يبحث العداء عبد العاطي إيكيدير عن إحراز ثاني ميدالية له في أولمبياد لندن، عندما يخوض السبت بداية من الساعة السادسة والنصف مساء نهائي مسافة 5000 متر. ولن تكون مهمة إيكيدير الذي يتطلع إلى الصعود إلى منصة التتويج سهلة، خصوصا وأن السباق النهائي سيشهد مشاركة مكثفة لعدد من أبرز العدائين المتخصصين في هذه المسافة. وحقق إيكيدير زمنا قدره 13د و9ثواني و17 ج/م، في الدور التصفوي لهذه المسافة، هو أفضل توقيت شخصي له هذه السنة، بيد أنه بإمكان إيكيدير أن يحقق أفضل من هذا التوقيت في الدور النهائي، خصوصا أنه لم يشارك في هذه المسافة كثيرا ضمن الملتقيات التي خاضها هذه السنة، بسبب تركيزه على مسافة 1500 متر. وحقق إيكيدير رقمه الشخصي في ملتقى فيل نوف داسك في تاسع يونيو الماضي. وحسب توقيته الشخصي فإن إيكيدير مصنف في المركز التاسع بين المشاركين في النهائي، إذ أن ثمانية عدائين يسبقونه في التوقيت، أبرزهم الإثيوبييين ينيو إيلميريو، الذي سجل هذه السنة زمنا قدره 12 د و48 ث و77 ج/م، ومواطنه هاغوس جيبريويت (12 د و 74 ث و53 ج/م) والكيني طوماس بكيمي لونسيوا( 12 د و49 ث و4 ج/م) و البريطاني محمد فرح الحائز على ذهبية العشر آلاف متر، والساعي إلى تكرار إنجازه في الخمسة آلاف، إذ حقق هذه السنة توقيت 12د و56ث و98 ج/م. ويتطلع إيكيدير إلى أن يسير على خطى البطل الأولمبي والعالمي السابق هشام الكروج الذي حاز ميداليتين ذهبيتين في أولمبياد أثينا 2004 ضمن مسافتي 1500 متر و5000 متر. وإذا كان تكرار إنجاز الكروج صعبا، فإن إيكيدير يراهن على الأقل على إحراز ميداليتين في السباقين معا، ليصبح ثالث عداء مغربي بعد سعيد عويطة وهشام الكروج الذي ينجح في الحصول على ميداليتين في الألعاب الأولمبية، علما أن عويطة فاز بذهبية في 5000 متر بأولمبياد لوس أنجلوس 1984 وبرونزية في سيول 1988، بينما فاز الكروج بفضية بسيدني 2000 في 1500 متر، وذهبيتين بأثينا 2000 في مسافتي 1500 و5000 متر. وأبدى إيكيدير عزمه على الصعود إلى منصة التتويج والزيادة في غلة المشاركة المغربية بالأولمبياد، مشيرا إلى أنه «سيقاتل» من أجل الحصول على ميدالية ثانية، وإن كان اعترف بأن المهمة صعبة في ظل وجود كوكبة كبيرة من العدائين المتميزين. واعتبر إيكيدير تأهله إلى النهائي بعد يوم واحد من مشاركته في نهائي 1500 متر إشارة إيجابية وحافزا ليبذل جهدا مضاعفا ويصعد إلى منصة التتويج. وكشف إيكيدير أنه فكر في الانسحاب من سباق 5000 متر، خصوصا أنه لم يستفد من قسط كبير من الراحة، ونام فقط لأربع ساعات، قبل أن يجد نفسه ملزما بالمشاركة في الدور نصف النهائي. وتابع:» بعد تفكير قررت أن أخوض المغامرة، لأن الأولمبياد تحدي لا يتكرر دائما، وبما أن هناك فرصة وأملا يلوح أمامي فإنني قررت أن أجرب حظي». وحول إذا ما كان قد تعرض لضغوط من أجل المشاركة في سباق 5000 متر، قال إيكيدير:» لم يحدث ذلك قط، إنه قرار شخصي، بل إن تتويجي بالبرونز في 1500 متر شكل حافزا لي». وتأهل إيكيدير إلى الدور النهائي بعد احتلاله للمركز الخامس بتوقيت 13 د و15 ث و49 ج/م، وبدا مرتاحا وهو يخوض السباق، إذ لم يبذل مجهودا كبيرا. وكان إيكيدير أحرز يوم الثلاثاء الماضي على ميدالية برونزية في مسافة 1500 متر، وحل إيكيدير (25 سنة) ثالثا بتوقيت 3 دقائق و35 ث و13 ج/م، وراء الجزائري توفيق مخلوفي صاحب الميدالية الذهبية بتوقيت 3 دقائق و34 ثانية و08ج/م والأمريكي ليونيل مانزانو صاحب الفضية بتوقيت 3 د و34 ث و79 ج/م. وسبق لإيكيدير الذي حل خامسا في نهائي 1500 متر بأولمبياد بكين 2008، أن أحرز لقب بطولة العالم للشبان في 1500 متر بغروسيطو الإيطالية سنة 2004، كما توج بلقب بطولة العالم داخل القاعة في المسافة نفسها بإسطنبول التركية في السنة الحالية. وقبل يومين من اختتام الألعاب الأولمبية خيبت ألعاب القوى الآمال التي كانت معقودة عليها، لإحراز ميداليات تنقذ بها ماء وجه المشاركة المغربية. وأقصيت مجموعة كبيرة من العدائين في الأدوار الأولى، بينما لم يقو آخرون علة مواصلة السباقات وانسحبوا، في الوقت الذي لطخت فيه «فضائح» المنشطات سمعة الرياضة المغربية عقب ثبوت تعاطي العداءين مريم العلوي السلسولي وأمين لعلو مواد منشطة محظورة دفعت الاتحاد الدولي إلى توقيفهما واستبعادهما من المشاركة، في انتظار البث بشكل نهائي في ملفيهما.
السرعة النهائية المبكرة هي مفتاح إيكيدير للفوز بالنسبة لسباق خمسة آلاف متر، الذي سيعرف مشاركة البطل المغربي عبد العاطي ايكيدر، سيكون قويا ومفتوحا في الوقت نفسه على عدة احتمالات بالنظر إلى تواجد مجموعة من العدائين المخضرمين، الذين ينتمون إلى عدة مدارس رائدة في هذا الصنف الرياضي كاثيوبيا وكينيا، فضلا عن العداء البريطاني الذي يتوفر على حظوظ وافرة للفوز بالسباق إلى جانب ايكيدر. ومن المنتظر أن يخوض كل فريق السباق بخطة تلائم إمكانياته والطريقة التي ينوي بها حسم المنافسة لصالحه، خصوصا من خلال رفع الإيقاع من منطلق وجود مجموعة من العدائين، الذين يتوفرون على أرقام جيدة، وذلك بالقدر الذي سيكون فيه القاسم المشترك بين المدرستين الإثيوبية والكينية هو الانسلال عن العداء البريطاني، الذي يعتبر من أبرز المرشحين للظفر بذهبية السباق. وانطلاقا من هذه المعطيات يتوجب على إيكيدر عدم المغامرة في الأمتار الأولى وأن يظل إلى جانب العداء البريطاني فرح في الدورات الأولى إلى غاية الألف متر الأخيرة، التي ستميزها رغبة كل عداء في بسط إيقاعه بهدف الوصول أولا إلى خط النهاية. وبات من اللازم على عدائنا إيكيدر الاعتماد على السرعة النهائية المبكرة لتفادي أية مباغتة مرتقبة أو الاصطدام أو أي تصرف قد يؤثر على مجريات السباق ويكون له تأثير سلبي على مردوده، كما يجب عليه أن يتعامل بذكاء وحزم مع مجريات السباق، وهو المبتغى الذي لن يكون سهلا قياسا مع قوة العدائين، خصوصا إذا ما علمنا أن هذا السباق هو الثالث من نوعه في مسافة 5 آلاف متر الذي يخوضه إيكيدر خلال هذا الموسم، وبالتالي فالتخوف من العياء يبقى بدوره أمرا واردا. وسيكون إيقاع السباق متغيرا وهو ما يفرض على الطاقم التقني مد إيكيدر بالنصائح والتوجيهات الضرورية حتى يناقش أمتاره بكيفية تخول له الظفر بإحدى الميداليات التي يتعطش لها الشعب المغربي، وفي الأخير أتمنى كل التوفيق لبطلنا الذي يحمل على عاتقه انتظارات وآمال كثيرة. مدرب في ألعاب القوى