كان على المغرب أن ينتظر 11 يوما بالتمام والكمال ليدخل سبورة الميداليات عقب إحراز العداء عبد العاطي إيكيدير ميدالية برونزية في مسافة 1500 متر التي نال لقبها الجزائري توفيق مخلوفي. إيكيدير الذي أنقذ ماء وجه "أم الألعاب" وهو ينتزع هذه الميدالية بإمكانه أن يضاعف غلته إذا تمكن من التتويج في مسافة 5000 متر التي بلغ دورها النهائي. انتظر المغرب 11 يوما من انطلاق فعاليات الألعاب الأولمبية المقامة بلندن حتى 12 غشت الجاري لكي يدخل سبورة الميداليات ويحتل المركز 65 مؤقتا بعد احتلال العداء عبد العاطي إيكيدر المركز الثالث في السباق النهائي لمسافة 1500 متر وراء الجزائري توفيق مخلوفي المتوج بالذهب والأمريكي ليونيل مينزانو الذي فاز بالفضة. ووجد إيكيدير صعوبة كبيرة لتكرار سيناريو التأهل الذكي في السباق نصف النهائي بعد أن ارتبك في منتصف السباق، بتراجعه للوراء وبابتعاده عن المقدمة ليبذل مجهودا بدنيا كبيرا، لكي يعود بعد أن كان الجزائري مخلوفي قد انطلق في الوقت المناسب وتقدم لعدة أمتار واضطر إيكيدير بطل العالم للشبان وداخل القاعة للمسافة ذاتها لأن يتجاوز ذاته ويتقدم متأخرا في آخر 100 متر ويبحث عن مركز ثان أو ثالث رغم أن عداءين أمريكيين توفرا على سرعة نهائية أفضل كادا أن يحرماه من الصعود لمنصة التتويج. وانتزع إيكيدير الميدالية البرونزية بفارق 24 جزء المائة عن الأمريكي ماتيو سينتروفيتش بعد أن قطع مسافة السباق في زمن 3 دقائق و35,13 ثوان، بينما استحق الجزائري توفيق مخلوفي الذي كان قبل 24 ساعة موقوفا اللقب الأولمبي خاصة بعد اللفة الأخيرة حين تمكن من إنهاء السباق بتوقيت 3 دقائق و34,08 ثوان متقدما ب69 جزء المائة عن الأمريكي ليونيل مانزانو الذي سجل 3:43,79 وينتزع الفضة. ودخل المغرب سبورة الميداليات بفضل برونزية إيكيدير ليحتل مؤقتا المركز 65، لكنه متأخر عريبا، إذ تتقدم عليه الجزائر التي منحت العرب ميدالياتهم الذهبية الوحيدة لحد الآن ثم مصر بفضيتين وتونس بفضية وبرونزية ثم قطر ببرونزيتين مع التساوي مع كل من السعودية والكويت ببرونزية يتيمة. وكان إيكيدير الذي يبلغ من العمر 25 عاما قد احتل المركز الخامس في نهائي نفس السباق في دورة الألعاب الأولمبية ببكين 2008 وهو بذلك أول عداء مغربي يتوج بلقب الشبان ولقب الكبار داخل القاعة والصعود لمنصة التتويج بالأولمبياد في موسم لم يكن مساعدا له في ظل توقيت متأخر عن توقيته الشخصي 3:31,47 قبل ثلاث سنوات يملتقى موناكو. وبات إيكيدير ثالث عداء مغربي يتوج في مسافة 1500 متر في الأولمبياد. وكان رشيد لبصير أول عداء مغربي يصعد إلى منصة التتويج في هذه المسافة عندما نال ميدالية فضية في أولمبياد برشلونة 1992، وكان المغرب مرشحا للتتويج في أولمبياد أطلانطا 1996 عن طريق هشام الكروج، لكنه سقط قبل اللفة الأخيرة، قبل أن يحرز ميدالية فضية في أولمبياد سيدني 2000 وذهبية في أولمبياد أثينا 2004، وغاب المغرب عن منصة التتويج في دورة بكين 2008، قبل أن يعود إليها في دورة لندن. وكان المغرب شارك أيضا في هذه المسافة بواسطة محمد مستاوي لكنه أقصي في الدور نصف النهائي، في الوقت الذي منع فيه أمين لعلو من المشاركة بعد ثبوت تعاطيه مادة منشطة محظورة. وقد دخل إيكيدير منذ صباح أمس في تصفيات نصف نهائي 5000 متر رفقة مواطنيه عزيز الحبابي وسفيان بوقنطار. وشارك مخلوفي في السباق بعد أن نال الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي استبعده من الألعاب كليا في بادئ الأمر الاثنين قبل أن يعود عن قراره مساء نفس اليوم إثر تقديم شواهد طبية. واستبعد مخلوفي من الألعاب الاولمبية بتهمة غير عادية وهي» عدم بذل الجهد الكافي في تصفيات سباق 800 متر» بعد أن بدأ السباق لكنه انسحب سريعا ليتم اعتبار ما قام به غياب حسن النية ويتقرر استبعاده من جميع المسابقات استنادا للمادة 4-112.