اعتقد المغاربة أن مرور ثلاث سنوات على انطلاق برنامج رياضيي النخبة سيكون كافيا لتظهر الرياضة المغربية بوجه مشرف في أولمبياد لندن, الذي كلف الاستعداد له والمشاركة فيه مبلغ 12 مليار و 18 مليون سنتيم, لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن. المغرب غادر الأولمبياد بميدالية نحاسية يتيمة وبفضيحتي منشطات لطختا سمعة الرياضة الوطنية في وسائل الإعلام الدولية وجعلتا الرياضيين المغاربة موضع شك من طرف الهيئات الرياضية الدولية.كرة “مفشوشة” بعد أزيد من سنتين من التعاقد مع الهولندي بيم فيربيك بأجرة سرية لا يعلمها إلا “الراسخون في العلم” بالجامعة لم يقو المنتخب الأولمبي المغربي على تخطي الدور الأول في أولمبياد لندن. بمنتخب مفكك دخل المغرب إلى الألعاب الأولمبية. بيم فيربيك تشاجر مع خرجة بهولندا خلال حصة تدريبية قبل أن ينقلا خلافاتهما إلى مقر إقامة الفريق الوطني بغلاسكو الأسكتلندية. المدرب الهولندي فاجأ خرجة بسحب شارة العمادة منه ومنحها لإدريس فتوحي خلال المباراة الأولى ضد هندوراس التي انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما مما أثار غضب عميد أسود الأطلس. الجامعة دخلت على الخط وحاولت تهدئة الوضع من خلال تنظيم حفل إفطار جماعي للاعبي وطاقم الأولمبيين, لكن العكس هو الذي حصل بعدما دخل فيربيك وخرجة في ملاسنات هدد بعدها المدرب الهولندي بطرد خرجة من المنتخب. وقوف باقي اللاعبين إلى جانب لاعب العربي القطري, فرض على فيربيك التراجع. المباراة ضد اليابان كانت حاسمة لمصير المنتخب المغربي في الأولمبياد لكن التسرع وعقم النهج التاكتيكي لفيربيك لم يمكنا المنتخب المغربي من تفادي الهزيمة بهدف دون رد. النتيجة هي أن مصير المغرب أصبح رهينا بالفوز على إسبانيا وهزيمة هندوراس أمام اليابان لكننا لم نهزم إسبانيا وهندوراس تعادلت مع اليابان ليغادر المنتخب المغربي الألعاب الأولمبية بشكل رسمي. من أصل 9 نقط لم ينجح المدرب الهولندي “الكبير” كما تعتبره الجامعة في منح المغرب سوى نقطتين يتيمتين ومع ذلك عبر علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة عن تمسكه بفيربيك لأنه “حقق 70 في المائة من أهدافه”. بعد هذا الكلام نفهم مغزى مقولة أن الكرة المغربية “مفشوشة”! إقصاءات مبكرة إلى جانب تعثر المنتخب الأولمبي عاكست النتائج الرياضيين المغاربة في مستهل مشاركتهم الأولمبية. السباحة المغربية سارة البكري اكتفت بالمركز السابع ضمن السلسلة الإقصائية الثانية في مسابقة 400 متر أربع سباحات بتوقيت 4 دقائق و53 ثانية و21 جزء من المائة لتحل في نهاية المطاف في الصف 32 من بين السباحات ال36 المنافسات اللاتي شاركن في السلسلات الإقصائية الخمس. في مسافة 200 متر اعتقد الجميع أن الوضع سيكون أفضل بالنسبة للبكري المتخصصة في هذه المسافة لكن مسيرتها توقفت عند الدور نصف النهائي. نفس سيناريو خيبة الأمل تكرر في سباق الدراجات. الدراج المغربي عادل جلول تعذب كثيرا في أطول سباق يخوضه (5. 249 كلم) ليحل في الصف 61 من بين 140 دراجا شارك في السباق, بعدما حقق توقيت 5 ساعات و 46 دقيقة و 37 ثانية. محسن لحسايني أقصي بدوره بسبب سقطة حرمته من إتمام السباق, أما مواطنه سفيان هدي فاضطر إلى الانسحاب بعدما عجز عن مسايرة الإيقاع الذي فرضه باقي الدراجين. محسن لحسايني غادر بدوره الدور الأول في منافسات السباق ضد الساعة فردي جيهان سملال أول مغربية وعربية وإفريقية تتأهل إلى الأولمبياد في رياضة قوارب الكاياك كانت أيضا أول المغادرين لسباق المنعرجات بعد احتلالها الصف ال20 (ما قبل الأخير( الجيدو المغربي لم يكن أفضل حالا بعدما أقصي أربعة لاعبين مغاربة من الأدوار الأولى. المهدي المالكي, الذي كان قد تأهل إلى الدور ثمن النهائي لوزن أكثر من 100 كيلوغرام بانسحاب منافسه الإيراني روداكي محمد انهزم بإيبون أمام الهنغاري بور بارنا ليلتحق بزملائه الثلاثة الذين تجرعوا قبله مرارة الإقصاء وهم صفوان عطاف و غزلان زواق وياسين مدثر. من أجل المشاركة “هناك رياضات لا يجب أن نحلم بأن ننافس فيها على الميداليات في الوقت الراهن كالمصارعة و الجيدو والسباحة و الرماية بسلاح القنص وقوارب الكاياك” وتدريب الخيول… هذا ما أكده نور الدين بنعبد النبي الكاتب العام للجنة الوطنية الأولمبية ل”الأحداث المغربية” أثناء زيارتها إلى مقر البعثة المغربية بالقرية الأولمبية وهو ما تحقق على أرض الواقع بعد ذلك, بعدما اكتفت الرياضات المعنية بالمشاركة من أجل المشاركة فقط وليس للتنافس على حصد الميداليات. المصارعة المغربية خرجت خاوية الوفاض من أولمبياد لندن بعدما توقفت مسيرة المصارع المغربي شكري عطافي في دور ثمن نهاية وزن أقل من 96 كلغ لمسابقة المصارعة اليونانية الرومانية بانهزامه أمام التونسي حسين العياري بثلاث نقط مقابل نقطة واحدة. وقبله كان فؤاد الفجاري٬ قد خرج بدوره من ثمن نهاية وزن أقل من 55 كلغ بعد تعثره أمام منافسه الدنماركي هاكان إيريك نيبلوم ب(2-0). رياضات أخرى كالرماية بسلاح القنص لاقت المصير نفسه بعدما توقفت مسيرة ياسمينة المسفيوي مبكرا شأنها في ذلك شأن ياسين الرحموني في تدريب الخيول. سقوط القفاز منذ نحاسية الطاهر التمسماني في أولمبياد سيدني 2000 لم تحصد الملاكمة المغربية سوى خيبات الأمل. في دورة بيكين 2008 شارك المغرب ب10 ملاكمين قبل أن يتراجع العدد إلى 7 ملاكمين فقط في دورة لندن. التراجع لم يقتصر على الكم فقط بل شمل الكيف أيضا. فما الذي حدث بعد ذلك؟ كأوراق الخريف تساقط الملاكمون المغاربة. ستة ملاكمين غادروا الدور الأول, وهم عبد الحق عتقاني في وزن أقل من 64 كلغ وعبد العالي درعة في وزن أقل من 49 كلغ وأبو بكر الصديق لبيدة في وزن أقل من 56 كلغ وبدر الدين الحديوي في وزن أقل من 75 كلغ والمهدي الخالصي في وزن أقل من 69 كلغ وأحمد برقي في وزن أقل من 81 كلغ. الامال ظلت معقودة على محمد العرجاوي والمحجوبة أوبتيل, اللذين تأهلا إلى ربع النهاية. خطوة واحدة كانت تفصلهما عن ضمان ميدالية نحاسية على الأقل لكننا لم نر بعد ذلك إلا الدموع. بكى العرجاوي بعد هزيمته أمام الإيطالي روبرتو كاماريلي ب12 نقطة مقابل 11 نقطة, واتهم التحكيم بحرمانه من صعود منصة التتويج, وبكت أوبتيل بدورها بعدما حرمها نقص التجربة والتسرع من تحقيق فوز كان في المتناول على البرازيلية أدريانا أروخو. خيبة التكواندو امال كثيرة كانت معقودة على التكواندو المغربي لتحقيق إنجاز ما في أولمبياد لندن لكن الحصيلة كانت سيئة للغاية. الجامعة و لجنة رياضيي النخبة قدموا الثلاثي المغربي سناء أتبرور ووئام ديسلام و عصام الشرنوبي باعتبارهم مرشحين لصعود منصة التتويج بفضل الإنجازات التي حققوها على الصعيدين العربي والقاري واحتلالهم مراكز متقدمة عالميا لكن العكس هو الذي حصل. الثلاثي المغربي تساقط تباعا الواحد بعد الاخر وخرج ممثلو المغرب من الدور الأول. لم تكن بداية التكواندو المغربي موفقة في الأولمبياد. سناء أتبرور أول مغربية تدخل دائرة المنافسة عجزت عن تخطي عقبة الدور الأول في أعقاب هزيمتها أمام الأرجنتينية لوبيز رودريغيز كارولا مارفينا. و جاءت هزيمة المغربية سناء بعد تلقيها ضربة مفاجئة في الجولة الثالثة. علما أن الحكم خصم نقطة من رصيد الأرجنتينية. حسن الإسماعيلي, مدرب المنتخب, أرجع هزيمة أتبرور إلى الثقة الزائدة في النفس واستصغار الخصم مما يوضح أن الإعداد النفسي للاعبين المغاربة لم يكن في المستوى المطلوب. عصام الشرنوبي المصنف ثانيا عالميا خرج بدوره من الدور الأول لوزن أقل من 80 كلغ أمام الأفغاني نصار أحمد بهاوي بحصة 3-4 بعد ارتكاب اللاعب المغربي خطأ فاذحا دفع ثمنه غاليا. ”ارتكبت خطأ في هذه المباراة, طلب منا الحكم التوقف عن القتال لكنني ضربت منافسي وعوقبت بنقطة واحدة كلفتني خسارة المباراة”. هذا ما أكده الشرنوبي بعد نهاية المواجهة. الامال ظلت معقودة على الممثلة الأخيرة للمغرب وئام ديسلام, التي دخلت إلى دائرة المنافسة أول أمس السبت لكن مصيرها لم يكن أفضل من سابقيها, حيث أقصيت من الدور الأول لوزن أكثر من 67 بعد انهزامها أمام بطلة كوبية بحصة 1 مقابل 0. تراجع .. أم الألعاب أكد أولمبياد لندن بما لا يدع مجالا للشك تراجع مستوى ألعاب القوى المغربية بشكل كبير. من أصل 21 عداء مغربي, وباستثناء عدائي الماراطون الذين يخوضون سباقا واحدا نهائيا, نجح ثلاثة عدائين مغاربة فقط في بلوغ الدور النهائي. الأمر يتعلق بعبد العاطي إيكيدير في مسافتي 1500 و 5000 متر وحميد الزين وابراهيم الطالب في مسافة 3000 متر موانع. فما الذي حصل مع باقي العدائين المغاربة. عزيز أوهادي ودع الدور الأول لسباق 200 متر بعد اكتفائه بالصف السادس. أمين مناوي احتل المركز ذاته في سباق 800 متر ليغادر بدوره من الدور الأول. في مسافة 1500 متر تأهل إيكيدير إلى النهاية بينما توقفت مسيرة محمد مستاوي في الدور نصف النهائي بعد احتلاله الصف السادس وتسجيله توقيتا متواضعا. مسافة 5000 متر كانت دليلا اخر على التراجع المغربي في المسافات المتوسطة والطويلة. وحده إيكيدير ضمن تأهله إلى النهاية أما المشاركان المغربيان الاخران عزيز لحبابي وبوقنطار سفيان فخرجا من السباق الإقصائي. في مسافة 3000 متر موانع أقصي هشام السيغيني من الدور نصف النهائي, في حين تأهل محمد مستاوي وحميد الزين إلى النهاية, التي اكتفيا فيها على التوالي بالصفين السابع والحادي عشر. لدى الإناث كان الوضع أكثر سوءا. ولا عداءة واحدة نجحت في بلوغ النهائيات. مليكة عقاوي وحليمة حشلاف تجاوزتا الدور ربع النهائي قبل أن تستسلما في نصف النهاية. ابتسام لخواض وسهام الهلالي مثلتا المغربي في سباق 1500 متر. في الدور الأول عجزت لخواض عن إكمال السباق وانسحبت قبل 50 مترا تقريبا من خط الوصول, أما الهلالي فبلغت الدور نصف النهائي, الذي توقفت فيه مسيرتها بعد اكتفائها بالصف التاسع. نفس السيناريو تكرر مع حياة المباركي في مسافة 400 متر حواجز, حيث تجاوزت بدورها الدور الأول قبل أن تقصى في نصف النهاية بعدما اكتفت بالمركز السادس. كلثوم بوعسرية وسليمة الوالي العلمي لم تكونا أفضل حالا في نصف نهاية سباق 3000 متر موانع. الأولى اكتفت بالمركز العاشر والثانية حلت في الصف الحادي عشر. الوضع كان أسوأ في سباق 5000 متر, حيث انسحبت المغربية نادية نوجاني من الدور نصف النهائي بعد عجزها عن مجاراة إيقاع باقي المتسابقات, ونفس الأمر حصل مع سمية لعباني في سباق الماراطون, الذي اكتفت خلاله المغربية الثانية سميرة الرايف بالصف 73, قبل أن تحمل الجامعة مسؤولية ما حصل لكونها لم توفر لها ظروف الاستعداد الجيد عن طريق خوض معسكر إعدادي للأولمبياد. تقدم .. أم الفضائح فضيحتان مدويتان هزتا ألعاب القوى المغربية في أولمبياد لندن. قبل انطلاق المنافسات استبعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى العداءة مريم العلوي السلسولي من المشاركة في سباق 1500 متر بالأولمبياد بعد ثبوث تعاطيها مادة “فوروسيميد”. العداءة المغربية حاولت نفي التهمة عنها من خلال تقديم وثائق تشير إلى أنها تعرضت لوعكة صحية اضطرت طبيبها إلى منحها حقنة تحتوي على المادة المذكورة, غير أن لجنة استشارية تابعة للاتحاد الدولي رفضت هذه التبريرات وطالبت الجامعة المغربية بالبت في الملف بموجب قوانين الاتحاد, التي تنص في هذه الحالة على توقيف السلسولي مدى الحياة لكونها تتوفر على سوابق في هذا المجال. لم يكد المغاربة يستفيقون من صدمة السلسولي حتى تلقوا صفعة أقوى. الشرطة البريطانية تمنع أمين لعلو من دخول لندن وترغمه على العودة إلى المغرب. اش واقع؟ سؤال ظل الجواب عنه غائبا لبضع ساعات قبل أن يتبين أن العداء المغربي وضع على لائحة الممنوعين من دخول بريطانيا بعدما تبين من خلال فحص خض له في يوليوز الماضي بموناكو تعاطيه مادة “فوروسيميد”. الجامعة سارعت إلى توقيف لعلو مؤقتا في انتظار عرضه على اللجنة التأديبية التابعة لها مباشرة بعد انتهاء الأولمبياد الحالي. لعلو قدم بدوره مبررا لم يقبله الاتحاد الدولي وهو أنه أحس بالام في رجله قبل أن يمنحه طبيبه دواء يحتوي على مادة “فوروسيميد” دون أن يعلم بذلك. الملفت للانتباه هو أن مادة “فوروسيميد”, التي عثر عليها لدى السلسولي ولعلو ليست مادة منشطة حتى تساعد على إنقاذ حياة الأولى وشفاء الثاني من الالام. “فوروسيميد” هي في الحقيقة مادة تخفي اثار منشطات أخرى. هذه المادة تدر البول بشكل كثيف مما يزيل اثار المنشطات من الجسم ويمنع كشفها عند إجراء الفحوصات. قضيتا السلسولي ولعلو أظهرتا تقدما مستمرا لألعاب القةى المغربية في مجال المنشطات. تقدم جعل المغرب ينتقل من الصف 11 إلى الصف 7 عالميا في هذا المجال ! نقطة الضوء في غمرة الظلمة التي رافقت المشاركة المغربية في الأولمبياد برزت نقطة ضوء وحيدة من خلال العداء عبد العاطي إيكيدير. العداء المغربي أدخل المغرب إلى سبورة الميداليات, بعدما كان الجميع يعتقد أن الرياضة المغربية ستخرج خاوية الوفاض من الأولمبياد. إيكيدير أحرز الميدالية النحاسية لمسافة 1500 متر, وكان بإمكانه التتويج بالذهب لولا أن فوزه بالسباق نصف النهائي جعل العدائين الكينيين يحتاطون منه ويحاصرونه في السباق النهائي مما منعه من الانطلاق نحو خط النهاية في الوقت المناسب. طموح إيكيدير لم يقف عند هذا الحد, حيث شارك في سباق 5000 متر وتأهل إلى النهاية لكنه لم ينجح في إضافة ميدالية ثانية إلى رصيده ورصيد المغرب كما كان يتمنى