وقف شخص بزي «بابا نويل» وبلحية بيضاء وسط ساحة محمد الخامس، بالقرب من «النافورة» الشهيرة في مدينة الدارالبيضاء، واقترب منه شخص من أجل أخذ صورة تذكارية ليلة السنة الميلادية الجديدة 2011. كانت الساعة حينها تشير إلى العاشرة مساء، وكانت تلك الساحة شبهَ فارغة، ومياه النافورة «نائمة» على غير العادة. وفي خضم هذا المشهد، كانت سيارة كبيرة لقوات الأمن جاثمة بالقرب من باب ولاية الدارالبيضاء الكبرى، وقد انخرط بعض عناصرها في الحديث. غير أن الحركية غير عادية في محيط «توين سانتر» في شارع المسيرة في حي المعاريف، إذ كانت المقاهي ملأى بالزبائن. تكرر نفس مشهد «بابا نويل» في الزنقة الشهيرة وسط مدينة الدارالبيضاء، والمعروفة بزنقة الأمير، نسبة إلى الأمير الراحل مولاي عبد الله، الذي شهد هو الآخر رواجا مثلما كان عليه الحال في كل المناسبات. وقد طغى الهاجس الأمني بشكل واضح على احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة في مدينة الدارالبيضاء، إذ شوهد تواجد عناصر من الشرطة في أهم المواقع الاستراتيجية وسط مدينة الدارالبيضاء وأمام الفنادق الكبرى وأمام الكباريهات والملاهي الليلية، تحسبا لأي طارئ أو حادث، خاصة بعد تفكيك شبكة إرهابية خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي كانت تنوي تنفيذ أعمال خلال نهاية السنة الميلادية. كما استمر رجال الأمن في تنظيم حركة المرور وسط مدينة الدارالبيضاء إلى ساعة متأخرة من الليل، فيما كانت سيارات الأمن تقوم بدوريات في عدد من النقط الحساسة داخل المدينة. وقال مصدر مطلع: «لقد شهدت عين الذياب إنزالا أمنيا غير مسبوق وكانت قوات الأمن تحرس الفنادق ذات الخمسة نجوم وكانت قوات الأمن تقوم بدوريات كثيرة». وفيما فضل أغلب سكان مدينة الدارالبيضاء قضاء ليلة رأس السنة في منازلهم، رفقة عائلاتهم، بعيدا عن أضواء المدينة وعن الصخب الذي يحدث عادة في هذه المناسبات في وسط المدينة، فضل عشاق الليل قضاء تلك الليلة وسط المدينة وفي عين الذياب في معاقرة الخمر داخل الحانات والمقاهي والملاهي الليلية ومقاهي الشيشة. وبالرغم من هذه الإجراءات الأمنية، فقد شهدت عين الذياب على سبيل المثال بعض الفوضى والصخب، خاصة في الملاهي الليلية ووقعت مشادات بين عدد من الشبان الذين «لعبت الخمرة» بألبابهم. ومن جهة أخرى، شهدت محلات بيع الحلويات إقبالا كثيفا من قبل المواطنين من أجل شراء الحلوى في جميع أحياء مدينة الدارالبيضاء، بما فيها الأحياء الشعبية. وعلى صعيد آخر، شهدت مديونة حملات أمنية تمشيطية منذ حوالي الساعة الحادية عشرة من ليلة رأس السنة، إذ أقدمت قوات الأمن على اعتقال كل من كانت تصادفه في الشارع.