لم يكد زكريا حدراف لاعب الدفاع الجديدي لكرة القدم يطالب المكتب المسير بمراجعة العقد الذي يربطه بالفريق، حتى انتفض مسؤولوه غاضبين، وقرروا عرض اللاعب على اللجنة التأديبية، وتهديده بالويل والثبور، وكأن اللاعب ارتكب جرما يستحق عليه العقاب. أصل الحكاية، أن زكريا حدراف الذي يعد اليوم وبدون منازع أبرز لاعب بصفوف الفريق الدكالي وهدافه الأول، طالب عن طريق وكيل أعماله في رسالة وجهها للمكتب المسير بمراجعة العقد الذي يربطه بالفريق، وقال بكل لياقة إنه يأمل أن يعقد معه رئيس الفريق جلسة عمل لمناقشة هذا الموضوع، وإيجاد صيغة توافقية، لكن الذي حصل هو أن رئيس الدفاع الجديدي رفض مجالسة وكيل اللاعب، بل وطلب منه عدم معاودة الاتصال به، ولما خرج الخلاف إلى العلن قرر عرضه على اللجنة التأديبية وإصدار عقوبات في حقه. لم يرتكب حدراف أي جرم، وهو يطالب بتسوية وضعيته، وبالحصول على ما يعتبر أنه حق له، خصوصا وأن منحة توقيعه لا تتجاوز 20 مليون سنتيم وراتبه الشهري يصل بالكاد إلى 8000 درهم، بينما بالمقابل هناك لاعبون لا يقدمون حتى ربع ما يعطيه حذراف للفريق الدكالي، وينالون أضعاف ما يحصل عليه هذا اللاعب الشاب. صحيح أن هناك عقدا يربط اللاعب بالفريق، لكن ألم يكن من الأفضل بدل سياسة التهديد والعقاب أن يجالس مسؤولو الدفاع الجديدي اللاعب، ويصلوا معه إلى صيغة توافقية، وإذا اقتضى الحال، أن يقولوا له لن نراجع عقدك، وعندما تكمل العقد بمقدورك أن تمضي إلى حال سبيلك، وهل من المقبول أن يقول رئيس الفريق، لوكيل اللاعب، لا تعاود الاتصال بي، فمن سيعرض رئيس الفريق على اللجنة التأديبية إذن. للأسف، بعض المسيرين، يريدون استعباد اللاعبين، وإذا طالب اللاعب بحقه يثورون في وجهه، ويعاقبونه، دون أن يجدوا هم من يجعل منهم عبرة، علما أنه في الفرق التي تحترم نفسها ما أن يبرز لاعب ويسطع نجمه، حتى يبادر الفريق إلى مراجعة عقده دون أن يضطر اللاعب إلى فعل ذلك بنفسه. المصيبة العظمى في الكرة المغربية، أن الكثير من المكاتب المسيرة للفرق الوطنية ابتليت بمنتهزي الفرص، وبتجار وسماسرة الانتخابات، وممن يبحثون عن الواجهة، وعن عضويات في المكاتب المسيرة، حتى لو قادوا الفرق إلى الهاوية.