مازالت سلسلة الاعتقالات متوالية في ولاية الأمن بتطوان، حيث علمت الجريدة بأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية اعتقلت، ليلة أول أمس، ضابطا ثالثا، فيما تستمع إلى عدد من أفراد الضابطة القضائية بتطوان، من بينهم مسؤول بارز في هذه المصلحة الأمنية. وتجاوز عدد المستمع إليهم، إلى حدود أمس، 10 عناصر، علما بأن عدد أفراد الشبكة -تقول مصادرنا- يتجاوز 35 شخصا. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد اعتقلت عنصرين أحدهما برتبة عميد والآخر يعمل ضابطا بنفس قسم الشرطة القضائية بتطوان، وذلك على خلفية علاقتهما بملف يرتبط بتهريب السيارات الفاخرة. ومازالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تجري تحريات مكثفة بخصوص شبكة تنشط في مجال الاتجار في سيارات مهربة من أوربا، كان إدخالها إلى المغرب يتم بمساعدة عدد من رجال الأمن بتطوان من الذين وجهت إليهم الاتهامات من طرف أعضاء الشبكة المعتقلين. وتعرف مصلحة الشرطة القضائية ارتباكا ملحوظا هذه الأيام بعد تحقيقات واعتقالات في صفوف عناصرها وفحص لمضمون محاضر أمنية قديمة تم تحريرها في حق عدد من المعتقلين في إطار ملفات مختلفة، أبرزها الاتجار في المخدرات. وأضافت مصادرنا أن الفرقة الوطنية تتحرى في ممتلكات عقارية وأرصدة مالية لعدد من العناصر الأمنية لمعرفة مصادرها وما إذا كانت تتلاءم مع الأجرة الشهرية لهذه العناصر، حيث من المرتقب أن تسفر الأيام المقبلة عن مفاجآت أخرى ستطيح بعدد من الرؤوس الأمنية في ولاية أمن تطوان. وكانت الفرقة الوطنية قدمت، على وجه الاستعجال، إلى ولاية أمن تطوان، وهذه ليست المرة الأولى، حيث تم اعتقال العناصر الأمنية بتهمة تسهيل إدخال سيارات مسروقة مقابل عمولات مالية تتراوح ما بين 3 ملايين و4 ملايين سنتيم، حيث تقول المصادر إن الهدف منها هو تفخيخها واستعمالها في عمليات إرهابية. وستتم متابعة المعتقلين الأمنيين بتهمة المساعدة على التخطيط لعمليات إرهابية، الهدف منها هو المس بأمن الدولة واستهداف شخصيات عامة وتقديم المساعدة إلى بعض المشتبه في علاقتهم بملفات إرهابية. مصادر متطابقة أخرى كشفت ل«المساء» أن الفرقة الوطنية تحقق كذلك في شأن طريقة فرار أحد أباطرة المخدرات المعروفين في مدينة الفنيدق، والمبحوث عنه بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، حيث تمكن من الهروب، الأسبوع الماضي، من قبضة عناصر أمن تابعة لمصالح الشرطة القضائية لولاية أمن تطوان، وذلك بعد محاصرته بالمركب السياحي «مارينا سمير»، إثر معلومات توصلت بها الأجهزة الأمنية، تفيد بولوجه إلى المركب، على متن سيارة خاصة، رفقة أحد أصدقائه، مبحوث عنه بدوره بالتهمة ذاتها، حيث رجحت المصادر أن الإمبراطور الفار تلقى مكالمة هاتفية من «مجهول»، يخبره فيها برصده من طرف عناصر الشرطة القضائية بتطوان.