كشف المنسق الوطني للجمعية المغربية لمحاربة السيدا، أحمد الدريدي، أن «نسبة المقبلين على إجراء الكشف المجاني للسيدا بفروع الجمعية تضاعف في الشهور الثلاثة الأخيرة» وحول عدد الذي قاموا ب«الديبيستاش» في الدارالبيضاء لوحدها قال الدريدي إن عددهم «فاق 800 شخص أجرت التحليل المجاني»، في نفس الصدد صرحت ابتسام الداودي، رئيسة فرع الجمعية بالدارالبيضاء، بأن «متوسط عدد الكشوفات اليومية في الدارالبيضاء لوحدها هو 15 شخصا» طيلة أيام الكشف المجاني الذي تنظمه الجمعية كل ثلاثاء وأربعاء وصباح يوم السبت. وفي تصريحها ل«المساء» أضافت ابتسام الداودي أنه «ليست هناك إحصاءات جديدة بخصوص حاملي فيروس السيدا في المغرب والإحصاءات الوحيدة المعتمدة هي إحصاءات وزارة الصحة»، وبخصوص ما قاله المنسق الوطني للجمعية حول ارتفاع معدل الإقبال على «التحليل المجاني للكشف عن فيروس السيدا» أكدت الداودي هذا الأمر، مضيفة أن «الثلاثة أشهر الأخيرة عرفت ارتفاعا في نسبة المقبلين على الكشف»، واستطردت: «الأرقام التي أعطيتها هي أرقام نسبية لأن الأمر متغير»، وفسرت ذلك بكون أن «الحملات التحسيسية والتعبئة الإعلامية تلعب دورا كبيرا في إقبال الناس على الكشف خصوصا خلال سيدا أكسيون واليوم العالمي للسيدا»، وكشفت أنه «في اليوم الموالي لحملة سيدا أكسيون الأخيرة كان أكثر من 300 شخص ينتظرون ولوج مقر الجمعية لإجراء الكشف». يأتي ذلك في إطار النجاح الذي تحققه حملة «سيدا إستيفال» التي أطلقتها الجمعية المغربية لمحاربة السيدا منذ 6 يوليوز الماضي والتي تستمر إلى غاية 20 غشت المقبل، والتي تجوب أغلب شواطئ المدن المغربية، حيث يقوم الشباب المتطوع بالجمعية بنصب خيمهم في الأمكان التي يرتادها المصطافون، وتوزيع المطويات الورقية التحسيسية، كما يجيبون عن أسئلة المواطنين بخصوص طرق انتقال المرض وطريقة الكشف، ويمنحونهم الرقم الأخضر الخاص بالجمعية والذي سيستمر في الاشتغال طيلة أيام هذا الصيف، وبخصوص توزيع العوازل الطبية، قالت الداودي: «إن ذلك لا يتم إلا تحت طلب زوار خيم سيدا إستيفال أنفسهم»، وأضافت: «يجب احترام خصوصية المجتمع ويجب الانتظار قليلا». وقد استطاعت قافلة «سيدا إستيفال» الوصول إلى بعض المناطق التي استفادت من حملة التحسيس والتوعية لأول مرة، وفي هذا الصدد قال المنسق الوطني للجمعية، أحمد الدريدي، «بفضل القافلة المتنقلة الجديدة التي حصلنا عليها استطعنا الوصول هذه السنة إلى منطقة واد لاو والقصر الصغير ومناطق أخرى». وبخصوص منطقة أكادير التي سبق لوزارة الصحة أن أعلنت أنها تأتي على رأس لائحة المدن المغربية التي تتوفر على أكبر عدد من حاملي الفيروس، فقد قالت رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة السيدا فرع الدارالبيضاء أن «أكادير كانت دائما ضمن خارطة عمليات التحسيس بالنسبة إلى الجمعية مع العديد من المدن الأخرى»، وأضافت «أكادير موقع ملائم لتحسيس الناس وما لاحظناه هو أن هناك تجاوبا كبيرا لدى أبناء هذه المدينة مع حملة سيدا إستيفال». الأرقام المعلنة حاليا بالمغرب تشير إلى 1250 حالة إصابة بداء السيدا وما يقارب 20 ألف حامل للفيروس، بالإصافة إلى أن هناك حالات غير معلنة. وتظل جميع الإحصائيات نسبية وغير دقيقة، لأن الأرقام المصرح بها لا تعتبر إلا حالات تم الكشف عنها عن طريق إجراء التحاليل، ولا علم لأحد بعدد الاحتمالات التي لم يكشف عنها ولم تعرف أبدا أنها حاملة للفيروس. فيما تؤكد الإحصاءات أن منطقة سوس ماسة درعة (أكادير) تمثل النسبة الأكبر، إذ سجلت سنة 2007 حسب وزارة الصحة 137 حالة جديدة، أضيفت إلى 290 حالة تم الإقرار بها سابقا بالمنطقة، منها 61% من الذكور و39% من الإناث، وتحتل أكادير حاليا المرتبة الأولى بالمغرب من حيث عدد ونسبة المصابين بالسيدا ووتيرة انتشارها.