ينطلق مهرجان دبي السينمائي في دورته الخامسة الأسبوع القادم، محققا نقلة نوعية على المستوى الفني والتنظيمي، حيث تحول بالفعل إلى ملتقى لتمويل مشاريع سينمائية عبر العالم.ويعرض في هذه الدورة 181 فيلماً من 66 بلداً من العالم العربي ومن جميع أنحاء العالم. وفي العام الخامس على إقامة هذا الملتقى للثقافات والإبداعات. وقال مسعود أمر الله، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، إن هذه الدورة قد أضافت مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي إلى برامج المهرجان من باكستان وأفغانستان، إضافة إلى الحضور القوي لدول عرفت بحركة سينمائية متميزة مثل اليابان وتركيا وإيران، مما منح المهرجان في دورته الحالية تنوعاً فنياً لم يسبق له مثيل، وهو ما يتماشى مع رؤيتنا الدولية وسعينا إلى عرض الأفلام من كافة أنحاء العالم. و يقدّم مهرجان دبي السينمائي الدولي ثلاثة مشاريع جديدة: الأول هو كتاب متخصص بصناعة السينما يتم تقديمه بالتعاون مع مهرجان كان السينمائي. وإضافة إلى المعلومات التي يتضمنها الكتاب عن آخر مستجدات سوق السينما العالمية، قام مهرجان دبي السينمائي الدولي بتكليف شركة “نيلسن” بعمل بحث موسع على سوق السينما في العالم العربي ليضاف إلى الكتاب الأصلي. يتناول الملحق الجديد كلاً من الإمارات، البحرين، الأردن، لبنان، فلسطين، مصر، المغرب، وتونس. أما المشروع الثاني فهو قرص فيديو رقمي (DVD ) يحتوي على 8 أفلام إماراتية قصيرة تم عرضها خلال الدورات السابقة للمهرجان. وأخيراً يقدّم المهرجان كتاباً يحتفل بالعصر الذهبي للسينما المصرية في نسخة حصرية خاصة يتم إنتاجها بهذه المناسبة. وخلال فعاليات المهرجان تنظم ندوة “الجسر الثقافي” مركّزة على مواضيع التسامح والسلام العالمي، وتستضيف نخبة من أبرز المفكرين والسينمائيين لفتح باب الحوار بما ينسجم مع شعار المهرجان “ملتقى الثقافات والإبداعات”. ويترأس طاولة الحوار لهذا العام الصحافي الكندي “كاميرون بيلي” الذي يشارك في إدارة مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، بمشاركة كل من الروائي الجزائري ياسمنة خضرا، واسمه الحقيقي “محمد مولسهول” ، والمغني والموسيقي والناشط الاجتماعي الأمريكي من أصل جامايكي “هاري بيلافونت“، والمخرج الأمريكي من أصل إثيوبي “هيل جيريما“، والمخرجة الكندية من أصل هندي “ديبا ميهتا“. وفي الإطار ذاته، تعود حملة “سينما ضد الإيدز” في العام الثاني على التوالي، وسيحضر الحدث هذا العام نخبة من ألمع نجوم السينما على رأسهم “غولدي هاون” و”سلمى حايك” و”لورا ليني” و”بريتي زينتا“. ويتزامن إطلاق جائزة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي مع تقديم برنامج تحت اسم “سينما آسيا-إفريقيا”. كما سيتم تخصيص برنامج متكامل لأفلام الرسوم المتحركة من جميع أنحاء العالم. و يقوم “مكتب السينمائيين” في عامه الثالث بمواصلة النجاحات التي حققها من خلال “ملتقى دبي السينمائي”. وفي العام الماضي طرح الملتقى 15 مشروعاً سينمائياً، اقترب نصفها اليوم من مرحلة الإنتاج بعد تمكّن أصحابها من الحصول على التمويل اللازم بفضل هذه المبادرة. و يشهد عام 2008 طرح 18 عملاً في قائمة جديدة تجمع أصحابها بالممولين والخبراء الذين سيأخذون بأيديهم ويقدمون لهم الدعم والمساندة. وإضافة إلى عدد من جلسات التعارف بين السينمائيين وورشة عمل المنتجين المحترفين التي تستمر ل5 أيام، يقيم مهرجان دبي السينمائي الدولي لأول مرة “سوق دبي السينمائي” الذي يوفّر مكتبة رقمية من الأعمال المحلية والإقليمية، ويضعها أمام المشترين للمواد السمعية والبصرية من جميع أنحاء العالم. ومن ضمن الأعمال المغربية المختارة للمشاركة في جائزة المهر العربي فيلم «فرانسيز» للمخرجة المغربية سعاد البوحاتي، وبطولة النجمة المغربية الشابة «حفصية حرزي» الممثلة الفائزة بجائزة «أفضل ممثلة شابة» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في العام الماضي. تؤدي حفصية حرزي دور صوفيا التي تقيم مع عائلتها في فرنسا، لكنها تضطر إلى العودة إلى المغرب بعد فقدان والدها عمله هناك؛ فتنقلب حياة هذه الفتاة رأساً على عقب ويتحتم عليها التوفيق بين ثقافتين والتأقلم في محيطها الجديد. وفي فيلم «هل تتذكر عادل؟» للمخرج المغربي -المقيم في إيطاليا- محمد زين الدين نرى حياة أخوين مهاجرَين من المغرب إلى مدينة «بولونيا» الإيطالية حيث يتورّط الشقيق الأصغر بعلاقات غريبة تودي به، وشقيقه، إلى كارثة. وفيلم «كزا نكرا» للمخرج المغربي نور الدين لخماري، والذي يُعرض لأول مرة عالمياً، قصة واقعية مستقاة من العنف والفوضى المنتشرة في شوارع الدارالبيضاء. اختار المخرج شابين غير محترفين من بين آلاف الشباب المشردين المقيمين في شوارع الدارالبيضاء.