عاشت مدينة الدارالبيضاء ليلة رأس سنة دامية، إذ تم تسجيل حوادث متفرقة بمختلف أحياء المدينة استدعت تدخلات أمنية، غير أن احتفالات نهاية السنة الميلادية الماضية كانت أقل عنفا ودموية من سابقاتها وهو ما فسره مصدر أمني من ولاية أمن الدارالبيضاء بالحملات التطهيرية التي سبقت الاحتفالات. وسجل أول حادث دامي، عاينته «المساء»، حوالي التاسعة ليلا بشارع الحسن الثاني حينما وجد رجال الأمن رجلا في الثلاثينات من العمر مرميا على الطريق مضرجا في دمائه، حيث أكد شهود عيان أنه كان يريد ركوب سيارة أجرة قبل أن تنطلق مسرعة ويرتطم بالأرض بقوة مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة في الرأس. كما عاينت «المساء» حالة استنفار أمني غير مسبوقة في محيط الفنادق والمصالح الأجنبية في المغرب، من خلال الاستعانة بوحدة خاصة باكتشاف المتفجرات عن طريق استعمال الكلاب المدربة قامت بتأمين محيط الفنادق المصنفة بوسط المدينة والكنائس التي كانت تقام بها الاحتفالات والمصالح الأجنبية كالقنصليات الأمريكية والفرنسية والإسبانية من أجل ضمان عدم وجود تهديدات ذات طبيعة إرهابية على تلك الأماكن الحساسة من الناحية الأمنية. وكان لافتا للانتباه خلال احتفالات نهاية السنة توقيف العناصر الأمنية قرب سينما «ميغاراما» بالشريط الساحلي عين الذياب لشخص كان ينتحل صفة مسؤول أمني يستعين بجهاز إرسال لاسلكي شبيه بأجهزة رجال الأمن، ليتم اقتياده إلى مقر الشرطة القضائية من أجل التحقيق معه حول كيفية حصوله على الجهاز وكذلك لمعرفة ما إذا كان هناك ضحايا تعرضوا لعمليات نصب من طرفه. ومع توالي الدقائق بعد منتصف الليل بدأت قاعة المداومة التابعة لولاية أمن البيضاء تغص بعشرات الموقوفين، الذين كانوا في الغالب في حالة سكر ظاهر بتهم مختلفة تتراوح بين اعتراض سبيل المارة والسرقة عبر استعمال الدراجات النارية واستهلاك المخدرات، وغيرها من التهم التي اختلفت خطورتها بين المتهمين، غير أن الملفت للنظر هو وجود مسؤول بالنيابة العامة داخل قاعة المداومة كان يعاتب رجال الأمن على حجز سيارته الخاصة وقطرها إلى المحجز البلدي، وقد نجح رجال الأمن الذين كانوا بالمكان في تهدئة غضبه خاصة بعد أن لاحظ أن المصورين الصحافيين الذين كانوا داخل القاعة قد التقطوا صورا له إلى جانب المتهمين وهو الأمر الذي لم يتقبله واحتج عليه بقوة. وكان التجمع البشري الكبير هو الذي عرفه الشريط الساحلي لعين الذياب الذي تتمركز به أغلب الحانات والعلب الليلية التي يقبل عليها الشباب بكثرة خلال احتفالات نهاية السنة، غير أن من لم تسعفهم الفرصة لدخول إحدى العلب الليلية المنتشرة على طول الشريط اكتفوا بالتنزه على «الكورنيش» غير أن هذه العملية لم تخل من أحداث عنف وسرقة كان يتم التعامل معها بسرعة من طرف رجال الأمن الذين انتشروا بأعداد كبيرة نتيجة حالة الاستنفار الأمني التي تم إعلانها من أجل ضمان مرور احتفالات نهاية السنة في أحسن الظروف. حالة الاستنفار الأمني علق عليها عبد الإله السعيد، رئيس الشرطة القضائية بالدارالبيضاء بالقول إنها تندرج في إطار خطة أمنية متكاملة وضعتها ولاية أمن البيضاء من أجل المناسبة وتقوم على وجود أمني كثيف لرجال الأمن بالشارع العام، سواء المنتمين إلى الشرطة القضائية أو الأمن العمومي بعد تقسيمهم إلى مجموعات تتكلف كل مجموعة بمنطقة أمنية محددة، مضيفا أن جميع الوحدات ساهمت في الخطة كالشرطة الرقمية التي تعمل على المراقبة بواسطة الكاميرات المثبتة في الشوارع الرئيسية، إلى جانب قاعة المواصلات التي تلعب دورا أساسيا في التنسيق بين مختلف الوحدات الأمنية في حالة حدوث أي فعل إجرامي من أجل تمكين أقرب العناصر الأمنية من التعامل معه لحظة وقوعه.