كشفت عزيزة بناني مسؤولة عن البرنامج الوطني لمحاربة السيدا أنه يتم سنويا تسجيل1000 حالة للأشخاص المصابين بأمراض تعفنية منقولة جنسيا بالمغرب,72 بالمائة منها تسجل في صفوف النساء، جاء ذلك في ندوة نظمت مساء أمس الأربعاء بالرباط حول موضوع دور القادة الدينيين في تغيير السلوكيات الخطيرة، وقالت أن 67 بالمائة من حالات الإصابة تم التصريح بها ما بين 2001 و 2007 أغلبها ( 21 بالمائة) سجلت في منطقة سوس ماسة درعة، تليها جهة مراكش تانسيفت الحوز والبيضاء بنسبة 15 بالمائة. وأضافت أن اغلب الحالات (87 بالمائة) المصابة بالفيروس انتقلت إليها العدوى عن طريق الجنس. وأبرز كمال العلمي منسق برنامج الأممالمتحدة المشترك لمحاربة السيدا في عرض ألقاه بالمناسبة أن القارة الافريقية تحتل الصدارة من حيث عدد المصابين بالسيدا ب5 ,23 مليون مصاب، تليها آسيا ب4 ملايين مصاب، موضحا أن وتيرة انتشار هذا الداء الفتاك تبعث على القلق وخاصة في صفوف الشباب، وأن50 بالمائة من حاملي الفيروس هن من النساء أضاف السيد العلمي أن الهجرة والتنقل تتصدر العوامل المساعدة على انتشار الفيروس بمعدل5 ,4 مليون مهاجر سنويا، يليها تنامي ظاهرة التعاطي للمخدرات عبر الحقن ب13 مليون مستعمل عبر العالم، 50 بالمائة منهم حاملون للفيروس، ثم انتشار معدل الاصابة بالسيدا داخل المؤسسات السجنية، حيث تم تسجيل أعلى معدل إصابة في أوساط السجناء بجنوب افريقيا ب40 بالمائة، وذكر أن عدد الأشخاص المتعايشين مع داء السيدا حول العالم تضاعف خلال العشر سنوات الأخيرة، وأصبح هذا الفيروس السبب الأول في وفيات الأشخاص المتراوحة أعمارهم مابين 15 و59 سنة، حيث تسبب في وفاة 25 مليون شخص خلال 25 سنة الماضية. ودعا أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إلى القيام بتعبئة اجتماعية من أجل حث المواطنين على تقديم الدعم النفسي للمصابين والتآزر معهم، والتوعية والتثقيف بغية تجنيب الفئات الهشة، لاسيما شريحة الشباب، من خطر الإصابة بهذا الداء مشددا على ضرورة صياغة استراتيجيات للتواصل مع هذه الفئات والعمل على تعزيز التكافل الاجتماعي إزاءها، وأكد الأمين العام للرابطة على أنه يجب التفكير بطريقة تفاعلية ونموذجية من أجل القضاء على هذا الوباء الخطير، مشيرا إلى أن بعض المجتمعات الافريقية أضحت تعوزها الساكنة المنتجة بسبب انتشار داء السيدا في أوساطها. وأعلن السيد العبادي بهذه المناسبة عن ميلاد موقع للرابطة يعد فضاءا للتثقيف بالنظير ضد تفشي وباء السيدا وملتقى للمهتمين بهذا الموضوع، يلتقي من خلاله الشباب للتداول في أنجع السبل لمحاربة هذا الداء ولطرق الوقاية منه، وذلك من خلال منتديات مباشرة ومدونات ومواضيع تنشر على الموقع. إلى ذلك أكدت بناني أن المغرب يوفر دعما سياسيا من أعلى مستوى لكل المجهودات المبذولة في هذا الاطار، مشيرة إلى أنه يجب العمل على توفير ضمان ولوج شامل لخدمات الوقاية والعلاج والمساعدة الطبية ذات الجودة في مجال محاربة السيدا، وكذلك إحداث هيئة إشراف قائمة بذاتها تتكلف بمهام التدبير والتنسيق الفعال لجهود القطاعات المتعددة المتدخلة في هذا الشأن.