في عز الفراغ الذي عرفه الحضور المغربي في الأولمبياد اللندني، أحرز أخيرا العداء عبد العاطي إكيدير يوم الثلاثاء الميدالية البرونزية لسباق 1500م. واحتل إكيدير، بطل العالم داخل القاعة (اسطنبول 2012)، المركز الثالث بتوقيت 3 د و35 ث و13 ج م، مانحا المغرب أول ميدالية في هذه الألعاب، وراء العداء الجزائري توفيق المخلوفي الذي نال الذهبية بتوقيت 3 د 34ث و8 ج م، فيما نال الفضية الأميركي ليونيل مانزانو بتوقيت 3د 34ث 79ج م. وهي الميدالية الذهبية العربية الأولى في البطولة، كما أنها الأولى للجزائر في النسخة الحالية. وشارك مخلوفي في السباق بعد أن حصل على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الذي كان قد استبعده من الألعاب كليا في بادئ الأمر يوم الاثنين، قبل أن يعود عن قراره. وكان الاتحاد الدولي لألعاب القوى قد استبعد مخلوفي من الألعاب الاولمبية بتهمة غير عادية، وهي عدم بذل الجهد الكافي في تصفيات سباق 800 م. وكان بإمكان إكيدير أن يحقق أحسن من الميدالية النحاسية، لولا أنه ارتكب بعض الأخطاء التاكتيكية، خاصة على مستوى التموقع، حيث فضل التراجع إلى الوراء، وهي استراتيجية كلفته الكثير من الجهد. ومباشرة بعد فوزه بالبرونزية، عبر عبد العاطي إكيدير عن سعادته بهذا الإنجاز، رغم أنه كان يرغب في اعتلاء أعلى درج في منصة التتويج وتطويق عنقه بالمعدن النفيس. وقال إكيدير لوكالة المغرب العربي للأنباء «أنا في غاية السعادة، رغم أن أمنيتي كانت هي إهداء المغرب ميدالية ذهبية، وأشكر الله على أنني لم أخرج خاوي الوفاض من هذا السباق». وكان ابن الراشيدية (25 عاما)، الأسرع في دور نصف النهاية، حيث حقق أفضل إنجاز له هذا الموسم مسجلا 3 د و33 ث. وقال العداء المغربي إن هذا الإنجاز جعل كل المنافسين يتحرون الحذر منه، موضحا أنه حاول منذ البداية أن يأخذ زمام المبادرة وقيادة القافلة قبل الدخول في التنافس في الأمتار الأخيرة، لكن خانته السرعة النهاية في اللفة الأخيرة بسبب تغيير وتيرة الإيقاع في عدة مناسبات، «لكن في النهاية اكتفيت في البرونزية وأنا سعيد لذلك». وبعد زلزال المنشطات، الذي ضرب في العمق ألعاب القوى المغربية قبل وخلال هذه الألعاب الأولمبية، قال إكيدير، بطل العالم للشبان سنة 2004 في غروسيطو (إطاليا) ووصيف بطل العالم سنتين بعد ذلك في بكين، «كنت أتمنى من أعماق قلبي إهداء ميدالية للمغرب، وإعادة الهيبة للرياضة الوطنية والمساهمة في محو خيبة الأمل». وأضاف إكيدير، الذي يشارك للمرة الثانية في الألعاب الأولمبية (احتل المركز الخامس في نهائي 1500 متر في أولمبياد بكين)، «لم أكن أفكر إلا في الميدالية وفعل كل شيء للوصول إلى منصة التتويج. وأهدي هذه الميدالية لجميع المغاربة». وفي سياق متصل، ضمن إكيدير، يوم الأربعاء، تأهله إلى نهاية سباق 5000م، باحتلاله المركز الخامس في السلسلة الإقصائية الثانية بتوقيت 13 د و15 ث و49 ج م. وعاد الفوز في هذا السباق للإثيوبي دجين جيبرميسكيل، قاطعا المسافة في زمن قدره 13 د و15 ث و15 ج م، متقدما على مواطنه ينيو ألميريو (13 د و15 ث و39 ج م) والكيني توماس بكميي لونغوسيوا (13 د و15 ث و41 ج م، فيما جاء المغربي الآخر في السلسلة ذاتها، سفيان بوقنطار، في المركز 18 بتوقيت 13د 47ث و63 ج م. أما عزيز لحبابي فلم يتمكن من بلوغ نهاية السباق، بعد احتلاله الرتبة 15 في السلسلة الإقصائية الأولى بتوقيت 13 د و47 ث و57 ج م.