تنظم قاعة «لوفت آر كاليري» بالدار البيضاء يوم 26 مارس 2013 في الساعة السابعة مساء، معرضا فنيا لآخر أعمال الفنان التيباري كنتور، الذي يعتبر مرجعا أساسيا في المشهد التشكيلي المغربي المعاصر في علاقته بسند الورق، إذ لم يكن اهتمامه بالسند كأولوية من باب المغامرة فقط، بل مجازفة حقيقية لاكتشاف تقنية إضافية لإثراء وإغناء مشروعه الفني، الذي يقتسمه في شموليته بين أسرار حرفية وأخرى موضوعية، كان له السبق في الإعلان عن تناولها والاهتمام بتفاصيلها، بجرأة تجاوزت حدود النمطية المستهلكة والخاضعة لرغبة المقتني، حيث عمل في مشروعه على الإنصات لحسه المرهف الغارق في دائرة سكونه الداخلي، وملكيته الإبداعية، ليثير الانتباه لأهمية ونوعية اشتغاله، بحكمها عملية رائدة لإعادة تأهيل الورق. فكانت تجربته تنحو لبعدين أساسيين، حيث تستمد أشكالها بما يمليه السند، من أفكار وإمكانيات، لتصب فيه عن طريق وسيط يتم تحضيره بعناية فائقة ليستجيب لمتطلبات الفكرة الأساسية التي يريد الفنان «كنتور» معالجتها، فكان كل عمل يختلف عن الآخر، ويتفرد بمقومات تجعل منه نسخة فريدة لا تشبهها باقي الرشمات، التي تتعرض لضغط آلة الاستنساخ، Presse de gravure، فيخرج العمل بهذا من دائرة التكرار المبتذل، لعملية إبداعية بأسئلة حول الهدف العميق للفنان، والخروج بهذه التقنية القديمة والعريقة، من نمط تاريخي كان ولا زال متداولا، لمرحلة حداثية كسرت الطرق المطبخية المتداولة في التعامل مع الأسندة الأولية (الزنك، النحاس..)، التي يتم تهييؤها في المرحلة الأولى، بالأحماض لحفر الأشكال التي يرسم الفنان فوقها، قبل أن تنعكس على سند الورق بصفة نهائية.