أن يكشف «زعيريطة» المتهم ضمن شبكة للاتجار واستهلاك المخدرات الصلبة، بأن مزوده الرئيسي بالكوكايين أمام المحكمة هو ابن عمدة فاس، نوفل شباط، فلا يجد والده من رد على من اتصل به من صحفيين سوى الحديث عن «القضاة الاتحاديين»، وعن «الصراع الانتخابي» وعن «المزايدات السياسية»، فذلك معناه أن عمدة فاس يؤمن حقا أن فضاء المحاكم يمكن استغلاله حتى في الصراعات الانتخابية، وفي المزايدات السياسية ولو عبر إلباس القضاة جبة الأحزاب السياسية، وإلا لما كان طبق هذه القناعة، وجمع أتباعه النقابيين والسياسيين وهجم بهم على المحكمة وعلى الشبيبة الاتحادية، وعلى المحامين الذين يؤازرونها، أو لعل عمدة فاس لا يفرق بين السياسة والنقابة والقضاء والمخدرات، لأن ثمة بعض الناس عندما «يكبرون» ويوهمون أنفسهم بأنهم أصبحوا الكل في الكل، فإن كل شيء يصبح عندهم بحال بحال أو «كيف كيف» أو «كوكايين.. كوكايين». إن احتراف اللغو، لا يعني التطاول على الدين، أو التطاول على الشهداء وعلى التاريخ، وعلى القضاء وفضاءاته، وعلى هيئة الدفاع، إن احتراف اللغو والنجاح به، لا يقول إلا أمرا واحدا وهو أن خلف الأكمة ما خلفها.