نظم أربعة أبطال مغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين توجوا ا في أولمبياد بكين الصيف الماضي وقفة احتجاجية ببهو وزارة الشباب والرياضة، رافعين شعارات تنادي بتنفيذ الوعود التي قطعتها الوزيرة نوال المتوكل على نفسها والقاضية بتوظيف الحاصلين على الميداليات الأولمبية في قطاع الرياضة فضلا عن المنح المالية المتعارف عليها. وقال عبد الإله مام صاحب الميدالية الذهبية في أولمبياد بكين في تصريح ل«المساء» «إننا حضرنا حفل توزيع المنح على المتوجين في بكين ونلنا منحا أقل بكثير من الأسوياء رغم الوعد بمعاملة بالمثل، وبعد الحفل الذي نعتبره مأتما طلبنا من الوزيرة مهلة للحديث عن وعود التوظيف وتساءلنا عن سر التقليص الذي طال المنح المخصصة لنا لكننا قوبلنا بالتسويف». حددت الوزيرة موعدا مع الرياضيين بعد الحفل بمقر الوزارة دون أن ينعم المتوجون بلقاء ظلوا يراهنون عليه لتحسين أوضاعهم المعيشية، مما رفع وتيرة الغضب وعجل بتنظيم وقفة احتجاجية من أجل لفت الأنظار لمعاناة أبطال رفعوا راية المغرب عاليا في الصين قبل أن يعيشوا في بلدهم تمييزا غير مبرر عن نظرائهم الأسوياء. وقال مصدر مسؤول بالوزارة فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الوزارة تملك مقياس المنح التي منحتها الدولة الكندية للأبطال من ذوي الاحتياجات الذين نالوا ميداليات في أولمبياد بكين، وهو مقياس أضعف من نظيره المغربي، حيث نال المغاربة حوافز مالية أفضل مقارنة بالكنديين. وفي رده على هذا الطرح قال البطل المغربي عبد الإله مام إن الوزيرة قد أطلعتهم على نسخة من جريدة كندية ناطقة باللغة الإنجليزية وقرأت عليهم مضمون جدول صرف المنح للكنديين المتوجين في بكين، وقالت لهم بإمكانكم قراءة فحوى المقال إذا كنتم تجيدون اللغة الإنجليزية قبل أن تستدرك قائلة على حد تعبير مام «أظن أنكم لا تفهمون اللغة الإنجليزية». وكانت الوزيرة قد حددت موعد 17 دجنبر للقاء الأبطال الغاضبين ودراسة إمكانية توظيفهم في أسلاك الوظيفة العمومية بشكل يضمن لهم مصدر عيش، لكنهم منعوا من لقاء المتوكل بعد قضاء يوم من الانتظار، وحددت كتابة الوزيرة موعدا آخر للقاء صباح الإثنين الماضي لكن دون أن يتمكن الأبطال من رؤية الوزيرة التي قيل إن لها التزامات أخرى. وأكدت ليلى الكرعة صاحبة الميدالية الفضية في بكين أن الفائز بالميدالية الفضية بالنسبة للأسوياء قد تلقى شيكا قدره 75 مليون سنتيم بينما نال الفائز بالذهبية لذوي الاحتياجات الخاصة 25 مليون سنتيم، بينما نال صاحب الفضية يوسف بن ابراهيم 12 مليون ونصف ونالت ليلى ونجاة الكرعة 6 ملايين و2500 درهم لكل منهما، «لقد صرفت المبلغ كله في تسديد ديوني وهي عبارة عن مصاريف العلاج» تقول ليلى. وأضافت أن مدير الرياضات ظل يحذرهم من مضاعفات اللجوء لوسائل الإعلام، وطالبهم بإنهاء الاحتجاجات وانتظار مبادرة بديلة لم يحدد مضمونها. وردد المحتجون عبارات تناشد المسؤولين بالتدخل العاجل لإنصاف الأبطال المتوجين وتمكينهم من حقهم في التوظيف سيما وأن العديد من الأبطال الحائزين على ميداليات أولمبية تم تشغيلهم في الوظيفة العمومية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الحضور لمقرات عملهم، من قبيل الكروج وبيدوان وبوطيب وغيرهم من الأبطال الذين لا يربطهم بالوزارة سوى الراتب الشهري. ولوحظ أن البطلة سناء بنهمة لم تشارك في الوقفة الاحتجاجية، بعد أن تلقت 75 مليون سنتيم كمنحة عن ميدالياتها الثلاثة، فضلا عن وعد من عامل الخميسات بتوفير قطعة أرضية ورخصة نقل.