كشف «زعيريطة»، المعتقل ليلة الثلاثاء الماضي، على خلفية ترويج الكوكايين بفاس، لرجال الشرطة القضائية تفاصيل وصفت بالصادمة، حول شبكة «ضخمة» لترويج المخدرات الصلبة. وذكر هذا المعتقل الذي لا يزال يقيم في «غرفة الضيافة» في سجن عين قادوس، في انتظار وضعه في أحد أجنحة هذه المؤسسة، بعدما قرر قاضي التحقيق وضعه رهن الاعتقال في انتظار استكمال التحقيق معه، أسماء وزانة لشخصيات تملك حانات لبيع الكحول بوسط المدينة وأخرى لأبناء شخصيات سياسية نافذة في المدينة وثالثة تشتغل في مجال الإقتصاد وأخرى مسؤولة في أندية رياضية في المدينة، مشيرا إلى أنها تعمل معه في نفس الشبكة. وطبقا للمصادر، فإن «زعيريطة» الذي وجدت بحوزته، أثناء عملية تفتيش منزله، جوازات سفر مزورة وعشرات البطاق الرمادية المزورة وكمية كبيرة من الأقراص المهلوسة، أورد ما يقرب من 18 اسما يرتقب أن يحدث الاستماع إليها ضجة كبيرة، على الصعيد الوطني والدولي. وجاء فتح ملف شبكات الكوكايين بالمدينة بعد مواجهات مفتوحة شهدها حي النرجس منذ حوالي 10 أيام بين عناصر من شبكتين متضاربتي المصالح. وقام رئيس المنطقة الأمنية الثانية بالمدينة، بعد تلقيها معطيات من أحد المعتقلين على خلفية ترويج «الحشيش» وهو من مدمني الكوكايين، طبقا لإفادته، ب«مبادرة» اعتقال «زعيريطة» بعد عملية استدراجه إلى طريق صفرو. ويحكي ادريس الطواش، وهو اسم هذا المدمن المدان ابتدائيا بثلاث سنوات سجنا، أن شبكات الكوكايين اتخذت، في الآونة الأخيرة، من فاس معبرا ضروريا لترويج سلعتها، سواء في اتجاه باقي مدن المغرب أو في اتجاه دول أوربا، وخصوصا هولاندا وإسبانيا. ويقول الشخص ذاته إن هذه الشبكات تعمد إلى جلب السلعة من موريتانيا، عبر الحدود المغربية الموريتانية التي تفتقر إلى المراقبة، ويتم إيصالها إلى فاس عبر شاحنات وسيارات متخصصة، ويتم الاحتفاظ بها في مخازن خاصة قبل العمل على “تصديرها» في اتجاه عدد من مدن المغرب، ضمنها الدارالبيضاء والرباط ومراكش وطنجة. وقال إن ثمن جلبها من موريتانيا إلى فاس زهيد بالمقارنة مع ثمن إعادة بيعها، وهو ما مكن عددا من تجارها من مراكمة أموال طائلة. وذهب الطواش إلى أن بعض المذكورين في اعترافات “زعيريطة» كانوا من “مشردي» المدينة، لكن بعضهم أصبح الآن له مشاريع في ماربيا الإسبانية، وبعضهم أصبح من «ملايرية المدينة». وتحدث المصدر نفسه عن انتشار استهلاك هذه المادة وسط أطر المدينة وآباء الأعيان، موردا بأن الكوكايين أصبح يباع في الجامعة وأمام المؤسسات التعليمية وفي عدد من الملاهي الليلية بالمدينة. ومن اعترافات «زعيريطة» أن أحد العناصر الأساسية لهذه الشبكة له أوراق إقامة في هولاندا، وكثيرا ما يتحرك بين البلدين. ومن عناصر الشبكة أيضا اثنين من ملاك حانات للخمور بمركز المدينة، وآخر يبيع المتلاشيات في حي بنسودة، وابن شخصية سياسية معروفة بالمدينة قال عنه إنه يمتلك فيلتين، الأولى لبيع السيارات المزورة والثانية لبيع الكوكايين. كما ذكر شخص آخر يملك وكالة للأسفار بطنجة، ومسؤولا عن ناد رياضي بالمدينة وتجار للحشيش يقول عنهم إنهم يروجون هذه المواد بأحياء راقية في المدينة. وأحد أعضاء الشبكة يملك معامل وشركات ويخوتا ومتهم بمراكمة كل هذه الثروة انطلاقا من الاتجار في الكوكايين. وإلى جانب هؤلاء ذكر «زعيريطة» أخوين لادريس الطواش، المعتقل الذي وشى ببعض أعضاء الشبكة منذ حوالي 3 أشهر دون أن تتحرك السلطات الأمنية والقضائية لفتح تحقيق حول هذه الاتهامات. وقال زعيريطة إن أخوين للطواش يوجدان ضمن قائمة هذه الشبكة، أحدهما يقيم في فرنسا رفقة عائلته وآخر حاصل على الإجازة في الأدب الإسباني ومعطل. ولا تستبعد بعض المصادر أن يكون إدراج بعض الأسماء في هذا الملف مندرجا ضمن تصفية حسابات بين أعضاء نفس الشبكة وتوريط أسماء أخرى في الشبكة لأهداف لا تزال غامضة. ومن الناحية الأمنية، فرض تكتم شديد حول موضوع هذه الشبكة التي يرتقب أن تؤدي الاعترافات والاعترافات المضادة إلى الإطاحة ببعض رموز الشرطة القضائية التي يقال إن بعض عناصرها تلقت شكايات حول بعض عناصر هذه الشبكة دون أن تفتح أي تحقيق أو متابعة أمنية. وسبق لبعض المعتقلين، على خلفية اتهامات بالاتجار في الكوكايين، أن اتهموا بعض مسؤولي الشرطة القضائية بالتستر على بعض كبار أباطرة المخدرات بمختلف أنواعها، وإعداد محاضر «مناسبة» للبعض الآخر وتشديد العقوبة على نوع ثالث. وقال الطواش إنه سبق أن وجه شكايات حول الموضوع إلى مسؤولي الأمن بالمدينة وإلى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف وإلى مسؤولين كبار في أمن الدولة، مرفقا إياها بتخوفه من تهديدات يتعرض لها من بعض أعضاء الشبكة، لكن دون أن يلقى أي رد.