احتج أبطال ذوو الاحتياجات الخاصة الذين توجوا في أولمبياد بكين على نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة خلال الحفل الذي نظمته أول أمس الاثنين بمقر الوزارة على شرف الأبطال الذين نالوا ميداليات في أولمبياد بكين 2008. ولم يتردد أبطال ذوو الاحتياجات الخاصة، في الاحتجاج أثناء الحفل على ما اعتبروه إقصاء وتهميشا لهم وعدم معاملة لهم بالمثل مع الأبطال الأسوياء الذين توجوا بدورهم في أولمبياد بكين. وكانت أبرز الاحتجاجات هي تلك التي عبرت عنها ليلى الكرعة الحاصلة على ميدالية نحاسية، عندما تعالى صوتها بالصراخ والبكاء، معتبرة أن المتوكل أهانت الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تعترف بالمجهودات التي بذلوها وبتحديهم للإعاقة للدفاع عن راية المغرب في الأولمبياد. وجاء احتجاج ذوي الاحتجاجات الخاصة، لعدم توصلهم بمنح مالية بنفس السلم الذي تعاملت به الوزارة مع الأبطال الأسوياء. فبينما منحت الوزارة جواد غريب الحائز على ميدالية فضية مبلغا ماليا بلغ 75 مليون سنتيم، وحسناء بنحسي التي لم تحضر الحفل 45 مليون سنتيم، فإن منح أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة تراوحت بين 75 مليون سنتيم لسناء بنهمة الحاصلة على ثلاث ميداليات ذهبية و25مليون سنتيم لمام عبد الإله الحاصل على ميدالية ذهبية و12.5 مليون سنتيم ليوسف بنبراهيم الفائز بميدالية فضية و6ملايين سنتيم و2500 درهم لنجاة الكرعة والمبلغ نفسه لشقيقتها ليلى الكرعة لحصولهما على ميداليتين نحاسيتين. وكانت نجاة الكرعة رفضت تسلم شيك جائزتها المالية، قبل أن تتسلمه في الأخير تحت إلحاح عبد الرحمان البكاوي مدير الرياضات بالوزارة دون أن توقع عليه. وقالت نجاة الكرعة ل«المساء»، إن الحفل الذي نظمته الوزارة كان جنازة للرياضيين المعاقين، مشيرة إلى أن الوزارة مارست الإقصاء والتهميش في حق الشخص المعاق. وتساءلت الكرعة «هل من المعقول أن ثلاث ذهبيات حصلت عليها سناء بنهمة لاتعادل في قيمتها المالية إلا الميدالية الفضية التي حصل عليها جواد غريب». واكدت أن الوزيرة تعاملت باستعلاء مع الرياضيين المعاقين، ولم تقدر وضعيتهم الخاصة. وتابعت «عندما بلغها احتجاجنا لم تتردد في أن تخبرنا عقب الحفل بمكتبها بأنها لم توجه لنا الدعوة لحضور الحفل وأن احتجاجنا لامعنى له، وأننا من المفروض أن نتوجه نحو القصر الملكي لتتم مكافأتنا لا أن نحتج في الوزارة». وزادت الكرعة «يبدو أن ذاكرة الوزيرة المتوكل قصيرة، فقبل بدء أولمبياد بكين استقبلتنا في 11 ماي الماضي وحفزتنا على الحصول على الميداليات، وقالت لنا بالحرف إننا سنحصل على منح مالية معادلة لما يحصل عليه الأسوياء، وأنه لن يكون هناك أي تمييز». وعادت الكرعة لتؤكد أن الوزيرة كرست الإقصاء والتهميش والحيف، وباعت الوهم لأبطال تحدوا الإعاقة ولم يترددوا في رفع راية المغرب وعزف النشيد الوطني في بكين. وأضافت «هل بهذه الطريقة تكرم الوزارة الأبطال المغاربة وهل من المعقول أن تشرف على وزارة الشباب والرياضة وزيرة بهذه المواصفات تكرس الحيف وتدوس على حقوق الشخص المعاق». ولم يتسن أخذ وجهة نظر وزارة الشباب والرياضة في الموضوع، إذ حاولت «المساء» الاتصال بنوال المتوكل، بيد أن مساعديها أكدوا أنها في اجتماع. في سياق متصل لم تحضر حسناء بنحسي الحفل الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة، وحاولت «المساء» الاتصال ببنحسي لمعرفة سبب عدم حضورها، إلا أن هاتفها النقال ظل يرن دون أن ترد، بيد أن مصادر مطلعة أكدت أن بنحسي توصلت بمنحة فوزها في الأولمبياد يومين بعد تفجر خلافها مع المدير التقني الوطني سعيد عويطة.