ينعقد المهرجان الدولي للسينما في مراكش ما بين 14 و22 من الشهر القادم، وقد تم تقديمه عن موعده العادي في دجنبر بسبب تزامنه مع عيد الأضحى، ورصدت للمهرجان ميزانية تقدر ب50 مليون درهم، ويعول منظموه على اجتذاب استثمارات سينمائية للمغرب والرفع من عدد الأفلام التي تصور في البلاد. وبين هذا وذاك، تجد الدورة الثامنة من المهرجان نفسها أمام رهانات جديدة، عنوانها «مستقبل المهرجان الدولي» في زحمة المهرجانات الدولية العربية المنافسة. أعلنت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أن الدورة الثامنة للمهرجان ستنظم من14 إلى 22 نونبر المقبل. وقد جرى تقديم هذه الدورة، التي كانت تعقد عادة في الجمعة الأولى من شهر دجنبر، لتزامنها مع عيد الأضحى. وقال مصدر من مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في تصريح له ل«المساء» إنه سيتم خلال هذه الدورة من المهرجان، الذي ينظم برعاية الملك محمد السادس، تكريم عدد من الأعمال السينمائية، كما تعرف احتفالية خاصة بمرور «40 سنة من السينما البريطانية»، «وروسيا أندري كونشالوفسكي»، و «50 سنة من السينما المغربية»، و«أفضل عمل ليوسف شاهين». ومن المنتظر أن يتبارى في هذه الدورة 16 فيلما سينمائيا، اختيرت من بين 500 فليم شاهدتها لجنة اختيار برئاسة نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، وتهم هذه الأفلام أفضل الانتاجات السينمائية من الجهات الأربع من العالم. وأشار المصدر إلى أنه بعد المغرب، الذي كرم في دورة 2004، وإسبانيا سنة2005، وإيطاليا سنة2006، ثم مصر سنة2007، سيكرم المهرجان في نسخته الثامنة السينما البريطانية التي أثرت المشهد السينمائي العالمي، ورفدت هوليود بالعديد من الأسماء الكبيرة التي غيرت وجه السينما الأمريكية والعالمية من أمثال ألفريد هشتكوك، وستانلي كوبريك الذي سيعرض له المهرجان «البرتقالة الميكانيكية»، كما سيتم عرض أفلام جوزيف لوزي، وأفلام جيمس بوند، وستتم برمجة حوالي40 فيلما منذ «إي إف» ل«لاندساي اندرسون»، الحائز على السعفة الذهبية سنة1968، إلى غاية فيلم «نهوض الريح» لكين لوتش، الحائز على جائزة السعفة الذهبية سنة 2006. وتشكل «روسيا اندريه كونشالوفسكي»، التي ستتم إعادة صياغتها في يناير2009 بباريس، مناسبة لإظهار، من خلال الموهبة الدولية المتميزة لأندريه كونشالوفسكي، خصوصية نظرته الهادئة والساخرة إلى روسيا. وسيتم تقديم سبعة أفلام، منها آخر فيلم له بعنوان «غلوس». وبخصوص «50عاما من السينما المغربية»، تحتفل هذه الدورة بتجربة المخرج المغربي الرائد محمد عصفور. ويعتبر فيلم «الإبن الملعون» أول تجربة لأفلامه الطويلة يخوضها بعد بضعة أفلام قصيرة كانت تسخر من الأشرطة الطويلة. وأضاف البلاغ أن هذه المبادرة ستحتفي هذه السنة، كنقطة انطلاقة، بالفيلموغرافية المغربية منذ خمسين سنة(1958 - 2008). وتحتفي الدورة الحالية بالمخرج الكبير يوسف شاهين، الذي تم تكريمه سنة2004 حين حضر أول دورة لهذا المهرجان. كما سيتم في إطار هذا الاحتفاء أيضا عرض11 فيلما من فيلموغرافية السينما المصرية، والاحتفاء بالراحل حسن الصقلي، أحد وجوه السينما المغربية المهمة، الذي رحل منذ أسابيع. وتبلغ تكلفة المهرجان حوالي 50 مليون درهم مغربي، ولا يمنح جوائز مادية للأفلام الفائزة في المسابقة الرسمية باستثناء نجمة المهرجان التي تمنح للأعمال الفائزة بجوائز المهرجان. من جهة أخرى، أشار ذات المصدر إلى أنه لم يحن بعد موعد الإعلان عن لجنة تحكيم هذا العام، وقال إنه من المحتمل جدا أن تكون لجنة التحكيم تضم، كما هو الحال في الدورة الماضية، عددا من الأسماء المعروفة في دنيا الفن السابع من عيار ميلوس فريدمان الذي ترأس لجنة تحكيم العام الماضي. وحول جديد هذه الدورة، من المنتظر أن تنطلق عروض سينما المكفوفين لأول مرة في المهرجان، حيث خصصت لهم 10 أفلام، وذلك بالتنسيق بين إدارة المهرجان وقناة «آرتي» الألمانية المتخصصة في مثل هذا النوع من الأفلام، عبر استعمال تقنيات تنتمي إلى ما يمكن أن نسميه ب«السينما الوصفية». وحدد عدد المقاعد المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في 200 مقعد عند كل عرض. إلى ذلك، آلت الإدارة التنظيمية إلى طاقم مغربي صرف، بينما مازالت الإدراة الفرنسية تهيمن على الجانب الفني. وأرجع المصدر هذه الهيمنة إلى الخبرة التي يتحلى بها الفرنسيون في مجال تنظيم المهرجانات السينمائية وإلى علاقاتهم القوية في المجال. وكانت الدورة السابقة من مهرجان مراكش السينمائي الدولي قد عرفت احتجاجات من طرف فنانين مغاربة، وجهوا اتهاما صريحا إلى إدارة المهرجان بإقصائهم من الحضور إلى فعاليات المهرجان على غرار زملائهم، وفي محاولة من الجهات المنظمة لتلافي مشاكل العام الماضي، قال نفس المصدر ل«المساء» إن المؤسسة المنظمة للمهرجان قد عقدت لقاءات تشاورية في هذا الصدد مع كل من محمد الدرهم وحسن النفالي باسم الائتلاف المغربي بغاية تجاوز العثرات السابقة، وأيضا من أجل تحديد معايير أكثر موضوعية، في محاولة لتجاوز المحاكمات الكلامية في هذا الباب. وأشار المتحدث إلى أنه بعد هذه الدورة سيعود المهرجان إلى دوريته العادية، وأن الجهة المنظمة للمهرجان قد حددت سلفا موعد الدورة التاسعة والدورة العاشرة. ونفى أن يكون قد تم التوصل إلى اتفاق بين الجهات المنظمة لمهرجان دبي السينمائي ومهرجان القاهرة، المنعقدين في أوقات متزامنة، مكتفيا بالقول بأن حوارا على هذا المستوى لم يجر بيننا وبينهم.