شهد قسم المستعجلات التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في الرباط احتجاجات عارمة يوم الجمعة الماضي، تطلبت تدخل دورية أمنية إثر العثور على نزيل ميتا وغارقا في دمائه، بعد أن ولج المستشفى للعلاج من ضيق في التنفس.. وأكد أحد أفراد عائلة الهالك أنه قد عثر على هذا الأخير مرميا على وجهه وسط بركة من الدماء في الغرفة التي أودع فيها، وقال إن العاملين في المستشفى قدّموا روايات متضاربة لما حدث، بعد أن أكد أحدهم أن الهالك توفيّ أثناء إنعاشه إثر أزمة قلبية استدعت قلبه على بطنه، ما أدى إلى إصابته في الوجه. في المقابل أشارت رواية أخرى إلى أن كمية الدماء ناجمة عن سقوط الضحية وانغراز إبرة السيروم في يده.. وهي الرويتان اللتان رفضتهما أسرة الهالك، التي أكدت ل«المساء» أن الممرضين رفضوا بقاء أفراد العائلة مع الهالك من أجل العناية به، بحكم تقدّمه في السنّ، وقاموا بطردهم من الغرفة بدعوى أنهم يتحملون مسؤوليته.. وبعد مرور حوالي ثلاث ساعات قام أحد أفراد عائلته بتفقده ليكتشف وجود سائل أحمر تحت باب الغرفة، وبعد ولوجه عثر على الهالك «مرميا على الأرض يسبح في دمائه».. وتشبث أفراد الأسرة بكون الوفاة نتجت عن إهمال وتقصير، بحكم أن الضحية دخل إلى المستشفى وهو يمشي على قدميه، حيث رفضوا نقل الجثة إلى مستودع الأموات إلى حين حضور الأمن، ما خلق حالة من الفوضى داخل قسم المستعجلات، وهي الفوضى التي تزامنت مع وفاة ثانية لفتاة تبلغ من العمر 16 سنة، أحضرتها أمها إلى القسم بعد تدهور وضعها الصحي، حيث تُرِكت -حسب الأم وعدد من الشهود- «في بهو قسم المتعجلات دون عناية إلى أن فارقت الحياة أمام أنظار الجميع». وقد استمعت عناصر الشرطة القضائية في الرباط إلى إفادات أسرة الهالك، حيث من المنتظر أن يشمل البحث بعض العاملين في المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، في حين أمر وكيل الملك بإجراء تشريح طبي لتحديد أسباب الوفاة وإصدار تقرير سيتعمد عليه في الدعوى القضائية التي تستعد الأسرة لرفعها ضد المستشفى.