شكل موضوع إدماج الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا وداء فقدان المناعة المكتسبة (سيدا) في البرنامج الوطني لمحاربة الأمية محور الندوة التي نظمتها الجمعية المغربية للتضامن والتنمية قبل ايام بالرباط. "" وتشكل هذه الندوة المنظمة بشراكة مع مديرية محاربة الأمية، في إطار برنامج من أجل تعبئة الجمعيات التنموية لإدماج الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا وداء السيدا في المشاريع التنموية، مناسبة لتقديم نتائج دراسة أنجزتها الجمعية المغربية للتضامن والتنمية حول "سلوكات ومواقف وممارسات النساء الأميات في مجال مكافحة السيدا". وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، قالت مديرة الجمعية المغربية للتضامن والتنمية نجاة سرحاني، إن داء السيدا يقتل يوميا حوالي ستة آلاف شخص عبر العالم، وأن المعطيات العالمية خلال السنوات الأخيرة تشير إلى انتشار الداء أكثر في صفوف النساء، موضحة أن المغرب بدوره يسجل سنويا ارتفاعا في عدد المصابين بالداء، ولاسيما بين النساء (47 في المائة من المصابين بالفيروس هم من النساء). وأبرزت أن دروس محاربة الأمية الموجهة للفتيات والنساء الأميات تشكل مدخلا هاما للتحسيس بأهمية الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا وداء السيدا لدى هذه الفئة، وتزويدها بالمعلومات العلمية الصحيحة بلغة سهلة وملائمة. من جهته، أوضح رئيس الجمعية حميد بنشريفة أن هذه الأخيرة تعمل في مجال مكافحة السيدا منذ سنة1996 وتساهم في تحقيق أهداف المخطط الوطني الاستراتيجي، مضيفا أنها راكمت منذ ذلك الحين تجربة هامة في مجال إدماج الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا في محاربة الأمية. وأشار إلى أنه في إطار برنامج من أجل تعبئة الجمعيات التنموية لإدماج الوقاية من الأمراض المنقولة وجنسيا وداء السيدا في المشاريع التنموية (2007 - 2012 )، قامت الجمعية المغربية للتضامن والتنمية بدراسة حول السلوكات والمواقف والممارسات في مجال الأمراض المنقولة جنسيا وداء السيدا في صفوف الفتيات والنساء الأميات، والتي ستشكل قاعدة لقياس مدى تطور الجهود المبذولة بهدف تحقيق أهداف البرنامج. وأضاف أنه انطلاقا من النتائج والتوصيات الصادرة عن الدراسة، قام فريق متعدد التخصصات إلى جانب خبراء من مديرية محاربة الأمية بإعداد وحدة لإدماج الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا وداء السيدا، ليشكل جزءا لا يتجزأ من البرنامج الوطني لمحاربة الأمية. وبدوره، سجل مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة عمر المنزهي، أن عدد المصابين بداء السيدا بالمغرب بلغ حتى يونيو2009 ما مجموعه3034 حالة، موضحا أن نسبة انتشار الداء شهدت ارتفاعا منذ سنة1993 ، حيث تم تسجيل70 في المائة من الحالات ما بين سنتي2001 و2008 ، مقابل30 في المائة ما بين سنتي 1986 و2000 . وأوضح، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن الفئة الأكثر إصابة بالمرض هي فئة الشباب ما بين15 و39 سنة (65 في المائة)، وأن نسبة إصابة النساء بالفيروس انتقلت من19 في المائة ما بين1986 و1990 إلى40 في المائة ما بين2004 و2008 . وحسب آخر التقديرات، فإن عدد الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب انتقل -يقول المنزهي- من14 ألف و500 سنة2003 إلى22 ألف و900 حتى متم سنة2008 . من ناحية أخرى، أبرز المنزهي أن الأمراض المنقولة جنسيا تشكل مشكلا صحيا كبيرا بالمغرب حيث يتم سنويا تسجيل أزيد من350 ألف حالة جديدة سنويا منذ سنة2002 .