نفى خبراء مغاربة وجود حالة انتشار واسعة لمرض السيدا وسط المهاجرين الأفارقة الموجودين بالمغرب، موضحين في تصريحات متطابقة أن الحالات الموجودة بينها يجب التعامل معها كأنها حالات مغربية على قدم المساواة ومدها بوسائل الوقاية والعلاج. وأكد مولاي أحمد الدريدي، المنسق الوطني لمركز الاستماع حول السيدا بالدارالبيضاء، في اتصال مع «المساء» أن ما يروج عن انتشار الداء القاتل وسط المهاجرين السريين وتهديده للصحة العامة “مجرد أنباء مجانبة للصواب ودعايات كاذبة”، معترفا في الوقت نفسه بوجود مصابين يتعامل معهم المركز وكذلك الجمعيات المتخصصة وكأنها حالات مواطنين مغاربة، حيث تقدم لهم وسائل الوقاية والعلاج. واعترف الدريدي بغياب دراسات اجتماعية توضح بدقة عدد المهاجرين المصابين، موضحا أن الدراسات الدولية بهذا الشأن تؤكد أن دول إفريقيا جنوب الصحراء تعرف انتشارا كبيرا للداء بها. وذكرت الدكتورة نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، من جانبها ل «المساء» أن المنظمة وقعت مؤخرا اتفاقية شراكة مع المفوضية العليا للاجئين بالمغرب بغرض الاهتمام بالمهاجرين الأفارقة وتحصينهم من خطر الداء القاتل. وتشرح بزاد أن المنظمة “تستقبل المهاجرين الذين يقومون بزيارتها وتقدم لهم خدمات طبية متعلقة بمختلف الأمراض وليس فقط السيدا، مشيرة في الوقت نفسه إلى عجز المنظمة عن التواصل مع الأعداد الكبيرة للمهاجرين المنتشرين في المدن والغابات بسبب غياب الإمكانيات اللازمة. وحول نسبة المصابين الذين تتعامل معهم المنظمة، تقول بزاد «صعب جدا ضبط الرقم، خاصة وأن بعضا ممن يزوروننا يرفضون إجراء اختبار لكشف السيدا خوفا من التداعيات السلبية عليهم في حال ثبوت إصابتهم». وبخصوص هذه النقطة، يوضح خليل جماح، نائب رئيس جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، أن العلاج هو حق لجميع الأفارقة، مشددا في الوقت نفسه على أن التهويل من مشكلة المهاجرين والسيدا مرفوض مثلما هو مرفوض اختصار التعامل مع هذا الملف في المقاربة الأمنية. ويبرز المتحدث في تصريح ل «المساء» أن هناك مصابين بالداء بين الأفارقة، وكذلك المغاربة، ولهذا يجب التعامل مع الموضوع بشكل استراتيجي بما يضمن للجميع حقوقا متساوية بعيدا عن التعامل الأمني الضيق. وفي هذا السياق، يشرح جماح أن هناك هيئة تنسيقية توجد بمدينة الدارالبيضاء وتضم كلا من وزارة الصحة وجمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، والجمعية المغربية لمحاربة السيدا، وعدد من منظمات المجتمع المدني، بهدف الاشتغال على موضوع السيدا وضمنه محور المهاجرين والداء، عبر التحسيس بخطورة المرض والتعامل مع مختلف القطاعات وتحصينها عبر مدها بالمعلومات ووسائل الوقاية. ويبلغ عدد المصابين بالسيدا في المغرب حوالي 3000 شخص، فيما يصل عدد حاملي الفيروس إلى ما يقرب من ال20 ألفا، بحسب الإحصائيات الرسمية التي تفيد بأن أغلب الإصابات تشمل حاملي الجنسية المغربية وأن 83 بالمائة منهم يعيشون بالمدن.