أكد الطيب الشكيلي، رئيس جامعة محمد الخامس السويسي بالرباط أنه، رغم الإيجابيات، التي أتى بها الإصلاح الجامعي بعد خمس سنوات من التطبيق، فإن التقييم أسفر عن وجود مجموعة من النواقص والاختلالات.جاء المخطط الاستعجالي لإصلاحها، مشيرا إلى أن هذا الإصلاح حدد مواصفات مقننة للتكوينات المهنية، وتجاوز الطريقة التقليدية، التي كانت معتمدة قبل سنة 2000 داخل الجامعة. وأوضح الشكيلي، في ندوة صحفية نظمتها جامعة محمد الخامس السويسي، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، أن من المنجزات الإيجابية، التي جاء بها الإصلاح الجامعي، تكوين جامعات ومؤسسات لها استقلالية مالية وإدارية وبيداغوجية، إلا أن الجامعات تنقصها إمكانات بسيطة، مرتبطة بتدبير عنصرها البشري، وتدبير وصرف الاعتمادات التسييرية لها، مشيرا إلى أن التكوين ما زال أكاديميا، إذ لا يأخذ بعين الاعتبار مواصفات التخرج والكفايات المنتظرة، وهذا لا يساهم في إدماج المتخرج. وقال إن 40 من الطلبة يغادرون فضاء الجامعة في مستوى السنة الأولى، وإن البرنامج الاستعجالي جاء لمعالجة هذه الإشكالية إلى جانب مجموعة من النواقص، وإعطاء منظور على المدى المتوسط والبعيد للمؤسسة العلمية والجامعية. وأفاد المسؤول الجامعي أنه، من أجل إصلاح كل النواقص بالجامعة، التي يرأسها، جرى تحديد الاحتياجات والإمكانيات المادية والبشرية، واعتماد عدد متنوع من المسالك في التكوينات الأساسية والمهنية، غطت مختلف الميادين المعرفية. ومن أجل الارتقاء بالمردود الداخلي للتعليم العالي، بناء على ما جاء به المخطط ، أكد رئيس الجامعة أنه سيجري استكمال المجهودات، التي بذلت في السنوات الأخيرة لتحسين العرض البيداغوجي لجعل الجامعة فضاء لتعليم ذي جودة، يتيح لخريجيه أفضل فرص الاندماج في سوق الشغل، مع تشجيع البحث العلمي، الذي يأخذ بعين الاعتبار حاجيات التنمية، وتحسين المستوى اللغوي والمعلوماتي للطالب. وقال الشكيلي إن "جامعة محمد الخامس السويسي تنفرد بشيء أساسي، يتعلق بتعدد التخصصات، ولدينا إمكانيات علمية وبشرية مهمة، ومشروع نحاول تطبيق أهدافه، التي رسمها البرنامج الاستعجالي في أفق 2012، ويتعلق الأمر بترشيد التكوين في الكليات ومدارس التكوين العالي ذات الاستقلال المقنن، بزيادة عدد الطلبة سنويا بنسبة 5 في المائة، وتوسيع التكوينات المهنية من 13 إلى 25 في المائة، وتوسيع الطاقة الاستيعابية لطلبة الطب الجدد من 400 إلى 500 طالب، والرفع من عدد الطلبة الجدد في كلية المهندسين إلى 300 طالب هذه السنة، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للماستر المتخصص من 46 إلى 82 في المائة، والرفع من عدد طلبة طب الأسنان الجدد إلى 145 طالبا". وأضاف " نهدف، أيضا، من خلال المخطط الاستعجالي، إلى خفض معدل الهدر بالجامعة من 30 إلى 15 في المائة". وعزا أسباب الهدر إلى انعدام التوجه الناجع للطالب، مشيرا إلى خلق مراكز للاستقبال والتوجيه داخل الجامعة، لتوجيه الطلبة طيلة السنة بالجامعة والمؤسسات العلمية، حتى يختاروا التوجيه المناسب خلال نهاية السنة. كما تحدث عن إحداث وحدة تساعد الطالب بعد الانتقال من الثانوي إلى الجامعة، وإحداث عدد من التكوينات المهنية والتقنية الجديدة، التي ستراعي حاجيات المغرب المعبر عنها في مخططات التنمية . في السياق ذاته، أفاد الشكيلي أن جامعة محمد الخامس السويسي ستحدث مؤسسة لدعم البحث العلمي، ودعم الشراكة بين الجامعة والقطاع الخاص، وأنها ستمول كل المشاريع ذات الجودة العالية، مشيرا إلى أن عدد مشاريع البحث العلمي انتقلت من 11 إلى 30 مشروعا في السنة، كما أشار إلى الاهتمام بالعنصر البشري من خلال التكوين المستمر والجيد في الداخل والخارج، وقال إن هذا التكوين يعتمد، أساسا، على انتقاء موضوعي لأحسن العناصر، من خلال لجنة أوكلت إليها هذه المهمة.