خيبت الرياضة المغربية الآمال التي كانت معقودة عليها في أولمبياد لندن، وهي تنهي مشاركتها في المركز 79 عالميا بعد فوزها بميدالية برونزية فقط عن طريق العداء عبد العاطي إيكيدير في مسافة 1500 متر التي عادت ذهبيتها إلى الجزائري توفيق مخلوفي. ولم تكن النتائج السلبية الضربة الوحيدة التي تلقتها الرياضة المغربية، لكنها تلقت ضربات أخرى وخصوصا بعد ثبوت تعاطي العداءين مريم العلوي السلسولي وأمين لعلو لمواد منشطة محظورة، مما دفع الاتحاد الدولي إلى توقيفهما بشكل مؤقت ومنعهما من المشاركة في الألعاب. وشكل تعاطي السلسولي ولعلو للمنشطات هزة عنيفة وسط الوفد المغربي الذي شد الرحال إلى لندن، علما أن الاتحاد الدولي كشف أيضا عن توقيف العداء عبد الرحيم الكومري لأربع سنوات من طرف الجامعة بسبب المنشطات. وكانت رياضات ألعاب القوى وكرة القدم والملاكمة والتيكواندو والجيدو أبرز الخاسرين في الألعاب، بما أنهم وقعوا على أسوأ مشاركة لهم. وظهرت «أم الألعاب» بشكل مخجل وعجز عدد من العدائين عن مجرد الوصول إلى المسابقات النهائية، في وقت تعددت فيه الانسحابات وعدم إكمال السباقات، بينما لم يشارك المغرب في مسافة العشرة آلاف متر إناثا ورجالا. وشكل عبد العاطي إيكيدير الاستثناء بإحرازه برونزية 1500 متر، كما بحث عن ميدالية ثانية في 5000 متر لكنه حل سادسا. أما ثاني أفضل مشاركة لعدائي ألعاب القوى فكان وراءها حميد الزين الذي حل سابعا في نهائي 3000 متر موانع. وسارت الملاكمة في الاتجاه نفسه، وهي تخرج خاوية الوفاض وبأسوأ مشاركة لها منذ أولمبياد لوس أنجلوس 1984. وشاركت رياضة الفن النبيل بثمانية ملاكمين بينهم ملاكمة واحدة، وأقصي ستة ملاكمين في الدور الأول، بينما بلغ محمد العرجاوي الدور ربع النهائي لكنه خسر أمام الإيطالي كاماريلو بفارق نقطة واحدة، في وقت أظهرت فيه الملاكمة محجوبة أوبطيل شجاعة كبيرة في الدور نفسه، لكن نقص التحضير لم يسعفها لتحقق إحدى الميداليات. ولم يحقق منتخب كرة القدم أي فوز، واكتفى بتعادلين أمام الهندوراس وإسبانيا وخسارة مع اليابان، ليغادر من الدور الأول ويدفع غاليا ثمن أخطاء الجامعة والمدرب الهولندي بيم فيربيك. ولم يكن التيكواندو أحسن حالا، وهو يظهر بوجه سيء، بعد أن أقصي جميع لاعبيه ولأول مرة منذ 20 سنة في الدور الأول دون أن يحقق أي منهم ولو فوزا معنويا واحدا. وينطبق الأمر نفسه على رياضة الجيدو التي لم يظهر مشاركوها أية إرادة لتحقيق الفوز، وهم يسقطون تباعا بالضربة القاضية. وشارك المغرب في الأولمبياد بأكبر وفد في تاريخ حضوره الأولمبي ب75 رياضيا ورياضية. وكلف الوفد لجنة رياضيي الصفوة ميزانية بلغت 13 مليار سنتيم، هي الأضخم أيضا في جميع المشاركات المغربية.