فجر أحد المعتقلين على خلفية تفكيك شبكة للاتجار في الكوكايين واستهلاك المخدرات الصلبة قنبلة في القاعة رقم 2 بالمحكمة الابتدائية بفاس زوال أول أمس الاثنين، عندما ردد على مسامع الهيئة القضائية والمحامين وعدد من المتتبعين أن نوفل شباط، ابن العمدة شباط، هو مزوده الرئيسي بهذه المادة. الاتهام الذي صدر عن الملقب ب«زعيريطة»، وهو المعتقل الأول في ملف هذه الشبكة، أحدث رجة في القاعة. واضطرت النيابة العامة ورئيس الجلسة إلى استعمال مكبر الصوت من أجل التأكد من أن هذه الأقوال هي ذاتها الصادرة، أثناء التحقيق عن هذا المتهم الذي فرضت عليه «عزلة انفرادية» بسجن عين قادوس. وربط حميد شباط عمدة فاس هذه الاتهامات بقرب موعد الانتخابات وبما سماه المزايدات السياسية. كما ربط بين إثارة اسم ابنه وبين وجود من سماهم ب«القضاة الاتحاديين»، في إشارة إلى الصراع الذي خلفته تصريحاته حول المهدي بنبركة مع الاتحاديين. ونفى شباط في اتصال مع «المساء» وجود أي علاقة لابنه بهذا الملف، مشيرا إلى أن محاضر الشرطة لا تتضمن أي إشارة إلى اسمه. وقال إن بعض أقوال هذا المتهم تتناقض مع الواقع، موضحا أن المتهم سبق له أن أقر بأنه التقى نوفل شباط رفقة فيصل دباب في تلك المرحلة، في حين أن فيصل دباب كان حينها في فرنسا. واعتبر أن هذا الشخص يرغب في اتهام أمة بأكملها بسبب 3 غرامات من الكوكايين. وختم بالقول: «الشكوى لله، حشومة هادشي.. وهادشي ما كيدخل للعقل». ودونت اعترافات هذا المتهم في محاضر الجلسة، وتقرر عقد الجلسة الثالثة للنظر في الملف في فاتح يونيو القادم. وخيرت الهيئة القضائية هذا المتهم بين كلام نسب إليه في محضر للشرطة القضائية وبين أقواله التي أدلى بها في هذه الجلسة، فتشبث بما قاله في الجلسة، موضحا أن لا علاقة له بما دون من قبل رجال الأمن في حقه أثناء اعتقاله والتحقيق معه. وأضاف أن ضغوطات مورست عليه حتى لا يدلي بهذه الاتهامات في ضيافة الشرطة القضائية. ويرتقب أن تعرف الجلسة المقبلة حضور متهمين جدد، ضمنهم ابن العمدة شباط، وذلك إلى جانب شهود لم يحضروا في جلسة أول أمس الاثنين. وإلى جانب ابن العمدة شباط، ذكر «زعيريطة»، في معرض حديثه عن رجال الأمن المكلفين بمتابعة ملفات المخدرات، أن ثلاثة منهم أورد أسماءهم يستهلكون الكوكايين. وقال إن هؤلاء، تحت إشراف رئيس سابق للشرطة القضائية، يعرفون كل المتهمين بتسويق المخدرات الصلبة بالمدينة، لكنهم، طبقا لإفادته، يغضون الطرف عنهم. وأشار إلى أنه كان يشتري هذه البضاعة بالقرب من مؤسسات حساسة، من بينها «كوميسارية». واستمعت الهيئة القضائية إلى بعض المتهمين في هذه الشبكة. وقالت لبنى الزكراوي، المعتقلة على خلفية نفس الملف، إنها لم تكن مستهلكة ولا مروجة للمخدرات الصلبة، وأقرت، في المقابل، بأنها عملت على تهريب حوالي 60 ألف دولار من الإمارات العربية المتحدة. وتراجعت عن اعترافات لها بالفساد أدلت بها في محضر الشرطة القضائية. ويتابع في هذا الملف، لحد الآن، 10 أشخاص، منهم 6 احتفظ بهم رهن الاعتقال، و4 تتم متابعتهم في حالة سراح مؤقت. وكانت المحكمة قد قررت عدم متابعة 3 أشخاص وردت أسماؤهم في اعترافات شاهد حول إلى متهم. ويعود تاريخ تفكيك هذه الشبكة إلى بداية شهر فبراير الماضي، وذلك بعدما عمد رجال أمن تابعون للمنطقة الأمنية الثانية بفاس إلى تطويق «زعيريطة» في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة. وحجز رجال الأمن لدى هذا المعتقل 25 قرصا من مادة «الفياغرا»، و100 قرص من «القرقوبي»، و3 غرامات من الكوكايين. وصرح هذا المتهم في جلسة الاثنين بأن نوفل شباط هو من زوده بهذه الغرامات قبل اعتقاله بمبلغ 600 درهم للغرام الواحد. ويواجه المتهمون كلهم بجنحة الاتجار في المخدرات القوية والحيازة غير المبررة للمخدرات، وأضيفت إلى هذه التهمة جنحة استهلاك المخدرات للملقب ب«زعيريطة» و«لبنى الزكراوي». وأضيفت جنحة انتحال اسم شخص في ظروف من شأنها أن يترتب عنها تقييد حكم بالإدانة للمتهم محمد لطفي. وأضيفت جنحة الفساد ومخالفة قانون الصرف المتمثلة في عدم التصريح بعملة أجنبية للمتهمة لبنى الزكراوي. وتوبع الشاهد زهير كرمي والذي حول إلى متهم، بتهمة حيازة واستهلاك المخدرات والتهديد في حق الأصول. ولا تزال الأبحاث جارية عن عدد من الأسماء التي وردت في اعترافات المتابعين في الملف. ورجحت المصادر أن يصل عدد المبحوث عنهم في الملف إلى 21 شخصا. ولم تكن عائلة العمدة شباط تعلم عن واقعة المحكمة ومكبر الصوت والاتهامات الموجهة إلى ابنها إلا في مساء أول أمس الاثنين، وذلك بعد اتصالات صحفية لأخذ وجهة نظرها في الموضوع. وصدم أحد المقربين من العمدة شباط عندما سمع بالخبر.