بعد التكريم الذي حظي به كل من المغرب سنة 2004، إسبانيا سنة 2005، إيطاليا سنة 2006 ثم مصر السنة الماضية، يقوم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي تنعقد دورته الثامنة من14 إلى22 نونبر المقبل، بتكريم السينما البريطانية التي استطاعت الصمود في وجه هيمنة سينما هوليود وتنوع منتوجها السينمائي من كوميديا وواقعية اجتماعية وأفلام الخيال على يد رواد كبار أمثال ألفريد هيتشكوك وكين لوش، وصلوا ذروة العالمية. ويستعيد المهرجان ما يقارب أربعين فيلما بدءا من «لو» الذي أخرجه لينداساي أوندرسون وحاز السعفة الذهبية لمهرجان «كان» سنة 1968، إلى «الرياح التي تهز الشعير» لكين لوش الذي نالها سنة 2006. إضافة إلى ذلك، وفي إطار قسم فلاش باك، الذي كرم السنة الماضية مخرجين سينمائيين عالميين هم مايكل أنجلو أونطونيوني وإنكمار بيركمان والمنتج التونسي أحمد بهاء الدين عطية، سيخصص المهرجان خلال هذه السنة، من خلال تقديم إثني عشر فيلما، تكريما لثلاثة سينمائيين من رموز الإنتاج الإنجليزي: ألفريد هيتشكوك، حيث سيتم عرض أفلام «رهبة المسرح»، «الطيور»، «جنون»... وستانلي كوبريك، إذ سيعاود جمهور المهرجان اكتشاف «البرتقالة الميكانيكية» و«باري ليندون». وجوزيف لوزي، وستعرض روائعه «الخادم» و«الوسيط»... من جهة أخرى، يشهد مهرجان دبي السينمائي الدولي، المنعقد في نفس الفترة الزمنية، ارتفاعاً قياسياً في عدد الأفلام المتقدمة للمشاركة في الدورة الخامسة للمهرجان، حيث تم تقديم قائمة كبيرة من الأفلام العالمية تمثل 111 دولة بهدف تقييمها تمهيداً لعرضها في المهرجان. وقد حظيت مسابقة المهر للإبداع السينمائي التي توسعت لتشمل آسيا وإفريقيا أكبر عدد من هذه المشاركات. وكانت إدارة المهرجان قد استقبلت نحو 1800 مشاركة. تأهلت منها 400 مشاركة في مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي، بزيادة عن العام الماضي بلغت 33%. أما مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي، التي تنضم لأول مرة إلى برامج المهرجان بهدف دعم السينمائيين في الأسواق الصاعدة، فقد شهدت هي الأخرى إقبالاً كبيراً بلغ 450 فيلماً، مما يؤكد أهمية تخصيص برنامج لهذه الفئة من الأفلام. يُذكر أن مسابقة المهر تقدّم إلى الفائزين جوائز نقدية يصل مجموعها إلى نحو 576 ألف دولار، لتكون بذلك إحدى أضخم الجوائز النقدية على صعيد المهرجانات السينمائية الدولية. وأكّد مسعود أمرالله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، أن «هذا الإقبال الكبير للمشاركة في مسابقة المهر يمثل انطلاقة متميزة لمسابقة آسيا-إفريقيا التي نقدمها هذا العام لأول مرة، كما يعكس التطور الكبير الذي تشهده مسابقة السينما العربية. مما يجعلنا نشعر بالفخر بأن سعينا إلى تشجيع وتعزيز الإنتاج السينمائي في المنطقة إضافة إلى الأسواق الصاعدة يلقى تجاوباً وحماساً كبيرين. فقد حملنا على عاتقنا في مهرجان دبي السينمائي الدولي مهمة الدعم والترويج للمواهب السينمائية الصاعدة، ونحن على يقين بأن المشاهد لبرامج المهرجان هذا العام سيكون قادراً على اكتشاف هذه المواهب الدفينة، وما تملكه من قدرات وإبداع». وتشهد مسابقة المهر هذا العام مشاركة كبيرة من جميع أنحاء العالم العربي، إضافة إلى آسيا وإفريقيا، حيث تشارك في مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي 35 دولة، مع حضور قوي لمصر، إضافة إلى تونس، المملكة المغربية، فلسطين ولبنان. أما مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي فقد استقبلت مشاركات من 33 دولة، أبرزها إيران، تركيا، الهند، الصين وتايلند. كما شهد المهرجان زيادة ملحوظة في عدد الأفلام الروائية الطويلة المقدّمة للمشاركة، مما يعكس حالة النضوج التي تشهدها صناعة السينما في المنطقة. كما شكّلت الأفلام القصيرة المشاركة في كلتا المسابقتين ارتفاعاً ملحوظاً، فيما استقبلت فئة آسيا-إفريقيا عدداً كبيراً من الأفلام الوثائقية. وبسبب هذا العدد الكبير من المشاركات في مسابقتي المهر للإبداع السينمائي العربي والآسيوي-الإفريقي، من المتوقع أن تتجاوز الدورة الخامسة من مهرجان دبي السينمائي الدولي كافة التوقعات، وأن تحقق مزيداً من التميز على صعيد المسابقات السينمائية.