياسي بين الإسلاميين والصحراويين والقاعديين والأمازيغ حول من يستحوذ على الساحة الطلابية، وهو الأمر الذي دفع مصادر مختلفة من التيارات المتواجدة في الجامعات المغربية لتوجيه أصابع الاتهام إلى جهات معينة، من بينها المخابرات المغربية متهمينها بتغذية الفتن والعراقيل لتنحية التيارات وعدم السماح لأي منها بالاستقواء وبالتالي فرض برامجها على الآخرين ، فتوظيف هذه الجهات للحماس الطلابي أدى إلى الصراع بين عينات من الطلبة ذات مرجعيات سياسية مختلفة، تضم الأمازيغي والصحراوي الموالي للبوليساريو، وثلة منتمية للنهج الديمقراطي الراديكالي المعارض لفصيل الطلبة القاعديين المتبنين للفكر الماركسي اللينيني، وفئة أخرى من الإسلاميين المنتمين للعدل والإحسان.
ومن جامعة إلى أخرى تكررت المواجهات، حيث أدت الاصطدامات إلى مقتل طالب كان يدرس بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية وتبادل أطراف الصراع، والممثلين في هذه القضية بالطلبة القاعديين الموالين لحزب النهج وخصومهم من الأمازيغيين المتهمين بالشوفينية العرقية الضرب والسباب، والنتيجة كانت هي أن أولئك الطلبة وجدوا أنفسهم في ردهات المحاكم ليتلقوا أحكاما متفاوتة.
والمتأمل في الوضع داخل الجامعات المغربية، يلاحظ أن التعايش بين اليساريين والإسلاميين يبدو مستحيلا، بعد أن اتسعت الهوة الإيديولوجية بينهما لاختلاف الرؤى والأولويات ومن له الشرعية في تسيير المنظمة العتيدة لطلبة المغرب.
ميلود الرحالي / المسؤول الوطني لفصيل طلبة العدل والإحسان
الأحداث الأخيرة أظهرت براءة الإسلاميين من العنف
ذهب الرحالي إلى اعتبار الأحداث الأخيرة التي عاشتها الجامعات المغربية بأنها ورقة أثبتت براءة التيار الإسلامي من العنف الموجه إليه، مشيرا إلى أن الظروف العامة التي سبقت عقدنا السياسي هي التي جعلت من الإسلاميين عدوا مشتركا للعديد من الأطراف وعلى رأسها المخزن، وفسر الصراع الدائر بين القاعديين أنفسهم بأنه راجعا إلى لجوء من يحمل في فكره العنف والعدمية إلى مصارعة نفسه إذ لم يجد من يعاديه أو يصارعه.
- لوحظ في الآونة الأخيرة عودة العنف إلى الجامعات المغربية، بماذا تفسرون الأمر؟
نعم عرفت بعض الجامعات المغربية أحداث عنف بين بعض الفصائل الطلابية خصوصا المحسوبة منها على التيار القاعدي، و ذلك بكل من الراشدية وفاس ومكناس ومراكش.....، و يمكن أن نرجع ذلك لعدة اعتبارات، منها ما هو ملازم لفكر بعض الفصائل التي تؤمن بالعنف المادي و غيره كوسيلة للإقناع و حسم الصراع، و منها كذلك بعض الظروف و المعطيات السياسية و النقابية التي تحكمها أحيانا مصالح تتجاوز المصالح الطلابية إلى ما هو سياسي، بل إن احتمال وجود أعضاء متهورين في بعض الكيانات الطلابية التي لم تعد قادرة على تأطير مناضليها، لا يمكن أن نسقطه من التحليل لاسيما إذا تتبعنا تفاصيل الأحداث.
- البعض يحاول ربط العنف الممارس داخل الجامعات بالإسلاميين، هل هذا صحيح؟
هذا، غير صحيح مطلقا، مثلا إذا عدنا إلى تاريخ الحركة الطلابية سنجد أن العنف الطلابي دخل الجامعة قبل الإعلان عن الفصائل الإسلامية، كما أن الأحداث الأخيرة أبرزت بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلاميين بريئون كل البراءة من العنف، إلا أن الظروف العامة التي سبقت عقدنا السياسي هذا، والتي جعلت من الإسلاميين عدوا مشتركا للعديد من الأطراف وعلى رأسها المخزن المتحكم- كما هو معلوم - حتى في وسائل الإعلام، كل ذلك أفلح في تصوير الإسلاميين بأنه ذلك الإرهابي الذي لا يحاور أحدا و يفرض رأيه على الجميع، و قد زاد الطين بلة ما يُسَوِقه العالم المتحكم من بضاعة، كون الإسلاميين هم الخطر الداهم الذي وجب إزالته.
- هناك من يرى أن فشل المشروعين اليساري والإسلامي هو الذي أدى إلى محاولة التيارين تحريك فصائلهما داخل الجامعات؟
أعتقد أن القراءة السليمة لعلاقة السياسي أو الحزبي بالنقابي، هو أن العديد من التوجهات السياسية استقالت اليوم من الجامعة و همومها، فظهورها في بعض المناسبات الإنتخابية هو من قبيل الرفع من عدد أوراق المصوتين. أما بخصوص فشل أو عدم فشل المشاريع فأعتقد أن المشروع الوحيد الذي يطبق اليوم هو مشروع الدولة، و حتى من كانوا يحسبون إلى زمن قصير ضمن أصحاب مشاريع خاصة أصبحوا يصرحون بعظمة ألسنتهم أن مشاريعهم تتضمنها خطابات الملك، و هذا أمر لم يعد مستورا. أما المشروع الإسلامي، فأعتقد أن المخاض السياسي المغربي الحالي دليل على صدقيته و صوابيته حيث تتداعى الأصوات يوما بعد يوم لإشراكه و عدم تجاهله بل النداء إلى مقاسمته تدبير الشأن العام الوطني، و أقصد هنا مشروع الحوار و الميثاق الإسلامي الذي تتبناه جماعة العدل و الإحسان التي أعتز بانتمائي إليها.
- عناصر من الإسلاميين والقاعديين وجهوا أصابع الاتهام إلى المخابرات المغربية بكونها من حرك هذه الصراعات، وذلك بقولهم إن بعض من يشرفون على تنظيم الحلقات داخل الجامعات لا ينتمون لأي تيار وهم من يحول النقاش إلى معارك تستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء والعصي؟
لم تخل الجامعة يوما من المخبرين على مدار التاريخ، لكن فيما يخص الأحداث الأخيرة وجب أن نكون دقيقين أكثر:
فمن يشرف على تنظيم الحلقات والنقاشات الجادة داخل الجامعة، إما هياكل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب الخالية من أمثال هؤلاء، أو فصائل إسلامية تبعدها أخلاقها و تنأى بها عقيدتها عن أن تتحالف مع أمثال هؤلاء المخبرين. و بالتالي يبقى سؤالكم مفتوحا حول علاقة أعوان المخابرات بباقي الفصائل الأخرى......؟
- يتزايد المد الإسلامي الحركي ويستفحل دوره داخل الجامعات ألم يؤثر ذلك على التواجد اليساري الذي قيل إنه تراجع بسبب تفكك المعسكر الاشتراكي؟
أكيد أن وجود الإسلاميين بالجامعة أثر بشكل ملموس في تراجع المشروع اليساري، لكن ليس بالشكل الميكانيكي الذي يطرحه البعض، لكن واقع الحال أن الجماهير الطلابية و إن كانت تصور في الأذهان، قبل بروز الإسلاميين أنها محبة للمشروع اليساري و مدافعة عنه، فإن الحقائق تقول إنها كانت مرغمة على ذلك، وهو ما تأكد مع مرور الزمن، حيث احتضنت الجماهير الطلابية المشروع الإسلامي الذي وجدت فيه الحرية و الإبداع و الحوار و التعايش، الشيء الذي افتقدته من قبل.
- لماذا تحول الصراع إلى القاعديين أنفسهم، أي بين الأمازيغ و(صحراوة)، بعدما كان بين الإسلاميين والقاعديين؟
سؤالكم هذا يعفينا من الإجابة عن بعض الأسئلة السالفة التي تتهم الإسلاميين بالعنف ( طبعا أنتم تنقلون كلاما عن غيركم)، فإن كان و لابد من إجابة فأقول اختصارا: إن من يحمل في فكره العنف و العدمية، فإنه إذا لم يجد في لحظة ما من يعاديه و يصارعه، فإنه قد يضطر إلى مناقضة نفسه بحثا عن الصراع. ولا نستغرب ذلك، فالعديد من رواد هذا الفكر أقدموا على الانتحار بعدما كتبوا خلاصة حياتهم، إنهم كانوا يحملون تناقض حتمية الصراع ثم الثورة و لو على النفس.
- يتهم فصيل جماعة العدل والإحسان بالجامعات المغربية بكونه من يتسبب في تفجير الصراع داخل الجامعة، بل اتهم بعض طلبته بقتل طلبة قاعديين، ما رأيكم في هذا؟
فصيل طلبة العدل والإحسان كتب الله له تاريخيا أن يكون أول فصيل دعا إلى الحوار و التفاهم، و أحيلكم هنا على بعض مبادراته الوطنية في هذا الشأن:
· الدعوة إلى ميثاق جامعي سنة 1991 الذي لم يستجب له أحد.
· الدعوة إلى ندوة بين الفصائل بالبيضاء في نونبر 1996 و لم يستجب أحد.
· الدعوة إلى جبهة وطنية في 21 نونبر 1997 و لم يستجب أحد.
· الدعوة إلى ندوة بين الفصائل بفاس في 11 مارس 1997 و لم يستجب أحد.
· التحضير للمؤتمر الوطني لأوطم و الذي كان مزمعا عقده في مارس 2002، غير أنه تم تعليقه استحضارا للمصلحة العليا للطلبة، وذلك استجابة لطلب الشبيبات التي كانت تجري في هذه الفترة حوارات منتظمة مع شبيبة العدل والإحسان، فهل تعتقدون أن فصيلا وصلت معاناته مع المخزن حد الاستشهاد و مئات السنين سجنا، فضلا عن الأعطاب و العاهات المستديمة، ولا يزال ثابتا على مبدأ التعايش و مطلب الحوار و الوحدة، قد يفكر يوما في تفجير الصراع.
إن فصيل طلبة العدل و الإحسان كان ولا زال و سيبقى إن شاء الله سلما على الجميع، متعايشا و منفتحا على الجميع.
فدعونا من المزايدات، فقد جثم المخزن على حقوقنا و مكتسباتنا و سلب منا الحرية و الحق حتى في التعليم، أليس منا رجل رشيد؟. فمن هذا المنبر و مرة أخرى نكرر و لن نمل:
هلم إلى حوار طلابي جامع و ميثاق جامعي لا يقصي أحدا، ولا يتهم أحدا، إنه لا مناص من ذلك لأنها سنة الله التي تسري على خلقه.
المصطفى المعتصم / الأمين العام لحزب البديل الحضاري
العنف السياسي سمة المجتمعات المتخلفة
لم يجد مصطفى معتصم وصفا لما يجري داخل الجامعات المغربية من عنف سوى "البلادة والغباء بعد أن أصاب العمى السياسي، على حد تعبيره بعض، الأطراف التي عملت على ضرب المكتسبات الطلابية"، كما فسر فشل المشروعين اليساري الإسلامي بكونهما يفتقدان لمشروع مجتمعي وطني.
- لوحظ في الآونة الأخيرة عودة العنف إلى الجامعات المغربية، بماذا تفسرون الأمر؟
بالبلادة وبالغباء والقبول بالتوظيف من طرف من عملوا دوما على ضرب المكتسبات الطلابية؛ إنه العمى السياسي الذي يصيب بعض الأطراف ويمنع عنها الرؤية السليمة.
- يحاول البعض ربط العنف الممارس داخل الجامعات بالإسلاميين، هل هذا صحيح؟
العنف داخل الجامعات قديم وظهر قبل بروز التيارات الإسلامية بها. واليوم كل الفصائل الطلابية تتحمل مسؤوليتها في الأحداث العنيفة التي تجري في الجامعات. في السنة الماضية بلغ العنف مداه وكان بين طلبة من الصحراء وطلبة من المناطق الأمازيغية من جهة، وبين هؤلاء الطلبة من الحركة الثقافية الأمازيغية والطلبة القاعديين من جهة أخرى. العنف السياسي سمة المجتمعات المتخلفة، نتاج مجتمع متخلف ومشهد سياسي متخلف، فماذا ننتظر منهم عند اختلافهم؟
- هناك من يرى أن فشل المشروعين اليساري والإسلامي هو الذي أدى إلى هذه النتيجة أي محاولة التيارين تحريك فصائلهما داخل الجامعات؟
نحن نعيش التيه وحالة من فقدان التوازن، وإذا كنا قد فشلنا فلافتقادنا جميعا لمشروع مجتمعي وطني.
- عناصر من الإسلاميين و القاعديين وجهوا أصابع الاتهام إلى المخابرات المغربية بكونها هي من حرك هذه الصراعات، وذلك بقولهم إن بعض من يشرفون على تنظيم الحلقات داخل الجامعات لا ينتمون لأي تيار، وهم من يحول النقاش إلى معارك تستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء والعصي؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.