أذابت أشغال منتدى «دافوس»، التي انطلقت أول أمس الأربعاء بسويسرا، الخلافات بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ورئيسة الباطرونا مريم بنصالح، فقد كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن الطرفين اتفقا قبل رحلتهما لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي على توحيد خطاباتهما تجاه القضايا التي تهم المغرب، وعدم نشر غسيل ما يجري حاليا في عالم المال والأعمال المغربي أمام الأطراف الخارجية. وقالت المصادر ذاتها ل«المساء» إن بنكيران وبنصالح اتفقا، كذلك، على تحسين صورة المغرب وطمأنة الفاعلين السياسيين والاقتصاديين الدوليين، وتسويق احترام الحكومة لالتزاماتها الدولية، واستعراض الفرص الاستثمارية التي يتوفر عليها المغرب. ويبدو أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران كسب نقاطا أخرى عبر هذا الاتفاق مع رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التي دخلت خلال الشهور الماضية في جولات من الشد والجذب مع الحكومة ووجهت انتقادات كبيرة لطريقة تدبيرها للشأن الاقتصادي المغربي، حيث سيتمكن بنكيران عبره من تلميع صورته في الخارج، وكذا التقرب أكثر من مريم بنصالح واستيعاب طريقة تفكيرها لتدبير المرحلة المقبلة. ومن المنتظر أن يكون خطاب رئيس الحكومة في منتدى «دافوس» مناسبة لاستعراض أهم الإصلاحات الاقتصادية التي انخرط فيها المغرب، خاصة منها الإصلاحات المتعلقة بصندوق المقاصة، وعملية بيع المغرب لسنداته السيادية، التي عرفت نجاحا كبيرا، وساهمت في إعادة نوع من التوازن إلى المؤشرات الماكرو اقتصادية الوطنية. وانطلقت، أول أمس الأربعاء، أعمال منتدى دافوس السنوي بحضور كبار قادة السياسة والأعمال في العالم في أجواء من التفاؤل الحذر إزاء انتهاء أسوأ أزمة مالية شهدها العالم. وحسب وكالات الأنباء، فإن إنعاش الاقتصاد العالمي بات يتصدر أجندة المنتدى خلال الأيام الأربعة المقبلة، حيث سيلتقي نحو 45 من قادة العالم وحوالي 2500 من الشخصيات والصحافيين وقادة الصناعة والاقتصاد في منتجع دافوس السويسري لعقد «المنتدى الاقتصادي العالمي». ووفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، فبعد أن طغت أزمة اليورو والمخاوف من خروج اليونان من منطقة الأورو على قمة دافوس 2012، يسود قمة هذا العام شعور بأن الاقتصاد العالمي بدأ يتعافى من كبوته. إلى ذلك، عبر مسؤولون وخبراء عن تفاؤلهم بمسيرة الاقتصاد العالمي في ظل تحسن أسعار النفط، وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى قارن نائب رئيس صندوق النقد الدولي مين زهو، بين الأجواء السائدة في القمة الحالية وتلك التي سادت في القمة الماضية. وقال زهو: «في هذه اللحظات بالتحديد، تبدو الأمور أفضل بكثير مما كانت عليه قبل 12 شهراً. فقبل عام هنا كنا قلقين بشان أزمة اليورو والهاوية المالية الأمريكية». وأضاف «ومع كل الخطوات التي تم اتخاذها بشأن السياسيات، فإن الأمور أصبحت أكثر هدوءاً الآن، ولكن علينا أن نكون حذرين جداً».