فككت فرقة لمكافحة العصابات، تابعة لولاية أمن فاس ليلة الجمعة/السبت الماضية شبكة للاتجار في المخدرات الصلبة واستهلاكها. واعتقلت هذه الفرقة إلى غاية صباح يوم أمس الثلاثاء ما يقرب من 10 أشخاص يتهمون بالانتماء إلى هذه الشبكة، فيما أعلن على أن الاعترافات الأولية للمعتقلين تشير إلى لائحة تضم حوالي 30 شخصا هم أعضاء في هذه الشبكة. وألقي القبض على أفراد من هذه المجموعة في وقت متأخر من الليل بالقرب من الباب الرئيسي لأحد الفنادق المصنفة بمركز المدينة، وقد كانوا قد غادروا على التو حانته. وعثر رجال الأمن بحوزتهم على ما يقرب من 10 غرامات من مادة الكوكايين قيل إنها موجهة للإستهلاك. وقادت اعترافات هؤلاء المعتقلين إلى سقوط عناصر أخرى من المجموعة، في وقت يواصل فيه والي الأمن، محمد عروس، التحقيق في هذا الملف. ويعمل أحد المعتقلين «فيدورا» بالفندق نفسه، فيما يمتهن رفيق له نفس الحرفة بفندق آخر معروف بمنطقة المرينيين. ويحاول المحققون في الملف التأكد من أن أحد هذين «الفيدورين» هو نفسه الشخص الذي أطل، ضمن الحضور، في إحدى حلقات برنامج «حوار» الذي يقدمه مصطفى العلوي في القناة الأولى، والذي خصصت تلك الحلقة منه لأحد مسؤولي المدينة. وكشفت تحقيقات الأمنيين مع المعتقلين أن «رؤوس» هذه الشبكة تتحدر من أحياء شعبية بمدينة فاس، ويتحدر من يوصف ب «زعيم» الشبكة من حي ال45 بمنطقة المرينيين، في حين يرتقب أن تفضي متابعة البحث في الملف إلى التحقيق مع أبناء تجار بالمدينة ونساء قيل إنهن يعملن في مجال الدعارة والقوادة إلى جانب ترويج المخدرات الصلبة، وذلك بعدما استمع رجال الشرطة إلى إفادات فتاة اعتقلت بدورها على خلفية نفس الملف. ويعد تفكيك هذه الشبكة الثاني من نوعه في ظرف لا يقل عن سبعة أشهر. فقد سبق لرجال الأمن بفاس أن أعلنوا عن تفكيك شبكة متهمة في الاتجار في المخدرات الصلبة وترويجها واستهلاكها، وقدم المتهم «زعيريطة» والذي حكم عليه ابتدائيا ب8 سنوات سجنا نافذا، على أنه العنصر الرئيسي فيها. وأفضت التحقيقات مع هذه الشبكة إلى اعتقال ما يقرب من 13 شخصا، برئ بعضهم وحكم على البعض الآخر بالسجن النافذ. ولا يزال البحث جاريا عما يقرب من 18 شخصا ذكرهم «زعيريطة» في أقواله أمام المحققين. وفي الوقت الذي يرتقب أن يبدأ فيه قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بفاس «ماراطون» التحقيق التفصيلي مع العناصر المعتقلة في الشبكة الثانية، والذين أودع معظمهم في السجن المحلي عين قادوس، فإن محكمة الاستئناف يوم 27 يوليوز الجاري ستستقبل أفراد مجموعة «زعيريطة»، المتهم الذي أصبح سماع اسمه يثير الهلع لدى كل من سبق أن نسج علاقات معه، بسبب الخوف من أن يؤدي ذكره من قبله إلى الزج به في الملف. وإذا كان الترقب هو سيد الموقف في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات في الشبكة الثانية للكوكايين، فإن «زعيريطة» يؤكد بأنه سيعيد اتهامات سبق له أن وجهها، عبر مكبر صوت المحكمة الابتدائية، لنوفل ابن العمدة شباط والتي أورد فيها بأنه كان ضمن الأشخاص الذين كانوا يزودونه بالمخدرات الصلبة قبل اعتقاله. وطبقا لإفادة هذا المتهم، فإن مسؤولين قضائيين بفاس قد عمدوا منذ ما يقرب من 20 يوما إلى حجز هاتفه النقال واحتفظوا به بعدما أخبرهم من داخل سجن عين قادوس بأنه تلقى مكالمة هاتفية من ابن العمدة شباط يدعوه فيها إلى التراجع عن الاتهامات التي سبق له أن أدلى بها في حقه. وفي سياق الاتهامات ذاتها، رد «زعيريطة»، في رسالة وجهها إلى الرأي العام، توصلت «المساء» بنسخة منها، على تصريحات سبق للعمدة شباط أن أدلى بها في برنامج «حوار» وذكر فيها بأن الزج بابنه في ملف هذه الشبكة تحركه أياد خفية وأحزاب سياسية. وقال في هذا الرد إن شباط «يختبئ في السياسة ليحمي أبناءه من الواقع المر»، مضيفا بأن لا علاقة له بالسياسة ولم يسبق له أن توفر على بطاقة الناخب. وأشار إلى أنه لو كان ينتمي إلى حزب سياسي لانتمى إلى حزب الاستقلال، «بحكم العلاقة الطيبة التي تجمعني بصديقي نوفل»، قبل أن يضيف: «لكن ما شاء الله قدره، كنا أصدقاء وكنت أشتري منه الكوكايين ولو بالطلق، حتى بعت كل ما أملك، لأنني كنت مدمنا على اقتنائه منه». واتهم «زعيريطة» ابن العمدة بتسميمه وتسميم عدة شبان. وكان العمدة شباط قد ربط هذه الاتهامات، في وقتها، بقرب موعد الانتخابات الجماعية ل12 يونيو وبما سماه المزايدات السياسية.