قال محمد بنمسعود الكاتب العام للاتحاد الوطني لطلبة المغرب إن الدولة تتحمل المسؤولية الكبيرة في أحداث العنف التي تقع داخل الجامعة. واعتبر بنمسعود في الندوة الصحفية التي عقدت أمس الأربعاء بكلية الحقوق السويسي بالرباط أن فشل المخطط الاستعجالي بشهادة المسؤولين عن تطبيقه والظروف الاجتماعية المزرية التي يعيشها الطالب في الجامعة، بالإضافة إلى عسكرة الجامعة المغربية والأحياء الجامعية والاقتحامات المتتالية لقوات الأمن وقمع الاحتجاجات النقابية الطلابية... كلها عوامل ساعدت على تفشي ظاهرة العنف في بعض المواقع الجامعية كالرشيدية ومكناس ومراكش وأكادير التي اعتبرها بؤرا للتوتر. الندوة عقدت لتقديم «المبادرة الطلابية لترسيخ ثقافة الحوار بالجامعة» التي يتبناها فصيل العدل والإحسان المسيطر على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب منذ فشل المؤتمر 17 سنة 1981، وتأتي في سياق تفشي ظاهرة العنف من خلال عدة مظاهر كالقتل والتصفية الجسدية والجرح وانتشار مظاهر التسلح داخل الحرم الجامعي، بالإضافة إلى طغيان حالة التأهب بين الطلبة المناضلين بشكل يومي. وترتكز بنود المبادرة على نبذ العنف وإبعاده عن ممارسة الفصائل الطلابية، وكذا نبذ العنف والعنف المضاد اللفظي والعضلي مهما تعددت دوافعه وأشكاله، والعمل على منع مظاهر التسلح داخل الحرم الجامعي وترسيخ الاحترام المتبادل بين الفصائل، باحترام الرأي والرأي الآخر، إضافة إلى الاحتكام إلى قنوات الحوار والآليات الديمقراطية التي تكون فيها كلمة الفصل للجماهير الطلابية في حسم المواقف. واعتبرت الكتابة العامة للاتحاد أنه تم الانتقال من مستوى التنظير إلى مستوى التطبيق، من خلال خطوتين عمليتين جاءت بهما المبادرة، الأولى تتعلق بدعوة كافة الفصائل والمكونات الطلابية إلى الاجتماع في ندوة طلابية حول «ظاهرة العنف وسبل التصدي لها وآليات ضبط تفاعلات الحياة الطلابية في إطار طلابي»، واقترحت 20 من نونبر المقبل موعدا لها بكلية الآداب بالرباط، والثانية تمثلت في إعلان يوم 20 نونبر يوما وطنيا للحوار الطلابي يخلد سنويا. كما تدعو بنود المبادرة، كأرضية للنقاش، الحكومة إلى رفع الحصار عن الجامعة ووقف الانتهاكات الحقوقية لحرمة الجامعة واستقلاليتها، كما تدعو الوزارة الوصية إلى فتح أبواب الحوار الجاد والمسؤول في وجه ممثلي الطلبة. وحضر الندوة الصحفية ممثلون عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في كل المواقع الجامعية المغربية، بينما غابت الفصائل الأخرى. وفي سؤال ل«المساء» عن سبب عدم استدعاء باقي الفصائل لحضور الندوة وإمكانية رفضها لبنود المبادرة، قال بنمسعود إن الأمر لا يشكل إقصاء، ولكن السبب يرجع إلى تفهم الاتحاد للأجواء الراهنة التي تمر بها الساحة الجامعية، وأضاف أنه بعد أسبوعين فقط من أحداث الاقتتال بين الفصائل سيكون من الصعب جمعها في هذه الندوة، وأكد أنه سيتم التواصل مع باقي الفصائل بعد المبادرة من أجل التحاور. وتعقد الندوة في إطار الملتقى الحادي عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي افتتح في كلية الآداب الاثنين الماضي ويستمر إلى غاية 25 من أبريل الجاري.