نزعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مباشَرَةَ التحقيقات في ملف شبكة الكوكايين بفاس من الفرقة الولائية للشرطة القضائية يومين فقط بعد الإعلان عن اعتقالات أفراد متهمين بالانتماء إلى هذه الشبكة. وربطت المصادر بين حلول عناصر هذه الفرقة، التي تنعت ب«إف بي آي» المغرب، وتردد تورط بعض رجال أمن في غض الطرف عن بعض أعضاء هذه الشبكة. وكانت عدة اتهامات وجهت إلى الشرطة القضائية بغض الطرف عن بعض المتهمين في الاتجار الدولي في المخدرات، مقابل «التشدد» في معاقبة آخرين. وظهر موقع إلكتروني، منذ حوالي عدة أشهر، خصص مقالا مطولا للموضوع، عززه بذكر ملفات بعينها. كما سبق للفرقة الوطنية للشرطة القضائية أن حلت بمقر ولاية الأمن للتحقيق في هذه الاتهامات بعد توصلها بشكايات مجهولة، لكن نتائج هذه التحقيقات ظلت طي الكتمان. وكانت السلطات الأمنية بفاس قد اعتقلت يوم الثلاثاء الماضي أحد المتهمين بالاتجار في المخدرات الصلبة بالمدينة. وكشف هذا المتهم الملقب ب«زعيريطة» عن لائحة أولية تضم ما يقرب من 18 شخصا، قال إنهم متورطون معه في الاتجار بهذه المادة وترويجها على الصعيد الوطني، كما على الصعيد الدولي. ووردت في اعترافات هذا المتهم أسماء تنتمي إلى عالم الأعمال وتدبير الشأن الرياضي، وأسماء أخرى لها علاقة قرابة ببعض المسؤولين المحليين، إلى جانب تردد أسماء بعض رجال الأمن. وقالت المصادر إن بعض الجهات الأمنية ظلت تتوصل بتقارير وشكايات عن أعمال لترويج الكوكايين في المدينة، لكن دون أي إجراءات لفتح هذا الملف أو الاستماع إلى المتهمين. وكشفت المصادر أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية دشنت تحقيقاتها في الملف بالاستماع إلى أمنيين، دون معطيات إضافية. وأفضى فتح هذا الملف، إلى حد الآن، إلى اعتقال عنصرين آخرين يوم السبت الماضي، يملك أحدهما حانة وسط المدينة والآخر يملك محلا كبيرا لبيع المتلاشيات (لافيراي) في حي بنسودة الشعبي. فيما وضع بعض المشتبه فيهم على قائمة المبحوث عنهم. ويشرف الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف على مباشرة التحقيقات في هذا الملف. وكان هذا المسؤول القضائي قد عمد يوم الأحد الماضي إلى فتح مواجهة بين «زعيريطة» والمعتقلين الآخرين في نفس الملف. وهي المواجهة ذاتها التي لم تفتح في ملفات أخرى سابقة، لها ارتباط باتهامات تتعلق بالاتجار في المخدرات الصلبة. وتتحدث المصادر عن كون فتح هذا الملف من شأنه أن يطيح بعدة أسماء وازنة في سماء فاس، خصوصا وأن اعترافات المعتقلين بدأت تكشف عن شبكة يتعدى عملها تهريب الكوكايين إلى الاتجار في السيارات المزورة والهجرة السرية، وغيرها من الأعمال المنافية للقانون. وفي السياق ذاته، علم بأن إدارة السجن قد نقلت المعتقل «زعيريطة» من غرفة «الضيافة» إلى حي التوبة، وهو حي «مخصص» لسجناء الحق العام. ولا يتوفر المقيمون في هذا الحي على أي «امتيازات» عكس الحي المعروف ب«الجناح الفرنسي».